الانسان مكون من الروح والعقل النفس والجسد ، وهو ككل متكامل يحتاج الى إشباع وتطوير كل الانسان حتى يحقق إنسانيته وينمى مواهبه وقدراته والا اصابه الخلل والمرض والضعف ، أرواحنا تحتاج الى الشبع بالله والعلاقة بالخالق الاعظم ، وعقولنا وزنة ثمينة من الله تحتاج الى تغذية وضبط وترويض وتطوير، ويجب ان نفهم ونطور من نفوسنا ونعرف دوافعنا ونروضها ونسعدها ، كما ان للجسد مطالبه الضرورية ويحتاج اشباع وتنميه وترويض ومحافظة على سلامته .
+ كيف أذن نستطيع ان ننمى من شخصياتنا ونحقق التوازن المطلوب للكيان الإنسانى كتاج للخلقة وسيدها ما لم ننمى كل الانسان ، ان التطور العلمى جعل التطور المعرفى يتسارع ويتشعب فى مجالات العلوم واخذت المعارف تتسع وتمتد الى الى مجالات استحال على الانسان الواحد ان يلم بها من اجل هذا وجد التخصص فى فروع المعرفة ووجب علينا ان ناخد باراء الباحثين والمتخصصين وعلينا نحن ايضا ان نتخصص ونبدع فى احد فروع المعرفة وفى نفس الوقت نكون ملمين بالمعرفة الضرورية فى المجالات الاخرى وتبرز هنا أهمية الحكمة والافراز فى ايجاد الشخصية الانسانية المتوازنة والتى تتعاون وتتكامل فى ذاتها ومع غيرها ليحيا الانسان إنسانيته .
+ وهنا تبرز أهمية القراءة والبحث فى الكتب والتفكير الأيجابى والتأمل ،حتى نستطيع ان نغذى ارواحنا وعقولنا ونفوسنا بالمعارف اللازمة التى تنمى الانسان فى مجال تخصصه وتجعله مدركا لمجتمعه والعالم المحيط به . القراءة تنمى الذهن وملكات الفهم واعمال العقل والوصول الى العلاقة بين الاشياء وفهم جوهرها والوصول الى الابتكار وتعطى براعة فى الحديث وسرعة الفهم فى عصر النت والدش الذى جعلنا نحيا فى العولمة وجعل العالم من حولنا قرية صغيره ،لقد صرنا نتابع ما يحدث فى الشرق والغرب فى نفس الوقت الذى تحدث فيه الاحداث . واصبحنا نحتاج الى الجلوس مع النفس والتفكير والتامل والتمييز لئلا يجرفنا العالم بتياراته المتصارعة ويجعلنا نحيا فى اضطراب وقلق . فبالقراءة نبتعد عن ما هو ضار ومضيعة لوقتنا الثمين ، ونحتاج الى تنمية قرائتنا وتنويعها لما للكتاب من أهمية وتأثير فى توصيل المعلومة حسب أمكانيات كل انسان ، واذ كان يصعب علينا قراءة كل ما تخرجه قريحة الانسان وجب علينا ان نختار ما هو مفيد لبنياننا الروحى والفكرى والنفسى والجسدى ولاثراء حياتنا واشباع رغبتها فى التعلم والمعرفة ومواكبة عصر المعلوماتية .وكلما نضج الانسان واذداد فى الوعى والمعرفة نمت لديه ملكة المعرفة واصبح الكتاب والقراءة بالنسبة له فى اهمية الطعام والشراب ووجد من الله وبعده الكتاب الرفيق والصديق كمصدر للمعرفة والثراء .