اضاءت شمس هذا القديس فى 6 ابريل 1935 فى مدينه نقاده و سمى هارفى و كان والديه بارين فربياه على مخافه الله و حفظ وصايه و كان هارفى مطيعا و تعلق قلبه بتعاليم الانجيل التى تلقنها من والديه و ظل بالمدرسه الى السنه الثالثه الابتدائيه ثم ترك المدرسه و بدأ يساعد والده "يوسف بساده" الذى كان يعمل نساجا
سيره ابونا تادرس الانطونى
و يبدو ان الطفل هارفى احب شفيعه الانبا انطونيوس و هو فى سن الطفوله ففى احد الايام اثناء رجوعه من الكنيسه ضل الطريق و حاول ان يرجع داره لكنه لم يستطع و فجاه راى امامه رجل عجوز ذو هيبه ووقار فتقدم و سال الطفل هارفى لماذا تبكى يا ابنى؟ فاجابه هارفى لقد تهت عن الطريق و لا اعرف مكان دارى و هنا امسكه الشيخ و اوصله الى بيته فحاول هارفى ان يدخله الدار فرفض و فى النهايه ساله عن اسمه فقال:- انا الانبا انطونيوس ثم اختفى ..
و عند بلوغ هارفى 22 سنه اشتاق ان يترك العالم الزائل و يذهب للبريه و ظل محتفظا بهذه الرغبه فى قلبه و لم يعلم بها احد و فى احد الايام استيقظ مبكرا و اخذ حقيبته فى هدوء بعد ان وضع فيها قليلا من الملابس و بعض الاحتياجات الشخصيه و تسلل الى خارج الدار دون علم اسرته متجها الى الدير المحرق و هناك تقابل مع اسقف الدير الذى رفض قبوله بالدير عندما علم انه لا يحمل خطاب موافقه من اهله و هذا الرفض لاقاه ايضا فى دير الانبا بولا لنفس السبب و ايضا هذا السبب اعاق قبوله فى دير الانبا انطونيوس و فى النهايه عاد الى بلده و هو يصلى الى الله ليجعل اسرته توافق ع رهبنته..و عندما علمت اسرته بهذه الرغبه نهروه و صعبوا عليه الطريق...و لكن عشق هارفى للحياه الملائكيه فذهب مره اخرى لدير الانبا بولا و امام اصراره قبله الاب رئيس الدير و لكن عاد هارفى الى داره مره احرى عندما الح والده باكيا على رئيس الدير ليرجع هارفى معه...فذهب مره اخرى للدير المحرق و لكنه قوبل بالرفض ثانيا و لا شك ان هذا تدبير من الله الذى كان يرسم له طريق رهبنته فى الوقت المحدد...و فى محاوله اخرى اعد هارفى الجواب و وقع عليه والديه و فى هذه المره استقل الشاب هارفى القطار الى بنى سويف بعدما ودع اهله وداعا حارا..و من بنى سويف اتجه الى عزبه الدير ببوش و سمح له رئيس الدير بالذهاب الى الدير بعد 6 اشهر من تواجده فى عزبه الدير...دخل هارفى للحياه التى يشتهيها من كل قلبه و ظل يجاهد و يعمل داخل الدير و يقوم باعمال شاقه جدا الى ان جاء يوم رسامته راهبا فى شهر مايو عام 1959 و سمى بالراهب تادرس الانطونى و من ذلك الوقت ضاعف اصوامه و صلواته و كان سعيدا بحياه السماء ع الارض و كانت حياته كلها تسبيح و قد اكتسب العديد من الفضائل و تتلمذ ع يد ابونا يسطس الانطونى و فى احد المرات اراد البابا شنوده ان يرسمه قسا لكنه قال له"يا سيدنا..انا عاوز اعيش كده و اموت كده راهبا و بس"فتركه قداسه البابا على حريته و فى مره اخرى اراد انبا دانيال اسقف الخرطوم ان يرسمه قسا لياخذه للخدمه معه فى السودان و لكنه هرب الى قلايته و حبس نفسه فيها و فى الصباح لاطفه انبا دانيال قائلا"انت هربت يا مبروك...على كيفك خليك ف الجبل و صلى من اجلنا" و ذلك تنفيذا لوصيه ابونا يسطس الذى قال له" اسمع يا ابونا تادرس عيش حياتك راهب زى انا ما عشت و اوعى توافق على اى درجه كهنوتيه لان الراهب بيكون مسئول عن نفسه بس قدام الله اما الكاهن بيكون مسئول عن نفسه و عن رعيته"
و قد اجرى الله ع يده معجزات كثيره جدا و كان يرفض المديح و ينسبها لبركه الانبا انطونيوس...و جاءت الايام الاخيره فى حياه هذا القديس العظيم و بدا يعد نفسه للخروج من الجسد و اشتد المرض عليه فرفض تناول الطعام و لم يكن يقول الا كلمه الطافوس كانه يطلب من الرهبان ان يحضروا له مقبره و فى يوم 6 اكتوبر 1992 حملوه الاباء رغما عنه فى سياره ذاهبين به الى المستشفى بالقاهره و بعد ان قطعوا ما يقرب من 100 كم بعيدا عن الدير وجدوا ابونا تادرس يردد بعض الترانيم و المزامير و لم تمضى دقائق حتى انطلقت روحه للسماء وسط جمهره من السواح و القديسين وسط تهليل السمائيين ....