المراه المصريه بعد الثوره الي اين؟بقلم د.جيهان جادو ـ باريس
تاريخ النشر : 2011-11-21
المرأة هذا المخلوق الذي حباها الله العديد من السمات كونها أم وزوجه وإبنة. فبالرغم من تكوينها المختلف عن الرجل إلا إنها كانت ولازالت جزء من ثقافة صناعة الحياة فكان لها الدور الفعال في الثورات منذ أن خرجت جنبا إلي جنب مع الرجل في ثوره1919 المصرية رافضة السلبية والدور المهمش فشاركته الحياة بكل ما فيها حتى في الأزمات السياسية إلي أن سقطت أول شهيدتين في 14 مارس 1919 من خلال المظاهرات وهن شفيقة محمد وحميدة خليل أما في الآونة الأخيرة استمرت المرأة العربية مبتدأه بتونس ومنتهية بسوريا في مشاركتها السياسية و كان لها الأثر الفعال في ثورات التغيير. فقد كانت ولازالت هذه الثورات صناعه شعبيه شاركت فيها كل شرائح المجتمع وعلي رأسها المرأة.فلم تتخلف المرأة عن مسيره التغيير التي اجتاحت ألمنطقه العربية بأجمعها ولم تمنعها التقليد والعادات التي تحكم معظم البلدان العربية من المشاركة في دعم تلك الثورات فكان للمرأة العربية في كل من تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا دور بارز في تلك الثورات وذلك بتقدمها في الصفوف الأولي لتقف بجانب الرجل مطالبين معا بالتغيير والتحول الديمقراطي .وفي هذا الموضوع كان للمرأة المصرية كنموذج الدور الفعال خاصة في ثورة الخامس والعشرون من يناير فجاءت مشاركتها بشكل مختلف عن الرجل لكن لا يستطيع احد إنكار حضورها المتميز الفعال ومنذ اندلاع اللحظات الأولي للثورة فقامت العديد من النساء المصريات بالمشاركة في عمليات التفتيش لمنع تسلل العناصر المثيرة للشغب وخاصة بعد الموقعة الشهيرة بموقعة الجمل مؤمنة بذلك بالتضحية من اجل الوطن وسقطت الشهيدة سالي من اجل الوطن. وقررن نساء مصر بأن لن يعدن إلي بيوتهن إلا بعد سقوط النظام.
فقد لمسنا جميعا سعي المرأة المصرية المستمر للمشاركة والمطالبة بحقوقها وفي ظل كل هذا حلمت بالوصول لحقها في تعزيز تلك التحولات السياسية.
إلا انه وبعد تلك التظاهرة والمخاطرة بالنفس والمشاركة في المسيرات والوقوف جنبا إلي جنب مع الرجل وجدت المرأة تاريخيا تستبعد من كل المواقع وبدا دورها في التلاشي والتهميش فذلك غالبا ما يحدث في أعقاب الثورات غربية كانت أم عربية فغالبا ما تستبعد المرأة من عملية صنع القرار.وأنا في حقيقة الأمر لا أستطيع فهم هذا اللغز المحير فلماذا المرأة وهي نصف المجتمع ولما لا وهناك تجارب عديدة علي مر التاريخ أثبتت فيها المرأة وعن جدارة قدرتها علي تحمل الصعاب وتقلد المناصب الهامة في الدولة؟!
أما ألان وقد جاءت الانتخابات البرلمانية في مصر وأصبح جليا للكافة تهميش دور المرأة فيما بين تخلي الأحزاب واتساع الدوائر فقد أصبحت المرأة المصرية في متاهة فقد أكد المركز المصري لحقوق المرأة في تقريره لمراقبة الانتخابات البرلمانية 2011 علي انعكاس المستوي السياسي بتردي وضع المرأة بعد الثورة .
فبعد مرور نحو قرن علي مشاركة المرأة في ثورة 1919 والمرأة المصرية تتلمس دورها في ثورة يناير2011 وسط مخاوف من تحجيمها.
وفي ظل كل تلك العلامات السلبية حول مستقبل المرأة في الفترة القادمة بمصر إلا أن المرأة المصرية مازالت تتطلع كسابق عهدها إلي أن تكون الأيام القادمة فترة عمل وتعاون مابين الحكومة المنتخبة وجموع الشعب لتقليل الفجوات ووصول المرأة لحقها في تولي المناصب القيادية ومنحها المساواة التامة مع الرجل طبقا للدستور .
الرأى