قوى سياسية مصرية تحمل المجلس العسكري والحكومة مسؤولية تفجر الأوضاع
طالبت بجدول زمني لإنهاء المرحلة الانتقالية
القاهرة: محمد عبده حسنين
حملت قوى وأحزاب سياسية مصرية المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة الدكتور عصام شرف، مسؤولية تفجر الأوضاع في البلاد، واندلاع أعمال العنف مرة أخرى، عقب أحداث أمس وأول من أمس، في ميدان التحرير وفي بعض المدن المصرية. وقالت هذه القوى إن التعامل الأمني المبالغ فيه ضد المتظاهرين أدى لحالة الاحتقان والغضب التي تسود الشارع المصري، وطالبوا المجلس العسكري بضرورة إعلان موعد محدد لتسليم السلطة، وإنهاء المرحلة الانتقالية بأسرع وقت، والاستجابة لكل مطالب الثوار.
وأعرب الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، عن استنكاره الشديد لأحداث العنف بين قوات الشرطة والمتظاهرين الراغبين في الاعتصام في ميدان التحرير. وقال البرادعي على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن «الشرطة تعاملت بعنف مفرط، وإن إنقاذ مصر واجب وطني لا يحتمل التأخير». وقال عمرو موسى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، إن الوضع الذي تمر به مصر أصبح في الوقت الحالي مهددا للحركة السياسية المصرية نحو المستقبل، داعيا المجلس العسكري في بيان له أمس إلى القيام بمسؤولياته في إدارة أمور البلاد، وعقد اجتماع عاجل مع ممثلي كافة القوى السياسية من أحزاب وحركات وشخصيات لتدارس الوضع واتخاذ الخطوات اللازمة لإنقاذ البلاد مما تواجهه من أطماع وأخطار، وبدء خطوات عملية فورية في شكل جدول زمني محدد لتنفيذ كافة الاستحقاقات الانتخابية البرلمانية والرئاسية. وشدد موسى على ضرورة أن تنتهي كافة الأمور المتعلقة بالانتخابات بنهاية مايو (أيار) 2012، والإنهاء الفوري لاستحقاقات شهداء ومصابي الثورة.
من جهته، دعا المرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحي لتشكيل حكومة إنقاذ وطني ائتلافية تتولى فورا مهمة إدارة المرحلة الانتقالية بكافة الصلاحيات السياسية والتنفيذية اللازمة لتكون أولوياتها استعادة الأمن للشارع المصري وإجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها. وقال صباحي في بيان له أمس إن «أحداث العنف الأمني غير المقبول ضد المتظاهرين تزيد من حالة الاحتقان والغضب التي تسود الشارع المصري»، نتيجة ما وصفه بسوء إدارة المرحلة الانتقالية فضلا عن حالة الانفلات الأمني.
وطالب صباحي بإعلان موعد إجراء الانتخابات الرئاسية بحد أقصى في منتصف عام 2012، لتنتهي المرحلة الانتقالية وتنتقل الثورة لموقع السلطة لتحقيق طموحات الشعب المصري.
وجدد الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، دعوته لمواصلة الاعتصام في ميدان التحرير، وشدد في بيان له على أن الاعتصام مستمر ولن يتم فضه حتى لا يتم خذلان المعتصمين وتسليمهم للمعتدين عليهم.
وأدان عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة (الإخوان المسلمون)، استخدام الشرطة للعنف المفرط ضد المتظاهرين بميدان التحرير، مؤكدًا أن من صنع الأزمة واستدعى الجماهير هو من افتعل وثيقة تنتقص من دور البرلمان واللجنة التأسيسية لوضع الدستور.
وأعلن حزب المصريين الأحرار عن كامل أسفه للأحداث وجدد الحزب رفضه للتعامل بأي شكل من أشكال العنف مع المتظاهرين، واعتبر بيان للحزب أن الأحداث اليوم هي نتيجة مباشرة للمظاهرات التي لا تكون محل إجماع وطني بين مختلف القوى السياسية، وشدد على ضرورة الوصول إلى حالة توافق وطني، والتوقف عن التصارع وافتعال معارك سياسية زائفة من أجل تحقيق مكاسب سياسيه ضيقة، والتوقف عن حالة الاستقطاب واستعراض العضلات التي أصبحت سمة غالبة على المناخ السياسي المصري مما يضر بالانتخابات البرلمانية القادمة.
كما دعا حزب الثورة المصرية إلى ضرورة التحلي بالمسؤولية وتغليب مصلحة البلاد على المصالح السياسية الضيقة محذرا من أن الطريق إلى البرلمان أو حتى الرئاسة لن يكون على حساب دماء المصريين.
الشرق الأوسط