مصر تطلق ثورتها الثانيـة ضـد حكـم العسـكـــر

إحباط شعبي من بطء الإصلاحات
مصر تطلق ثورتها الثانيـة ضـد حكـم العسـكـــر
المصدر

ترجمة: مكي معمري عن«نيويورك تايم

التاريخ:
23 نوفمبر 2011

مصر تطلق ثورتها الثانيـة ضـد حكـم العسـكـــر 3893256545

«ميدان التحرير» يعود إلى مشهد «25 يناير». إي.بي.إيه

عاد ميدان التحرير في القاهرة ليصبح من جديد مسرحاً للأحداث في
مصر، وبدأت المخاوف تلوح في الأفق حول مصير الثورة المصرية. وتجددت
الاشتباكات بالقاهرة في الأيام الماضية، وسقط خلالها عدد من الضحايا، في
الوقت الذي يتهم فيه المجلس العسكري الحاكم بالتراجع عن الالتزامات التي
قطعها عند الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.

ويقول متظاهرون في الميدان إنهم مصرون على التظاهر حتى تحقيق جميع
المطالب الشعبية. ويقول أحدهم «لم يغيروا من أساليبهم. سننتصر كما انتصرنا
في فبراير». وكانت صدامات نهاية الأسبوع الأكثر دموية، كما عمت الاحتجاجات
مدناً أخرى مثل الاسكندرية والسويس. ويتهم المجلس العسكري المحتجين بمحاولة
تحويل المسار الديمقراطي قبيل الانتخابات العامة.

ويعتقد كثيرون في مصر أن القيادة العسكرية خلفت حكم مبارك، بديكتاتورية أخرى، ودعا متظاهرون إلى البدء في ثورة ثانية.

يقول متظاهر يدعى إيهاب فاروق «العسكر يسرقون ثورتنا»، مضيفاً «عندما
بدأنا ثورتنا في يناير كان لدينا أمل، واليوم لا يوجد هناك انتخابات ولا
أمن ولا وظائف، لذا فنحن لا نثق بأي أحد ما عدا أنفسنا». ويطالب محتجون
بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية، في الوقت الذي زادت فيه المخاوف حول قدرة
الحكومة الحالية في ضمان سير انتخابات شرعية ونزيهة في الوقت الراهن.

ويعبر عدد كبير من المصريين عن قلقهم إزاء الوضع الراهن، ومن أن يطيل
العنف أمد الحكم العسكري ويؤخر العملية الانتخابية. وقد ألغى بعض
الليبراليين واليساريين حملتهم الانتخابية، في الوقت الذي تترجح فيه الكفة
إلى جماعة الإخوان المسلمين، إذ يتوقع أن تفوز بعدد كبير من الأصوات. ويذكر
أن الجماعة دعت إلى عدم المشاركة في المظاهرات.

وفي ذلك يقول المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة وليد حداد «لا نريد أن
ندخل في سجال مباشر مع الشرطة والجيش، لأننا في حاجة إلى الهدوء الآن»،
موضحاً «نريد أن تجرى الانتخابات في الموعد المحدد، وإذا ساءت الأوضاع أكثر
من هذا أعتقد أن الجيش قد يقرر تأجيل أو إلغاء الانتخابات».

في حين يرى المرشح عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي الليبرالي، باسم كمال،
ان تأجيل الانتخابات سيسمح بإجرائها في وضع هادئ وآمن. ومع ذلك يواصل كمال
حملته الانتخابية «علي أن استمر، لا أستطيع ترك المنافسة وفسح المجال أمام
الأحزاب الأخرى لتحصد الأصوات».

يعتقد المتظاهر عصام (23 عاماً) أن الثورة لن تنجح مادام العسكر في
السلطة، ويقول «المجلس يؤجل تبني الإصلاحات، وهو الذي يوفر الحماية لضباط
الشرطة الفاسدين، ويسمح بترشيح فلول النظام المخلوع بالترشح». وفي الوقت
الذي دعت فيه (جماعة الإخوان) بالتروي وإعطاء المجلس العسكري الفرصة للوفاء
بوعوده، انضمت شخصيات إسلامية أخرى ومحافظة إلى الأحزاب العلمانية
للمطالبة بتسليم الحكم إلى سلطة مدنية».

ومن جهتها وصفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند،
الأحداث الأخيرة في مصر بأنها «تبعث على الأسى»، وطالبت بإجراء الانتخابات
في موعدها. يأتي ذلك في الوقت الذي تزايدت فيه الشكوك حول مصير الثورة،
وتصاعد العنف مع عودة آلاف المتظاهرين إلى ميدان التحرير.

ويقول الأطباء الذين يعالجون المصابين في الميدان إن عدداً منهم أصيب
بأعيرة نارية، وقد أصيب أكثر 1500 شخص في الأحداث، حسب وزارة الصحة
المصرية.

وحسب تعليق القيادي الليبرالي عمر حمزاوي، على موقع «تويتر» للتواصل
الاجتماعي، وعلى الرغم من الإجماع السياسي على ضرورة إجراء الانتخابات
الأسبوع المقبل، يرى عدد متزايد من الشخصيات السياسية أن العنف قد يؤجل
إجراءها. ولايزال السياسيون في مصر متفقين حول المطالب، إلا أن انقسامات
جديدة طفت على السطح حول عملية تسليم السلطة من قبل المجلس العسكري. وضمن
جهود التيار الإسلامي لتهدئة الوضع، طلب القيادي في حزب الحرية والعدالة،
محمد بيجاتي، من المتظاهرين الا يكون سببا في زيادة وتيرة العنف. وقال على
موقع الحزب «على الرغم من تفهمنا الكامل لأسباب هذا الغضب، إلا أنه لا يجب
أن يسهم المتظاهرون في التصعيد الذي من شأنه أن يؤدي إلى حالة من الفوضى
والدمار». مضيفا «سيعطي ذلك فرصة لأولئك أن يبرروا تأجيل انتقال كامل
للسلطة إلى حكومة مدنية منتخبة تمتلك صلاحيات كاملة (برلمان وحكومة ورئيس)
لكي يتسنى لنا استكمال ثورتنا المجيدة».

الامارات اليوم