كان هـذا الرجل البسيط يبيع صور القديسين أمام كنيسة العذراء بالزيتون و بعد القداس الإلهي ، إهتم أن يأخذ لقمة البركة و طلب من أبونا أن يعطي ثلاث قطع ، لأنة سيزور أقاربه و يريد أن يعطيهم البركة ، و أعطاه أبونا ما طلب
ركب هذا الرجل القطار إلى المدينة التى فيه أقاربه و وضع لقمة البركة فى جيب قميصه و لقمتين فى جيبى بنطلونة ، سار القطار فى هدوء و صلى الرجل لكى يحفظة الله بملاك السلامة ، حتى يصل إلى أقاربه و يفرح برؤياهم و يعطيهم البركة التى معه
فى الطريق بينما القطار يقترب من أحد المزلقنات و قد هدأ سرعته ، فوجىء بسيارة أراد سائقها أن يعبر المزلقان و لم يرد أن ينتظر مرور القطار ، فوجد سائق القطار السيارة أمامة على شريط القطار و لم يستطيع أن يتفاداها
فاصطدم بها و انفجر خزان البنزين الذى فى السيارة و وصلت النار إلى البنزين ، فاندلعت النيران بشدة و تحركت مع الهواء لتصل إلى إحدى عربات القطار و تهاجم ركابها و كانت هذه العربة هى التى يركب فيها صديقنا الرجل البسيط ، بائع صور القديسين ،
و أحترق الكثيرون و مات بعضهم و آخرون تشوهوا من شدة اللهيب و وصلت النار إلى صديقنا هذا ، فأحرقت بنطلونة حتى الركبتين و احترق أيضا قميصة ، ما عدا الجزء الذى فية جيب القميص، أى حفظ الله هذا الرجل الطيب من أجل إيمانة ببركة الله التى أخذها من الكنيسة و لم تحترق إلا أجزاء بسيطة من ملابسة ، أما بقى ملابسة التى فيها لقم البركة فظلت سليمة و بقى جسده سليماً ،
أى لمنطقة الصدر و الرأس و البطن حتى الركبتي ، إنها يــد ألله التى تحنو على أولادة البسطاء المؤمنين باسمة و تحميهم مهما اقترب الخطر منهم
إن كانت لقمة البركة تفعل كل هذا ، فكم بالأحرى من يتناول من الأسرار المقدسة و من يرفق صلواته كل يوم أما الله و يقرأ فى كتابة المقدس ؟
إن الله يقدر جداً إيمانك مهما كان صغيراً و تمسك ببركة كنيسته ، فهو يحبك و ينتظر تجاوبك معه ،
فإن أمنت به و تمسكت ببركته يكون معك و لا يفارقك إبداً