استفانوس اول الشهداء
ـــــــــــــــــــ
"في تلك الايام لما تكاثر التلاميذ حدث تذمر من اليونانيين على العبرانيين بأن أراملهم كن يهمَلن في الخدمة اليومية"0 اليونانيون هم مسيحيون كانوا في الأصل يهودا من الاسكندرية وآسيا الصغرى (تركيا الحالية) وكانوا يتكلمون اليونانية بسبب هجرتهم الى تلك البلاد ومع انهم استوطنوا اورشليم الا انهم لم يتعلموا اللغة الآرامية المحكية فيها0 والعبرانيون مسيحيون وطنيون لم يهاجر آباؤهم0 كانوا اجتماعيا فئتين اختلطتا في الكنيسة الا ان الوطنيين كان لهم نصيب اوفر في الإعاشة0 فرأى الرسل ان في هذا انحرافا فجمعوا الاخوة وقالوا لهم :" لا يحسن ان نترك نحن كلمة الله ونخدم الموائد" اي لا يحسن ان ننصرف الى البشارة -وهذه مهمتنا - وان نتولى توزيع الحصص الغذائية على المؤمنين0 وطلبوا اليهم ان ينتخبوا "سبعة رجال مشهود لهم بالفضل ممتلئين من الروح القدس والحكمة" لكي يتدبروا هذا الأمر0 وكان اول هؤلاء السبعة استفانوس0 "فصلوا ووضعوا عليهم الأيدي" اي أقاموهم شمامسة ليسهروا على توزيع مواد الإعاشة0
أراد اليهود القضاء على هؤلاء الشمامسة واتهموا استفانوس بانه دعا الى نقض الهيكل وتبديل شريعة موسى0 انهما تهمتان اتُّهم بهما الرب يسوع0 فعندما جلبوا استفانوس ليقتلوه ألقى فيهم هذا الخطاب الذي هو موضوع رسالة اليوم وحدثهم عن العهد القديم الذي ابتدأ بابراهيم، حتى قال عن الهيكل ان الله "لا يسكن في هياكل مصنوعات الأيدي" مستشهدا في ذلك بأقوال اشعيا0 ثم وبخ اليهود لكونهم يقاومون الروح القدس وقال انهم اضطهدوا الأنبياء ثم قتلوا المسيح0 فلما غضبوا على استفانوس نظر الى السماء "ورأى مجد الله ويسوع قائما عن يمين الله"، فهجموا عليه وأخرجوه خارج المدينة كما فعلوا بالسيد وجعلوا يرجمونه وهو يصلي ويقول :"ايها الرب يسوع المسيح اقبل روحي"0
لوقا كاتب سفر اعمال الرسل الذي أتى بهذا الكلام عندما تحدث في إنجيله عن موت السيد اورد آخر قولة له على الصليب :"يا أبت في يديك استودع روحي"0 آخركلمة لاستفانوس هي اياها التي قالها الرب يسوع للآب0 استفانوس يعترف هنا بألوهية المسيح لأنه يستودعه روحه0 هذه اول صلاة مرفوعة الى يسوع0
على اسم القديس استفانوس شُيدت كنيسة وجه الحجر في قضاء البترون0 وفيها رعية نشيطة وبعد ان تكاثر فيها المصلون لم تبق لتستوعبهم فشرعنا ببناء كنيسة جديدة وارتفع هناك الطابق الأرضي المخصص لقاعة0 وتبرع بنفقات البناء كاملا محسن كبير من ابناء الرعية هو الأخ يوسف عساف المغترب في الإكوادور