02/12/2011
كيهان العربي
عندما تعانق مصر الديموقراطية
اللوحة الانتخابية المصرية أذهلت العالم
اللوحة الانتخابية الرائعة والتي رسمها الشعب المصري على مدى يومين عبر اصطفاف أبنائه من شيب وشباب رجالاً ونساء أمام مراكز الاقتراع منذ الصباح الباكر، وعلى طول عشرات الأمتار، قد أذهلت العالم، حيث كان الفصل الأول منه هو محاكمة الحكام المستبدين، ومن ورائهم ساسة الغرب، وفي المقدمة أميركا، الذين منعوا شعوب المنطقة، وفي المقدمة الشعب المصري، من حقوقه المشروعة في الانتخاب، وحق تقرير المصير، والمشاركة في اتخاذ القرار الوطني.
أما الفصل الثاني من هذه اللوحة الرائعة، والتي هي أكثر إيقاعاً وتأثيراً، فهو شعور الشعب المصري بالاعتزاز والفخر والرجولة بأنه يخوض معركة الانتخابات في جو من الحرية والديموقراطية، والانفتاح لإرساء جمهورية بما تحمل هذه الكلمة من معنى، بمشاركة جمهور بمحض إرادته واختياره، من دون ضغط أو إملاء أو مال.
والفصل الثالث لهذه اللوحة الرائعة هو حضور الشعب المصري الواعي والمنقطع النظير بمختلف تياراته وأحزابه الوطنية والإسلامية، وتوجهاته الفكرية والدينية في الانتخابات التشريعية، التي ستتم على ثلاث مراحل، وفي كل مرحلة تشمل تسع محافظات لانتخاب ممثليهم، وقد تمت المرحلة الأولى منها بنجاح وهدوء. حيث أثبت الشعب المصري عمقه الحضاري، ووعيه المسؤول لهذه المرحلة، من دون حدوث تجاوزات تذكر.
وإذا ما تمت المرحلتان الباقيتان بهذا النجاح وفي جو من الحرية والنزاهة والابتعاد عن التلاعب والتزوير، فإننا على ثقة تامة بأن الشعب المصري الذي ثار تلقائياً وبإرادته الوطنية جدير وبامتياز أن يرسي معالم نظام ديموقراطي حر يفتح الباب أمام شعوب المنطقة لانتهاج الطريق نفسه. فما يحدث في مصر لثقلها وموقعها ودورها الإقليمي سينعكس بالتأكيد على الآخرين.
جريدة القبس