الـميلاد فـصح صغير لأنـه وعد بنقلتنـا مـن الـموت الـى الحياة0 العذراء تلـد عمانوئيل اي اللـه معنا0 هـذا هـو الـفتح الإلهي الجديد اننا لا نعرف الله قابعا فـي سماء بعيـدة ولكنـه معنـا، مـع كـل واحد منـا بعد ان صار انسانا مثلنا0 بمجيئه لا يحـق لإنسان ان يشعر بنفسه مرميا فـي الـوجود لأن السيد شريكنا فـي اوجاعنا وفـي عزلتنـا ورفيقنـا فـي مماتنـا ومتقبلنـا مـن بعـد مـوت0 مـا مـن احباط مـن بعد اليوم، ما مـن شقاء فتاك لأن يسوع يرفعنـا مـن بعد كبوة ومسامحنا مـن بعـد خطيئـة ومعـزينا في كل مصاب0
الـيـوم نستطيع ان نقول مع اشعياء ما نرتلـه في الصوم الكبير: " قد ولـد لنا صبي واعطي لنا ابن فصارت رئاسته علـى كتفـه وقد دعي اسمـه رسول الرأي العظيـم، مشيرا عجيبا، الها قويا، مسلطا، رئيس السلام، ابا الدهر الآتي"0
وهذا ليس حدثا قديما قد انطوى اذ يقول لنا الـملاك اليوم ما قالـه لـلرعاة، "ولد لكـم الـيوم مخلص في مدينـة داود، وهو الـمسيح الـرب"0 فاذا سمعنا اليوم هـذا الكلام فـي الكنيسة لا نحس بأن ما وقع آنذاك قد انتهى ولكـن نحس بـأن حقيقة الخلاص نتناولها نحن اليوم لأن "الـمسيح هـو هـو امس والـيـوم والـى الأبـد"0
الـذين يؤمنـون بـهذا لا يخيفهم انتشار الرذيـلـة ولا العـنـف بـألوانـه ولا تسلط الـمتسلطين او استكبار الأقوياء لأن الـمؤمن يقي نفسه مـن كـل ذلك ويبيت فـي الـمسيح لأن الـمؤمنين باسمه يطردون الشياطين الـمحيطـة بـهـم ولا يـؤذي قـلـوبـهـم شر من هـذا الـعـالـم0 قد نفتـقر وتضرب اجسادنا وتقمع حرياتنا ولكـن الروح التي ينعشها السيد هي فوق كل هذا0 وقد تسوء احوال العالم وتقوى آلامنا وقد سقط الكثيرون وفترت الـمحبة عند الكثيرين0 مع ذلك لكل واحد ان يقول مع الرسول: "اني استطيع كل شيء بالـمسيح الذي يقويني"0
نحن نقوى به اذا استقبلناه كل يوم كما نستقبـلـه في هذا اليوم وذلك بصلاة مستمرة وبعـهد الطاعـة لـه صباح مساء0 ونقوى بالكلمة الإلهية التي تعـلمنا كـل شيء ان نحن قـرأناها0 العيـد هام اذا لم ينته مع هذا الـيوم0 انـه يتجدد فينا اذا "لـم نتكل علـى الرؤساء ،لا علـى بني البشر الذين ليس عندهـم خلاص"0 اي اذا جعلنا يسوع معتمدنـا وركيزتنـا الوحيدة0
ونحن نقبـل يسوع ان اقتبلنا اخوتـه الفقراء0 مـن احبهم يحب يسوع0 انهم الإخوة الذين يفضلهم اذ ليس عندهم احد سواه0 كل منا ايا كان وضعه الاقتصادي قادر ان يسعفهم ويسعف بذلـك نفسه لأنهم هم الذين يعـلـمـوننا التواضع وذلك الصبر العجيب الذي بـه وحده نخلص نفوسنا0
وان فهمنا ذلك لا يكون تعيدنا بالـمباهج السطحية لأن "ملكوت اللـه ليس طعاما وشرابا"0 ولا ينتهي العيد بـهدايا نـقدمها او نستلمها ولكـن بإهدائنا القلب الى الـمخلص0 فلنترك بالذهن كل شيء لنتقبل الـمسيح0