ساعدني يا رب لأصلّي اليك وأتأملك وحدي، دون نفسي ودون رغباتي وحاجاتي... فمنذ طفولتي أطلب منك باستمرار، وأنت تغدق بنعمك عليّ فيضاً دون مكيال، لكنني وحتى الآن، لم أقترب منك أكثر من عتبة الطلب والسؤال، أنت تدعوني لأدخل وأقترب أكثر فأكثر وأكون لك ابناً حبيباً، وأنا أكاد لا أصدق، وأحسب نفسي كالغريب المستعطي فلا أتجاسر أن أتجاوز اليك أكثر من عتبة الباب، تنير لي آلاف الشموع لأدخل وألتقي بك وأسهر، لكنني أخاف النور، فأكتفي منه بشمعة واحدة، أحضنها بحرص بين كفي وأبتعد. أجل يا رب، أخاف نورك وأرهبه جداً، فهو يكشف نفسي قبل أن يكشف لي طريقي، وأنّى لي أن أسير في طريق النور وأنا أرتدي ثياباً منسوجةً بخيوط الظلام... فما عسى أن تفعل لي شمعة نور نحيلة أمام عناكب الليل المبعثرة في كهوف وأخاديد نفسي، والنور الضعيف يا رب، يرسم أمامي دوماً ألف ظلٍّ وظلّ، لأشباح تتموج بسخط وهزء مني، فهي تعبث وتتحدى كل ما أريده لي، وأعدُّه أمامك في صلاتي: فالخير الذي أريده لا أفعله والشر الذي لا أريده إياه أفعل
ساعدني يا رب لأقترب منك وأعشق نورك، لأحمل من لدنك دون تردد أو خوف ما أستطيع من الشموع، لأضيء بها كل كهف مظلم في نفسي، وأمحو بنورها كل ظلّ ثقيل يخيفني... فيا ليتني يوماً التحم بنورك للأبد، فأغدو مصباحاً مضيئاً لنفسي، ولكل مَن حولي
امين يا رب