تحليل إخباري: اكتساح الإسلاميين للمرحلة الأولى للانتخابات هل يؤشر لسيطرتهم على الحياة السياسية بمصر؟
2011:12:11
بقلم/ عماد الأزرق
اثار اكتساح الإسلاميين للمرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية بمصر، تساؤلات كثيرة حول ما إذا كان ذلك يعد مؤشرا على تحقيق نفس النتيجة في المرحلتين الثانية والثالثة من الأنتخابات، وهيمنة الإسلاميين على الحياة السياسية في مصر، ومدى تأثير ذلك على الحياة السياسية مستقبلا.
وجرت انتخابات المرحلة الأولى في تسع محافظات هي القاهرة، الأسكندرية، دمياط، بور سعيد، كفر الشيخ، الفيوم، اسيوط، الاقصر، البحر الأحمر، شارك فيها نحو 10 ملايين و755 ألفا و154 ناخبا من بين 17 مليون و522 ألفا و583 شخصا لهم حق التصويت في المرحلة الأولى بنسبة مشاركة 60 في المائة في الجولة الأولى، بينما شارك في جولة الإعاده خمسة ملايين و226 ألفا و828 ناخبا من بين 13 مليون و 257 ألفا و 155 شخصا لهم حق التصويت بنسبة مشاركة 39 في المائة.
فقد حصلت جماعة الإخوان المسلمون والسلفيون على نسبة 68 في المائة من مقاعد المرحلة الأولى للانتخابات المصرية، بواقع 102 مقعد، من جملة المقاعد البالغ عددها 168 مقعدا، منها 112 للقوائم و56 للفردي.
وحسب النتائج التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات فقد حصل حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين على 70 مقعدا في المرحلة الأولى للانتخابات، منها 40 مقعدا للقائمة، و30 مقعدا للفردي، بينما حصل حزب "النور" السلفي على 32 مقعدا، منها 26 للقائمة وستة مقاعد للفردي.
وحصلت الكتلة المصرية على 14 مقعدا منها 13 مقعدا للقائمة، ومقعد واحد للفردي، في حين حصل حزب الوفد على 11 مقعدا منها 10 قائمة ومقعد فردي ، وحصل كل من حزبا الوسط والثورة مستمرة على أربعة مقاعد لكل منهما جميعها للقائمة.
وحصل كذلك أحزاب المواطن مصري والحرية ومصر القومي والاصلاح والتنمية على مقعدين لكل منهما، بينما فاز حزب العدل بمقعد واحد فردي، بينما فاز المستقلون بستة مقاعد.
وأكد الدكتور أيمن نور مؤسس حزب غد الثورة، وصيف الرئيس المصري السابق حسني مبارك في انتخابات عام 2005، أن نتيجة انتخابات المرحلة الأولى جاءت متوقعة ولا تخلو من المفاجآت.
وقال نور في تصريحات لوكالة أنباء (شينخوا) إنها انتخابات "غير مزورة وغير عادلة فى الوقت نفسه"، مشيرا إلى أن أبرز المفاجآت هى ارتفاع مقاعد حزب النور السلفى مما يجعلنا نحتاج إلى عمل قراءة جيدة لمرات لفهم البرلمان القادم.
وأبدى عدم تخوفه من سيطرة التيارات الإسلامية على البرلمان وتأثيرها على المطالبات الشعبية بدولة مدنية تحكم البلاد، مشيرا إلى أنه لن يكون هو العنصر الحاكم فى شكل الدولة فهناك ثوابت لا يجوز تغييرها مثل حرية التعبير والمرأة .
وأضاف أن الانتخابات من البداية غير عادلة بدءًا من قانون الانتخابات وصولا إلى الفرص غير المتكافئة فى الدعاية الانتخابية، خاصة أن المرحلة الأولى جاءت فى ظل أحداث اشتباكات محمد محمود بالتحرير بين قوات الأمن المركزى والمتظاهرين، انتهاءً بالتفاوت فى القدرات المادية والإنفاق غير الملتزم بالحد الأقصى للميزانية، والذى ظهر واضحا مع بعض المرشحين.
وعن التخوف من عودة حزب الأغلبية مع فوز حزب الحرية والعدالة بالنسبة الأكبر فى المرحلة الأولى، قال نور إن النسبة الكبيرة الفائرة بالبرلمان ذهبت للتحالف الديمقراطى والذى يتكون من عشرة أحزاب ويشارك في الانتخابات باسم الحرية والعدالة وليس حزب "الحرية والعدالة فقط ، وبالتالى فلا يوجد تخوف من عودة منطق الحزب الواحد.
وتجري الانتخابات البرلمانية المصرية على ثلاث مراحل لاختيار 498 عضوا بمجلس الشعب، على أن يتم اختيار ثلثى الاعضاء وعددهم 332 عضوا فى 46 دائرة انتخابية بنظام القوائم الانتخابية المغلقة، والثلث الاخر 166 عضوا بنظام الانتخاب الفردى فى 83 دائرة انتخابية، على أن يكون نصف الاعضاء المنتخبين على الاقل من العمال والفلاحين .
وأوضح الدكتور فخري الطهطاوي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن النجاح الساحق الذي حققه الإسلاميون في المرحلة الأولى لن يتكرر بنفس القوة في المرحلتين الثانية والثالثة، وأن القوى والأحزاب السياسية الأخرى ستحقق نتائج أفضل من المرحلة الأولى على حساب الإسلاميين.
وأرجع طهطاوي في تصريح لـ (شينخوا) ذلك، إلى التصريحات الصادمة للإسلاميين وخاصة السلفيين في أعقاب فوزهم ف المرحلة الأولى، وهو ما اثر بشكل كبير على السلفيين وتسبب في خسارة السلفيين لعدد من المقاعد في جولة الإعادة على المقاعد الفردية، لصالح داعين لمدنية الدولة مثل الدكتور مصطفى النجار رئيس حزب العدل في مدينة نصر ، والبدري فرغلى من حزب التجمع في بور سعيد، ومحمد داود من حزب الوفد في كفر الشيخ.
ولفت إلى أن هذا التغير في اتجاه التصويت للناخبين المصريين سيتضح أكثر خلال المرحلتين المقبلتين، معربا عن توقعه بأن يزداد نصيب أحزاب الكتلة المصرية والوفد والوسط والعدل من مقاعد البرلمان خلال المرحلتين المقبلتين.
وأوضح أن تركيبة الشعب المصري والشخصية المصرية وان كانت متدينة بطبيعتها إلا أنها تأبى التشدد والتطرف، ولذلك فهي ستقف بالمرصاد أمام اية محاولات لنشر التطرف والتشدد، وسينحاز الشعب المصري في ممارسته السياسية للاعتدال والتوسط، وهو ما سيدفع الكثيرون للتصويت لأحزاب غير إسلامية لتحقيق توازن ما في الحياة السياسية.
وتجري المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية المصرية التي من المقرر أن يشارك بها نحو 18.8 مليون ناخب يومي 14 و15 ديسمبر الجاري في تسع محافظات الجيزة ، بنى سويف ، المنوفية ، الشرقية ، الاسماعيلية ، السويس ، البحيرة ، سوهاج ، أسوان.
من جانبه، أكد عبد الرحمن سمير عضو ائتلاف ثورة 25 يناير أن نتائج المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية كانت متوقعة، مشيرا إلى أنه كان من الواضح أن الشعب المصري يريد اعطاء الفرصة لفصيل سياسي تعرض للتهميش والملاحقه خلال نظام مبارك.
واستبعد سمير في تصريحات لوكالة أنباء (شينخوا) ان يستمر اكتساح الاسلاميين للانتخابات في المرحلتين الثانية والثالثة من الانتخابات، مشيرا إلى أن الفارق بين انتخابات المرحلة الأولى وانتخابات الإعادة على مقاعد الفردي لنفس المرحلة وتغير اتجاهات التصويت، يعد مؤشرا قويا على تغير اتجاهات التصويت في المرحلتين المقبلتين.
وأوضح ان اتجاه التصويت في انتخابات الاعادة للمرحلة الأولى إلى قوى سياسية أخرى، بعد أن تغيرت رؤية الكثيرين لتوجهات القوى الإسلامية بعدما خرجت منه من تصريحات خاصة من السلفيين الذين يمثلهم في الانتخابات حزب "النور".
واشار إلى أن الشعب المصري ذكي وهو حاليا يميل إلى تحقيق توازن في البرلمان، حتى لا ينفرد تيار أو اتجاه او حزب بالحياة السياسية أو بالبرلمان ، معربا عن اعتقاده بأن هذا ما سيدفع المصريون للتغيير اتجاه التصويت لصالح القوى غير الإسلامية.
وحول وضع الشباب وخاصة شباب الثورة وحجم تمثيلهم في البرلمان، أوضح أن المساحة الزمنية لم تكن كافية للشباب للتعبير عن أنفسهم والدخول في معترك الانتخابات، وأن الشباب لابد وأن يستعد من الأن للانتخابات المقبلة.
وفيما يتعلق بتأثير استمرار سيطرة الاسلاميين على البرلمان، أوضح أن المشكلة تكمن في أن بعض السلفيين يدخلون البرلمان لتنفيذ السياسية المتشددة، مشيرا إلى ان الإخوان أيضا يسعون لذلك غير أن الإخوان ليسوا في عجلة من أمرهم .
وأوضح أن الإخوان المسلمين يختلفون عن السلفيين في أن لهم أولويات تضع في مقدمتها تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية وتطوير المجتمع مع التنفيذ التدريجي ليدلوجيتهم بما لا يحدث صدمة للمجتمع عكس السلفيين.
/مصدر: شينخوا/
الرئيسية
أحدث الصور
التسجيل
دخول
موضوع: تحليل إخباري: اكتساح الإسلاميين للمرحلة الأولى للانتخابات هل يؤشر لسيطرتهم على الحياة السياسية بمصر؟ 
الأحد ديسمبر 11, 2011 6:58 am
