الموت الأبدي
الحياة الأبدية، إذاً، هي محبّة الله، هي حياة الله، هي أن تكون لنا شركة مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح (1 يو 1: 3)، هي الله نفسه فينا. هذا ما يتحقّق في روح الحياة، في الروح القدس، إذ نقتني الروح القدس، إذ يقيم فينا الروح القدس إلى الأبد، إذ يستقرّ الآب والابن في الروح القدس فينا. "ألستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله..." (1 كور 6: 19). ليست العبرة في الحياة الأبدية أن تكون لنا حياة بلا حدود في الزمن. الزمن، في ذاته، لا وجود له ولا قيمة. نحن نقيم في الزمن، في كل حال، لأننا خِلقة الله. العبرة هي في الفحوى. الكفرة، الذين لا يقبلون الله، هؤلاء أيضاً سوف يكونون، في الزمن، وإلى الأبد، لكنهم لن يذوقوا الحياة الأبدية. هم أيضاً سيقومون في القيامة العامة، لكنهم لن يعرفوا قيامة الحياة، "فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع مَن في القبور صوته [صوت ابن الإنسان] فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيّـآت إلى قيامة الدينونة" (يو 5: 28 – 29). هؤلاء يُطرحون في الظلمة الخارجية (مت 25: 30)، يمضون "إلى عذاب أبدي" (مت 25: 46)، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان (مت 25: 30). أما الأبرار فيمضون "إلى حياة أبدية" (مت 25: 46). من هنا أن الحياة الأبدية لن تكون امتداداً للحياة على الأرض بل شيئاً أخر بالكلية. المؤمنون بيسوع يذوقونها منذ الآن. أما الذين لا يؤمنون فهؤلاء يذوقون الموت الأبدي منذ الآن. لذا قال الربّ يسوع لليهود: "إنْ لم تؤمنوا أني أنا هو تموتون في خطاياكم" (يو 8: 24). يسوع، هنا، لم يكن يعني موت الجسد بل ما يسمّيه سفر الرؤيا الموت الثاني. "وأما الجبناء وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسَحَرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتّقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني" (رؤ 21:
. الحياة الأبدية هي ما يقابل هذا الموت الثاني، لذا قال يسوع: "إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يرى الموت إلى الأبد" (يو 8: 51). وقال أيضاً: "كل مَن كان حيّاً وآمن بي فلن يرى الموت إلى الأبد" (يو 11: 26).