رشاقة حتى بلوغ المائة من العمر

في
إحدى القاعات التابعة لأحد مراكز الرعاية الكنسية في مدينة كولونيا تقوم
تسع نساء مسنات بتمارين رياضية، حيث يسرن عبر القاعة ويدحرجن كرة أسفنجية
حول الجسم ويمررنها فوق البطن وخلف الظهر وفوق الرأس، ثم عبر الساقين. ويلي
ذلك حركات للتوازن في وضع الجلوس والوقوف.

النساء
بين 60 و80 عاما يحملن خلال تمارين التوازن أثقالا فوق كاحل القدمين،
ويمسكن بأيديهن مقابض حديدية، ويستندن إلى مسند الكرسي الخلفي، ويحركن
أرجلهن بالتناوب."هذا يفيد العظام والعضلات، أي يساعد على استمرار سلامة
العظام ومتانة العضلات"، تشرح إحدى المشاركات وتضيف:" ممارسة هذه التمارين
تعود بالفائدة، وأنصح بها كل شخص. نشعر فعلا بالصحة والسلامة ومرونة الحركة
وتستعيد العظام المسنة حيويتها"، وهذا هو الهدف من هذه التمارين.

"رشاقة
في سن المائة" هو عنوان برنامج التمارين الرياضية الذي تم تطويره بالتعاون
مع المعهد الرياضي العالي في مدينة كولونيا. ويقضي البرنامج بأن يمارس
المسنون الرياضة لمدة ساعتين في الأسبوع كي يحافظوا على النشاط ومرونة
الحركة، ويتمكنوا من النهوض دون صعوبة وصعود الدرج والتنزه والقيام بأنفسهم
بالعناية بأنفسهم.

ومن
المنظور العلمي يجب أن تتم ممارسة الرياضة بشكل هادف، وأن تكون الحركات
مدروسة، كما يقول فرانك نيدر من معهد رياضة المسنين التابع للمعهد الرياضي
العالي ويضيف: " لهذا يجب أن يتضمن برنامج الحركات الرياضية إجراء التمارين
مرتين في الأسبوع ولمدة ساعة. ويجب أن تستهدف التمارين تقوية عضلات
الرجلين والذراعين والجذع وعضلات الظهر".

فرانك نيدر من معهد رياضة المسنين
وتؤكد نتائج العديد من الدراسات التي أجريت على هذا البرنامج على حدوث
تحسن واضح في مستوى رشاقة المشاركين في ممارسة التمارين، بغض النظر عن
العمر، وما إذا كان الشخص قد مارس قبلا الرياضة أم لا. "الذي أردنا معرفته
هو ما إذا كانت التمارين صالحة لتحسين مرونة الحركة لدى الناس المتقدمين في
السن". يقول نيدر، الذي يؤكد أن تمارين اللياقة البدنية لا ترتبط بعمر
معين، ويضيف:" يمكننا القول إنه يمكن تحسين توازن الجسم واللياقة البدنية
وقوة الأيدي والأرجل حتى لدى الأشخاص الذين بلغوا التسعين".

والى
جانب التأثير الإيجابي على الجسم، تلعب الاتصالات الاجتماعية المنتظمة
ومتعة ممارسة الرياضة الجماعية دورا كبيرا في شعور المتقدمين في السن
بالسعادة والارتياح، وهذا ما تؤكده سيدات مجموعة كولونيا الرياضية، لهذا
فإنهن عازمات على مواصلة التمارين المشتركة على جميع الأحوال.

أندرياس شتين تسيمونز