إن بابا نويل هو شخصية حقيقية وربما يتعجب البعض عندما يعرف إن الكنيسة القبطية تحتفل بعيد نياحته في العاشر من كيهك..؟؟ هو القديس نيكولاس أسقف مورا بآسيا الصغرى في القرن الرابع الميلادي.. ولنقرأ بعض سطور حياته من السنكسار القبطي.. :
كان من مدينة مورا، اسم أبيه ابيفانيوس و أمه تونة. و قد جمعا إلى الغنى.. الكثير من مخافة الله. و لم يكن لهما ولد.... و لما بلغا سن اليأس، تحنن الله عليهما و رزقهما هذا القديس، الذي امتلأ بالنعمة الإلهية منذ طفولته. و لما بلغ السن التي تؤهله لتلقي العلم، اظهر من النجابة ما دل علي إن الروح القدس كان يلهمه من العلم أكثر مما كان يتلقى من المعلم. و منذ حداثته وعي كل تعاليم الكنيسة. فقدم شماسا ثم ترهب في دير كان ابن عمه رئيسا عليه، فعاش عيشة النسك و الجهاد و الفضيلة حتى رسم قسا و هو في التاسعة عشرة من عمره. و أعطاه الله موهبة عمل الآيات و شفاء المرضي، حتى ليجل عن الوصف ما أجراه من آيات و قدمه من إحسانا و صدقات..
و منها انه كان بمدينة مورا رجل غني فقد ثروته حتى احتاج للقوت الضروري و كان له ثلاث بنات قد جاوزن سن الزواج و لم يزوجهن لسوء حالته فوسوس له الشيطان إن يوجههن للعمل في أعمال مهينة، و لكن الرب كشف للقديس نيقولاوس ما أعتزمه هذا الرجل، فاخذ من مال أبويه مائة دينار، و وضعها في كيس و تسلل ليلا دون إن يشعر به أحد و ألقاها من نافذة منزل الرجل، و كانت دهشة الرجل عظيمة عندما وجد الكيس و فرح كثيرا و استطاع إن يزوج بهذا المال ابنته الكبرى. و في ليلة أخرى كرر القديس عمله و القي بكيس ثان من نافذة المنزل، و تمكن الرجل من تزويج الابنة الثانية
إلا إن الرجل اشتاق إن يعرف ذلك المحسن، فلبث ساهرا يترقب، و في المرة الثالثة حالما شعر بسقوط الكيس، اشرع إلى خارج المنزل ليري من الذي ألقاه، فعرف انه الآسف الطيب القديس نيقولاؤس، فخر عند قدميه و شكره كثيرا، لأنه أنقذ فتياته من فقر. إما هو فلم يقبل منهم إن يشكروه، بل أمرهم إن يشكروا الله الذي وضع هذه الفكرة في قلبه..