| الزّواج والحرّيّة | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
micheal al fadel عضو ماسي
الجنس : عدد المساهمات : 938 التقييم : 599 تاريخ التسجيل : 31/08/2011 البلد التي انتمي اليها : باحث
| موضوع: الزّواج والحرّيّة الأربعاء ديسمبر 21, 2011 6:05 pm | |
| الزّواج والحرّيّة
أريد حرّيّتي. هذه حياتي الشّخصيّة لا دخل لأحد بها. أريد أن أحقّق ذاتي. أنا حرّ أو حرّة بقراراتي... كلمات يردّدها أولادنا الشّباب على مسامعنا، تمامًا كما فعل "الابن الضّالّ" الّذي خرج عن سلطة والده طلبًا لحرّيّته الشّخصيّة. لكنّ الغريب أنّك تسمعها اليوم من الرّجال والنّساء المتزوّجين على حدّ سواء!!
ممّا لا شكّ فيه، أنّ الحرّيّة أمر مقدّس... لا بل إنّ كلّ الحرّيّات مقدّسة: الحرّيّة الشّخصيّة وحرّيّة الفرد وحرّيّة الوطن وحرّيّة المُعتَقَد والدّين والتّعبير... إلخ. نحن مديونون لأبطال كثيرين ضحّوا حقًّا بحياتهم من أجل الحرّيّة. وعلينا بالتّالي، ألاّ نستخفّ بهذا الموضوع، بل أن نُناضل من أجله لأنّ الله خلق الإنسان ليكون على صورته ومثاله، خلقه حرًّا. لكنّ الحرّيّة قد تفقد معناها وجمالها إن كانت من دون ضوابط. فالخالق وضع تخومًا للحرّيّة الفرديّة عندما قال لآدم: "من جَميع شَجَر الجنَّة تأكُل أَكلاً، وأمّا شجرة مَعرِفَة الخير والشَّرّ فلا تأكُل منها، لأنَّك يوم تأكُل منها موتًا تَموت" (تكوين 2: 16). إذًا، أنتَ حرّ لتختار، إنّما هناك نتيجة لكلّ خيار. للحرّيّة حدود ضروريّة. أنت حرّ، لكنّ حرّيّتك تقف عند حدود حرّيّة الآخر وعدم أذيّته، جسديًّا وروحيًّا ومعنويًّا. أنت حرّ، إنّما ليس للتّهرّب من مسؤوليّاتك. يقول الكتاب المقدّس: "فإنَّكُم إنَّما دُعيتُم للحرّيَّة أيّها الإخوة. غَير أنَّه لا تُصَيِّروا الحرّيّة فُرصَة للجَسَد، بل بالمَحبَّة اخدِموا بعضُكم بعضًا. لأنَّ كلّ النّاموس في كلِمَة واحِدَة يُكمَل: تُحبّ قَريبَك كنَفسِك. فإذا كنتُم تَنهَشون وتأكُلون بعضُكُم بعضًا، فانظُروا لِئَلاّ تُفنوا بعضُكُم بعضًا" (غلاطية 5: 13). هكذا تتخطّى الحرّيّة المطلقة معاني الحرّيّة الحقيقيّة لتغدو عبوديّة وأنانيّة.
هل أنا حرّ في الزّواج؟ إذا كنتَ تقصد بالحرّيّة الاستقلاليّة التّامّة، فالجواب سيكون بالنّفي طبعًا، لأنّ واقع المتزوّج يختلف كلّ الاختلاف عن واقع الأعزب. لكنّك أيضًا لستَ عبدًا ولا أسيرًا، إذ ليس المطلوب أن تنسحق شخصيّتك وتذوب في الآخر. في الزّواج، أنتَ تختار طوعًا وبكامل إرادتك ووَعيِك أن تُشارك حرّيّتك مع الشّريك. فالزّواج هو ارتباط وعهد، هو صداقة ورفقة عمر ودرب. فالفرق شاسع بين المشاركة والعبوديّة، وبين المشاركة والسّيطرة. فما المطلوب إذًا؟ وما معنى هذه المشاركة في الزّواج؟
إنّها مشاركة في القرارات: صحيح انّ الرّجل هو رأس المرأة، وهذا مبدأ إلهيّ لا لبس فيه، على الرّغم من أنّ معظم الرّجال يُسيؤون استخدامه، ويتسلّحون به ليغطّوا تسلّطهم. في الواقع، إنّ هذا الكلام يُبيّن أنّ الرّجل هو المسؤول الأوّل عن كلّ القرارات وعن البيت، من دون أن يلغي ذلك مبدأ التّشاور والمشاركة، أو عدم احترام الزّوجة والوقوف على رأيها ومشاعرها. إنّ التّشاور واجب حتميّ. فالقرار يجب أن يكون مُشتَرَكًا، لأنّ التّنفيذ مُشتَرَك. وهنا تكمن أهميّة التّحاور بين الاثنين، خصوصًا أنّ عدم التّحاور يُباعد كثيرًا بينهما فيجدان نفسيهما تدريجيًّا كلّ في عالمه الخاصّ.
إنّها مشاركة في الجسديّات: فالعلاقة الجسديّة بين اثنين هي مقدّسة فقط في الزّواج. الرّجل يُخلِص لزوجته وهي تُخلِص له. والعلاقة الزّوجيّة هي شركة محبّة لا قهر فيها أو قمع وإذلال، بل مشاركة للاثنين معًا. يُساعد الرّسول بولس المتزوّجين على فهم هذا المبدأ، إذ يقول: "لِيُوفِ الرّجل المرأة حقَّها الواجِب، وكذلِك المرأة أيضًا الرّجل. ليسَ للمرأة تسَلُّط على جسَدِها، بل للرَّجل. وكذلِك الرّجل أيضًا ليسَ له تسَلُّط على جسَدِه، بل للمرأة. لا يسْلُب أحدُكُم الآخَر، إلاّ أن يكون على مُوافَقَة" (1كورنثوس 7: 3-5). إنّه تعليم صحيح وصحّيّ للبشر.
إنّها مشاركة في المادّيّات: في معظم البيوت اليوم، يتعاون الرّجل والمرأة في العمل لتأمين حاجات البيت والعائلة، وهذا أمر رائع! إنّما نسمع أيضًا عن عائلات كثيرة، للرّجل فيها حسابه الخاصّ وكذلك المرأة، ويصرف منه كلّ منهما من دون الرّجوع إلى شريكه. وهذا الواقع يحوّل البيت إلى شركة تجاريّة، ويعبّر بالتّالي عن عدم ثقة الواحد بالآخر. كذلك هناك رجال لا يعطون نساءهم المال، بل يعتبرون أنّ القرار المادّيّ في أيديهم فقط، وأنّ عليهنّ الرّجوع إليهم في كلّ قِرش. هذا ليس بزواج، إذ يُفتَرض التّشارك في كيفيّة صرف المال كما في تحصيله. فالأنانيّة مرفوضة، لأنّها مُدمِّرة. على المرأة والرّجل أن يعملا لا لِيَصرِفا على ملذّاتهما، بل ليُقدِّما الأفضل للبيت والأولاد.
إنّها مشاركة في تربية الأولاد والمسؤوليّات: إنّ دور الأب والأمّ مهمّ للغايّة، ولا يمكن الاستغناء عن أيّ منهما. لا بدّ من أن يتّفقا على المبادئ في التّربية، والتّنسيق والتّكامل بينهما، فلا يشدّ كلّ في اتّجاه مُعاكس للآخر. ولا يتهرّب أحد من دوره ليُلقي اللّوم على الآخر في لحظات التّقصير. كما لا يجوز للعمل أن يحول دون قيامهما بواجباتهما، بل عليهما وضع الأولويّات معًا لربح عائلة سعيدة. كم من أمّ اضطرّت للقيام بدور الأب والأمّ معًا، بسبب تخاذل الآخر، أو العكس. إنّ وصيّة الرّبّ لنا: "فأُريد أنّ الحَدَثات يتزَوَّجنَ ويَلِدْنَ الأولاد ويُدَبِّرنَ البُيوت" (1تيموثاوس 5: 14). ويقول أيضًا: "وأنتُم أيّها الآباء، لا تُغيظوا أولادكُم، بل رَبّوهُم بتأديب الرّبّ وإِنذارِه" (أفسس 6: 4). إذًا، التّربية مطلوبة من الاثنين.
إنّها مشاركة في التّجارب والمِحَن والأمراض: فالحياة لا تخلو من ظروف صعبة وتجارب مريرة. والبيت المتين هو الّذي يصمد في وجه الرّياح والأمطار فيعبر الامتحان الحقيقيّ، فيما يتهاوى البيت الضّعيف وسط أجواء الملامة الّتي يعيشها الأزواج في أوقات الشّدائد. وهكذا، تصبح التّجارب عامل تفرقة عند بعضهم، وسبيلاً لزيادة اللُّحمة عند بعضهم الآخر. فأيّ شريك أنت؟ هل تقف إلى جانب شريكك في المِحَن؟ هل تُخفّف عنه أم تزيد مآسيه؟ يقول الكتاب المقدّس في هذا المجال: "اثنان خَيْر مِن واحِد، لأنَّ لهما أُجرَة لتَعَبِهِما صالِحَة. لأنَّه إنْ وَقَع أحدُهُما يُقيمُه رَفيقُه. ووَيل لِمَن هو وَحدَه" (جامعة 4: 9).
إنّها مشاركة في الرّوحيّات: فالنّاحية الرّوحيّة يجب أن تحتلّ المرتبة الأولى في حياة الزّوجين، إذ لا يكفي أن يكون الواحد مؤمنًا وتقيًَّا والآخر غير مُبال. إنّ تقرّب الزّوجين من الرّبّ يجعلهما أقرب واحدهما من الآخر، ويُضاعف البركات الإلهيّة في حياتهما. والزّواج الّذي يُبنَى على الرّبّ، يصمد في وجه التّحدّيات ويدوم. قال الرّبّ يسوع إنّ الرّجل العاقل "بَنَى بيتَه على الصَّخر. فنَزَل المطَر، وجاءَت الأنهار، وهَبَّت الرّياح، ووَقَعت على ذلِك البَيت فلَمْ يَسْقُط، لأنَّه كان مُؤسَّسًا على الصَّخر" (متّى 7: 24-25). والصّخر هو المسيح.
إنّها مشاركة في المحبّة: بيت من دون محبّة يُشبه صحراء قاحلة. لقد عبّرت عروس النّشيد عن حاجة الزّواج إلى المحبّة في قولها: "اِجعَلْني كخاتِمٍ على قَلبِك، كخاتِمٍ على ساعِدِك. لأنّ المَحبَّة قويَّة كالمَوت... مِياه كثيرَة لا تستَطيع أن تُطفِئَ المحبَّة، والسُّيول لا تَغْمُرُها. إنْ أعطَى الإنسان كلَّ ثَروَة بيتِه بدَل المحبَّة، تُحتَقَر احتِقارًا" (نشيد الأنشاد 8: 6-7).
باختصار، في الزّواج شراكة حياة بكاملها، حياة يربط فيها كلّ فرد حرّيّته بالآخر طوعًا. من هنا، على الأزواج أن يتذكّروا الفرق الكبير بين الزّواج وحياة العزوبة، فلا يسعون للمزج بينهما. عليهم أن يُدركوا أنّ "كلّ مملَكَة مُنقَسِمَة على ذاتِها تُخرَب، وكلّ مَدينَة أو بَيت مُنقَسِم على ذاتِه لا يَثبُت" (متّى 12: 25). إنّها كلمات الرّبّ يسوع. | |
|
| |
KALIMOOO ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 17063 التقييم : 10891 تاريخ التسجيل : 09/08/2011
| موضوع: رد: الزّواج والحرّيّة الأربعاء ديسمبر 21, 2011 7:57 pm | |
| - اقتباس :
- باختصار، في الزّواج شراكة حياة بكاملها، حياة يربط فيها كلّ فرد حرّيّته بالآخر طوعًا. من هنا، على الأزواج أن يتذكّروا الفرق الكبير بين الزّواج وحياة العزوبة، فلا يسعون للمزج بينهما. عليهم أن يُدركوا أنّ "كلّ مملَكَة مُنقَسِمَة على ذاتِها تُخرَب، وكلّ مَدينَة أو بَيت مُنقَسِم على ذاتِه لا يَثبُت" (متّى 12: 25). إنّها كلمات الرّبّ يسوع.
جميل يا مايكل شكرااااا جزيلا وكل سنة وانت طيب | |
|
| |
the angel المميز(ة)
الجنس : عدد المساهمات : 12809 التقييم : 8973 تاريخ التسجيل : 09/08/2011 الموقع : I love jesus
| موضوع: رد: الزّواج والحرّيّة الخميس ديسمبر 22, 2011 2:00 pm | |
| باختصار، في الزّواج شراكة حياة بكاملها، حياة يربط فيها كلّ فرد حرّيّته بالآخر طوعًا. من هنا، على الأزواج أن يتذكّروا الفرق الكبير بين الزّواج وحياة العزوبة، فلا يسعون للمزج بينهما. عليهم أن يُدركوا أنّ "كلّ مملَكَة مُنقَسِمَة على ذاتِها تُخرَب، وكلّ مَدينَة أو بَيت مُنقَسِم على ذاتِه لا يَثبُت" (متّى 12: 25). إنّها كلمات الرّبّ يسوع.
======================
جميل الموضوع
الرب يبارك مجهودك | |
|
| |
MARINA_MARO مشرف (ة)
الجنس : عدد المساهمات : 2269 التقييم : 942 تاريخ التسجيل : 19/08/2011
| موضوع: رد: الزّواج والحرّيّة الخميس ديسمبر 22, 2011 2:59 pm | |
| موضوع جميل ميرسى كتير ربنا يباركك
| |
|
| |
** RAGAAAA** مشرف (ة)
الجنس : عدد المساهمات : 4001 التقييم : 5314 تاريخ التسجيل : 25/08/2011
| موضوع: رد: الزّواج والحرّيّة الخميس ديسمبر 22, 2011 7:55 pm | |
| حلووو موضوعك مايك ميرسي لتعتعبك ربنا يباركك
| |
|
| |
Reena مدير عام
الجنس : عدد المساهمات : 8160 التقييم : 10244 تاريخ التسجيل : 11/08/2011 البلد التي انتمي اليها : ملاكه قاعده شويه على الارض وراجعه تانى
| موضوع: رد: الزّواج والحرّيّة الخميس ديسمبر 22, 2011 10:12 pm | |
| على الأزواج أن يتذكّروا الفرق الكبير بين الزّواج وحياة العزوبة، فلا يسعون للمزج بينهما. عليهم أن يُدركوا أنّ "كلّ مملَكَة مُنقَسِمَة على ذاتِها تُخرَب، وكلّ مَدينَة أو بَيت مُنقَسِم على ذاتِه لا يَثبُت" (متّى 12: 25). إنّها كلمات الرّبّ يسوع.
___________________________________
موضوع اكتر من رااااااائع
فعلا الزواج مشاركه فى كل شئ
ميرسى ميشيل
ربنا يبارك حياتك | |
|
| |
micheal al fadel عضو ماسي
الجنس : عدد المساهمات : 938 التقييم : 599 تاريخ التسجيل : 31/08/2011 البلد التي انتمي اليها : باحث
| موضوع: رد: الزّواج والحرّيّة الخميس ديسمبر 29, 2011 4:34 pm | |
| ميرسى لمرورك كليمو ربنا يعوضك | |
|
| |
micheal al fadel عضو ماسي
الجنس : عدد المساهمات : 938 التقييم : 599 تاريخ التسجيل : 31/08/2011 البلد التي انتمي اليها : باحث
| موضوع: رد: الزّواج والحرّيّة الخميس ديسمبر 29, 2011 4:35 pm | |
| ميرسى لمرورك سوسو ربنا يعوضك | |
|
| |
micheal al fadel عضو ماسي
الجنس : عدد المساهمات : 938 التقييم : 599 تاريخ التسجيل : 31/08/2011 البلد التي انتمي اليها : باحث
| موضوع: رد: الزّواج والحرّيّة الخميس ديسمبر 29, 2011 4:35 pm | |
| ميرسى لمرورك مارينا ربنا يعوضك | |
|
| |
micheal al fadel عضو ماسي
الجنس : عدد المساهمات : 938 التقييم : 599 تاريخ التسجيل : 31/08/2011 البلد التي انتمي اليها : باحث
| موضوع: رد: الزّواج والحرّيّة الخميس ديسمبر 29, 2011 4:35 pm | |
| ميرسى لمرورك رجا ربنا يعوضك | |
|
| |
micheal al fadel عضو ماسي
الجنس : عدد المساهمات : 938 التقييم : 599 تاريخ التسجيل : 31/08/2011 البلد التي انتمي اليها : باحث
| موضوع: رد: الزّواج والحرّيّة الخميس ديسمبر 29, 2011 4:36 pm | |
| ميرسى لمرورك رينيه ربنا يعوضك | |
|
| |
| الزّواج والحرّيّة | |
|