لا تخف يا زكريا، فقد سُمعت صلاتك" (لو1/13).
زكريا وزوجته اليصابات زوجان " باران امام الله ، حافظان وصايا الرب ورسومه بدون لوم". هذه النعوت تعبير عن صلاتهما. فالصلاة هي قبل كل شيء مسلك وموقف يتميزان بالبرارة، وحفظ الوصايا الالهية، والعيش المستقيم امام الله والناس.
شاء الله ان يبلّغ البشرى لزكريا، فيما كان يصلي في الهيكل مع الشعب، ويقوم بخدمة الكهنوت في دور فرقته، فرقة ابيا من بني هارون، وهي الثامنة بين الفرق الكهنوتية الاربع والعشرين التي ينظمها سفر الاحبار الاول (1احبار24/10). تدخل هذه الفرق مداورة الى بيت الرب لتقديم البخور، بحيث تقوم كل فرقة بخدمتها لمدة اسبوع، وكاهن منها يدخل المقدس ليحرق البخور مختاراً من فرقته بالقرعة. فالصلاة هي الحوار بين الله الذي يتكلم ويوحي والانسان الذي يصغي ويجيب طاعة وتسبيحاً، استفساراً وشكراً، استغفاراً وتشفعاً. استجاب الله طلب زكريا اثناء خدمته.
ماذا طلب زكريا؟ بالطبع لم يطلب ولداً لانه كان قد فقد الامل به، هو وزوجته، لان هذه كانت عاقراً، وكلاهما متقدمان في السّن. طلبا ولداً منذ سنوات بعيدة، ولهذا قالت اليصابات: " هذا ما صنع الرب اليّ، يوم نظر اليّ لينزع عاري من بين الناس" (لو1/25). كان يلتمس، ما تطلب صلاة الجماعة، بل ما يطلبه الكاهن باسم الشعب، ان يتجلى الخلاص المسيحاني. ولهذا علمنا الرب في صلاة الابانا ان نطلب "ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك" (متى6/10). لقد اٌعطي ولداً، " لم يولد مثله بين مواليد النساء" ( متى11/12)، لانه سيشكل حلقة اساسية في تاريخ الخلاص بعهديه القديم والجديد. فالله الذي اقسم " (اليشاباع- اليصابات) " تذكر" (زكريا) وعده الخلاصي للبشر، " فتجلت رحمته" ( يوحنا) في البشارة للكاهن العجوز.