الصلاة تقربنا من الرب

«الصلاة لقاء مع الله»

الصلاة هي نوع من الحِوار مع الله.

والحِوار هو أسمى طرق العلاقات الحيَّة، فحيث انتفى الحِوار ماتت العلاقة.




سألوا يوماً الأب الدومينيكانيّ «طيموتي رادكليف» Timothy Radcliffe :

«كيف تصلّي؟». فأجاب:

«إنّ الصلاة، بحسب التقليد الدومينيكانيّ، تُفهَم كفعل صداقة.

فكما أنّه ليست هناك أساليب خاصّة للصداقة كذلك فليس ثمّة أساليب للصلاة.

أعترف بأنّي لستُ متميّزاً في الصلاة.

فكثيراً ما أشرد.

غالباً ما أذهب إلى الكنيسة لأجلس وأبقى مع الله في الصمت.

ولكن، كثيراً ما يكون رأسي وقلبي بعيدَين عن ذلك.

فأجد نَفْسي منشغلاً بهمومي وملفّاتي، ومنهمكاً بنَفْسي.

ذات يوم التقى الكاتب الإنكليزيّ «نوئيل كوارد» Noel Coward أحد أصدقائه في سهرة وقال له:

«ليس لدينا الآن الوقت لنتحدّث عنّا نحن الاثنين؛ فلنتحدّث إذاً عنّي فقط».

صلاتنا تبدأ، غالباً، هكذا.

نوجّه إلى الله كلمات تتعلّق بشخصنا وبالآخَرين،

وفي الوقت نَفْسه نفكّر في ما ينتظرنا على مائدة الغداء.

ولكن، إذا أخذنا الوقت الكافي، حينئذٍ يأتي وقت الصمت حيث نجد أنفسنا مع الله.

أن نصلّي لا يعني أن نفكّر في الله.

عندما نكون مع أصدقائنا لا نفكّر فيهم لأنّنا معهم.

الصلاة هي أن نكون مع الله».

إنّ الله ينتظر في صبر؛ مَثَله كمَثَل أيّ صديق حميم.

حدّثنا «جاك لوو» Jacques Loew عن امرأة تعيش في كوخ مع تسعة أولاد، كانت تقول عن الصلاة:

«عندما أصلّي بكلمات تعلّمتها، أشعر بأنّ ذلك لا يكفي فأخاطب الله بكلماتي الشخصيَّة،

ولكننّي أشعر كذلك بأنّ الأمور لا تسير كما يجب.

حينئذٍ أصلّي بقلبي، فأشعر أيضاً بأنّ ذلك غير كافٍ... وعندئذٍ أصلّي بالصمت».

أنّات الروح

ما شدّ انتباهي في فترة الصوم الأربعينيّ

وأنا أتأمّل في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومة هذا المقطع من الفصل الثامن:

«وكذلك فإنّ الروح أيضاً يأتي لنجدة ضعفنا لأنّنا لا نحسن الصلاة كما يجب،

ولكنّ الروح نَفْسه يشفع لنا بأنّات لا توصف.

والذي يختبر القلوب يعلم ما هو نزوع الروح فإنّه يشفع للقدِّيسين بما يوافق مشيئة الله» (رومة 8/26-27).

يقول القدِّيس أوغسطينُس شارحاً هذا المقطع:

«إنّ واجب الصلاة يتحقّق بالأنّات أكثر من الكلمات، وبالدموع أكثر من الخطابات».

هذه الأنّات تُدخلنا في عمق المشارَكة مع الثالوث الأقدس.

فنحن نصلّي إلى الروح القُدُس ولكنّ الروح القُدُس يعلّمنا، في آن، كيف نصلّي.

وهذا الروح الذي يشفع لنا هو روح المسيح، الروح الذي علّمنا أن ننادي «يا أبتاه».

أنّات الروح هي أيضاً أنّات يسوع في بستان الزيتون.

فالمسيح أيضاً يشاركنا الصلاة ويشفع من أجْلنا.

وإذا أردنا أن ندخل من هذه الزاوية في سرّ الثالوث الأقدس

نستطيع أن نقول إنّ الروح القُدُس هو «أنين المحبّة» الذي يجمع الآب بالابن

ويجمع الخليقة بالآب الخالق وبالمسيح الذي «به وله خُلق كلّ شيء» (قولسّي 1/16).

فمن الأهمّيَّة بمكان أن نستمع إلى الأنين الداخليّ.

فكما أنّ الروح تكلّم إلى الأنبياء والرُسُل فهو لا يزال يكلّمنا في محرابنا الداخليّ.

إنّها الدعوة لنثق، على نحو أشدّ، بقوّة صلاة الروح القُدُس في أعماقنا،

الذي يأتي إلى نجدتنا عندما يشوب صلواتنا التعب والملل والإعادة والترداد.

وعلينا أن نتعلّم كيف نحوّل استياءنا وشكوانا ونحيبنا إلى أنّات صلاة.

فكم من الهموم تعترضنا، وكم من المصائب تهدّنا،

وكم من المشكلات تهدّد علاقاتنا مع الآخَرين!

حينئذٍ نحتاج إلى «أنين الروح» لنقدّس به حياتنا ونحصل على رؤية، سامية وسماويَّة،

للظروف التي نعيش فيها، ونطلب الخير لجميع الناس.

في يدي كتاب بعنوان «آهات الروح» لشاعر رحل في مقتبل العمر، إيليّا سقّال،

وإنّي لأجد أنّ هذا العنوان هو خير تعبير عمّا ذهبنا إليه.

إليكم ما كتب في مطلع قصيدته «الحُبّ الإلهيّ»

وكأنّها صلاة في مشارَكة مع الثالوث القدّوس،

أو قلْ هي مزامير معاصرة فيها عبق الروح ونجوى الإنسان إلى ربّه.

«إلهي، ملأتَ روحي بكثير من الأغنيات..

وصار فؤادي قيثارة إلهيَّة تغنّي للناس كيف يكون الحُبّ..

كيف يكون السلام..

أرسِلْني.. أرسِلْني أغنية

وازرعْني في القلوب نغمة

لكَ أغنّي.. للحُبّ أغنّي

ففي شفاهي حُبّ..

نشيد الروح ودليل الإيمان..

أناشيدكَ تسبح في روحي

ونبض قلبكَ يفيض في نَفْسي ألحاناً شجيَّة

وها هو اسمك يسكن لحني...

كلماتُكَ ترسم أناشيدي

فأغنّي... وأغنّي... لمجد المسيح».

الصلاة هي نوع من الحِوار مع الله.

والحِوار هو أسمى طرق العلاقات الحيَّة، فحيث انتفى الحِوار ماتت العلاقة.

=============================
يقول القدِّيس أوغسطينُس شارحاً هذا المقطع:

«إنّ واجب الصلاة يتحقّق بالأنّات أكثر من الكلمات، وبالدموع أكثر من الخطابات».


=================

روعه الموضوع


الرب يبارك مجهودك

حينئذٍ نحتاج إلى «أنين الروح» لنقدّس به حياتنا ونحصل على رؤية، سامية وسماويَّة،

للظروف التي نعيش فيها، ونطلب الخير لجميع الناس.

في يدي كتاب بعنوان «آهات الروح» لشاعر رحل في مقتبل العمر، إيليّا سقّال،

ميرسيى يا باشا

على موضوعك المميز
ربنا يبارك تعبك

وعلينا أن نتعلّم كيف نحوّل استياءنا وشكوانا ونحيبنا إلى أنّات صلاة.

فكم من الهموم تعترضنا، وكم من المصائب تهدّنا،

وكم من المشكلات تهدّد علاقاتنا مع الآخَرين!

جميل يا مايكل
ميرسى ليك

اقتباس :

فكما أنّ الروح تكلّم إلى الأنبياء والرُسُل فهو لا يزال يكلّمنا في محرابنا الداخليّ.

إنّها الدعوة لنثق، على نحو أشدّ، بقوّة صلاة الروح القُدُس في أعماقنا،

الذي يأتي إلى نجدتنا عندما يشوب صلواتنا التعب والملل والإعادة والترداد.

وعلينا أن نتعلّم كيف نحوّل استياءنا وشكوانا ونحيبنا إلى أنّات صلاة.

فكم من الهموم تعترضنا، وكم من المصائب تهدّنا،

وكم من المشكلات تهدّد علاقاتنا مع الآخَرين!

تأمل جميل

شكرااااا جزيلا

وكل سنة وانت طيب

ميرسى لمرورك كليمو
ربنا يعوضك

ميرسى لمرورك سوسو
ربنا يعوضك

ميرسى لمرورك داني
ربنا يعوضك

ميرسى لمرورك رجا
ربنا يعوضك