قسطنطين الأول (27 فبراير 272 - 22 مايو 337) أو باسمه الكامل چايوس فلاڤيوس ڤاليريوس أورليوس كونستانتينوس (باللاتينية Gaius Flavius Valerius Aurelius Constantinus) هو إمبراطور روماني يعرف أيضا باسم قسطنطين العظيم.
لقد كان حكم قسطنطين نقطة تحول في تاريخ المسيحية. عام 313 أصدر مرسوم ميلانو الذي أعلن فيه إلغاء العقوبات المفروضة على من يعتنق المسيحية وبذلك أنهى فترة اضطهاد المسيحيين. كما قام بإعادة أملاك الكنيسة المصادرة.
يوجد خلاف بين الباحثين إذا ما كان قسطنطين قد اعتنق المسيحية في شبابه تحت تأثير أمه هيلانة أو إنه تبنى المسيحية تدريجياً خلال حياته. بالإضافة إلى ذلك كان قسطنطين قد دعى إلى عقد مجمع نيقية المعروف باسم المجمع المسكوني الأول عام 325.
عام 324 أعلم قراره بتحويل بيزنطة إلى روما الجديدة وقد قام عام 330 بإعلانها عاصمة رسمية للإمبراطورية الرومانية. وقد تم تغيير اسم المدينة إلى القسطنطينية - على اسمه - بعد موت قسطنطين عام 337. كانت القسطنطينية أول مدينة مسيحية في العالم ولم يسمح ببناء معابد وثنية بها, وقد بقيت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية حتى عام 1453 حين فتحها العثمانيون وتم تغيير اسمها إلى إسلام بول عام 1930.
الفكرة في تغيير العاصمة
في الواقع فإن نقل قسطنطين العاصمة من الغرب إلى الشرق يدل على بصيرته السياسية الحكيمة ونضوج فكره السياسي, حيث إنه أدرك أن اعترافه بالديانة المسيحية وسياسته الدينية لا يمكن أن تستطيع النجاح في روما حيث تكثر عبادة الآلهة الرومانية الوثنية، فجاءت فكرة نقل العاصمة إلى الشرق حيث يزداد عدد المسيحين وهي الفكرة التي نفذها فعلاً في عام 330م
حياته
ولد قسطنطين في نايسوس (حيث تقع اليوم نيس في صربيا) عام 272 أو 273. والده كان الجنرال الروماني قسطنطين كلوروس ووالدته كانت هيلانة.
الإمبراطور قسطنطين اعتبر حكمه نقطة تحول أساسية في مسار الإمبراطورية الرومانية إلى الإمبراطورية البيزنطية
تربى قسطنطين في بلاط دقلديانوس وهرب إلي بريطانيا وهناك نودي به إمبراطورا علي غاليا وأسبانيا وبريطانيا في عام 306م خلفا لوالده. عبر جبال الألب وانتصر علي منافسه مكسنتيوس بن مكسيميانوس شريك دقلديانوس في حكم الغرب عند قنطرة ملفيا على بعد ميل واحد من روما، وقتل هو وجيشه في مياه نهر التيبر في أكتوبر عام 312م.[1] وهذا نص قصه حياته كما حفظتها لنا الكنيسه الفبطيه:- 28 شهر برمهات نياحة الملك قسطنطين الكبير (28 برمهات) في مثل هذا اليوم من سنة 53 ش (337 م) تنيح الإمبراطور قسطنطين الكبير. وكان اسم أبيه قونسطا (1) قسطنديوس خلورس (الأخضر) وأمه هيلانه وكان أبوه ملكا علي بيزنطية ومكسيميانوس علي روما ودقلديانوس علي إنطاكية ومصر وكان والده قونسطا وثنيا إلا أنه كان صالحا محبا للخير رحوما شفوقا. واتفق أنه مضي إلى الرها وهناك رأي هيلانة وأعجبته فتزوجها وكانت مسيحية فحملت منه بقسطنطين هذا. ثم تركها في الرها وعاد إلى بيزنطية فولدت قسطنطين وربته تربية حسنة وأدبته بكل أدب وكانت تبث في قلبه الرحمة والشفقة علي المسيحيين ولم تجسر أن تعمده ولا ان تعلمه أنها مسيحية إلى ان كبر وأصبح فارسا وذهب إلى أبيه ففرح به لما رأي فيه من الحكمة والمعرفة والفروسية وبعد وفاة أبيه تسلم المملكة ونشر العدل والأنصاف. ومنع المظالم فخضع الكل له وأحبوه وعم عدله سائر البلاد. فأرسل إليه أكابر روما طالبين أن ينقذهم من ظلم مكسيميانوس. فزحف بجنده إلى إنقاذهم في حرب دارت رحاها علي مكسيمانوس الذي ارتد هاربا وعند عبوره جسر نهر التيبر سقط به فهلك هو وأغلب جنوده. ودخل قسطنطين روما فاستقبله أهلها بالفرح والتهليل وكان شعراؤها يمدحون الصليب وينعتونه بمخلص مدينتهم. ثم عيدوا للصليب سبعة أيام وأصبح قسطنطين ملكا علي الشرق والغرب.
ولما استقر به المقام بروما تعمد وأغلب عسكره من سلبسطرس البابا في السنة الحادية عشرة من ملكه والرابعة من ظهور الصليب. ثم أصدر أمرا إلى سائر أنحاء المملكة بإطلاق المعتقلين وأمر ألا يشتغل أحد في أسبوع الآلام كأوامر الرسل وأرسل هيلانة إلى بيت المقدس فاكتشفت الصليب. وفي السنة السابعة عشرة من ملكه اجتمع المجمع المقدس الثلاثمائة وثمانية عشر بنيقيا في سنة 325 م. ورتب أمور المسيحيين علي أحسن نظام وأجوده ثم جدد بناء بيزنطية ودعاه باسمه القسطنطينية وجلب إليها أجساد كثيرون من القديسين وامر ببناء الكثير من كنائس مصر واعاده اعمار ما قد خرب منها وتنيح بنيقوميدية. فوضعوه في تابوت من ذهب وحملوه إلى القسطنطينية. فاستقبله البطريرك والكهنة بالصلوات والقراءات والتراتيل الروحية ووضعوه في هيكل الرسل القديسين. وكانت مدة حياته ستة وسبعين سنة