KALIMOOO ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 17063 التقييم : 10891 تاريخ التسجيل : 09/08/2011
| موضوع: الرجاء المسيحي الأربعاء ديسمبر 28, 2011 4:13 am | |
| الرجاء هو بركة في داخلنا, نبعُ ماءٍ عذب يتفجر من القلب, ربيعٌ يتفتح في ثنايا النفس, إنه حضور إلهيّ في كياننا يصعب وصفه أو التعبير عنه.
ومع ذلك لا بد من محاولة الإجابة عن سؤال ما هو الرجاء المسيحي. وسأفعل ذلك مستعرضاً بعض النقاط:
1. الرجاء المسيحي يشبه إلى حدٍ كبير آمال العالم, لأن للرجاء بُعدٌ شموليّ مشترك بين كلّ الكائنات البشرية، ويمكن تحديده بثلاثة نقاط:
• انتظار مشدود إلى المستقبل
• الثقة بأن المستقبل سيتحقق
• الصَّبر والثبات كشرطين أساسيين لتحقيقه
فلا يمكن فهم الحياة البشرية دون انتظار مترقِّب لمستقبل أفضل, بدون مشاريع, برامج, انتظار, صبر وثبات في المقصد. مع مزيج من الإخفقات وخيبات الأمل والقنوط وأحياناً اليأس.
هذه هي إذاً فكرة أولى عن الرجاء المسيحي الذي هو كل ما ذكرناه, وبالوقت عينه مختلف تماماًعن كل ما يسميه العالم رجاء. فهناك عوامل مشتركة وفي الوقت عينه هناك اختلاف كبير مع أمل ورجاء العالم (الأرضي, الزمني).
2. لأن الرجاء المسيحي ينزل من عند الله, من العلى, إنه فضيلة إلهية ذاتَ أصلٍ إلهي وليس بشريّ. إنه لا ينشأ من حساباتنا وتوقعاتنا، ولا من إحصاءات أو معادلات، لكنه يأتينا من الرب. ونحن غالباً ما ننسى هذه الحقيقة، وكثيراً ما نعتبر أن الرجاء "شيئاً ما" يمكن إضافته لأشياء أخرى.
وبالتالي فالرجاء هو العيش بتسليم كامل بين يدي الله الذي يخلق فينا هذه الفضيلة ويغذِّيها وينمِّيها ويشدِّدها.
وهنا يكمن الاختلاف عن النقطة الأولى نظراً لكون الرجاء يأتي من الله وحده ولكون أساسه يكمن في أمانة الله لوعوده.
3. علينا إذاً فهم موضوع الرجاء المسيحي. فبما أنه فضيلة إلهيّة فإنه يجعلنا شركاء في حياة الله. وهذا سرٌّ يفوق إدراكنا البشري, ولا يمكن للخيال تصوُّره ووصفه. يكتب بولس إلى أهل رومة:
"لكن الرجاء المنظور لا يكون رجاءً, وكيف يرجو الإنسان ما ينظره" (روم 4، 24).
وفي رسالته الى أهل قورنتوس يؤكد: "الذي ما رأته عين وما سمعت به أذن ولا خطر على قلب بشر، ذلك ما أعده الله للذين يحبونه " (1 قور9,2).
ومن هنا نستنتج أنه ما من قلب، وبالتالي قلبنا أيضاً، استطاع تذوُّق تلك الوعود الإلهية بعد.
فموضوع رجائنا الذي يفوق كل تصور وإدراك هو بدون شكّ ما أعده الله من خير ليملأ به قلوبنا (اليوم) وسيم لأها مستقبلاً، شرط أن نضع به كل ثقتنا ورجائنا.
4. للرجاء المسيحي أيضا نهاية: إننا ننتظر يسوع المسيح في مجيئه الثاني. ولذلك فإن ما أعده الله لنا بواسطة حبِّه العجيب ليس مجهولاً تماماً، بل هو يسوع ربُّ المجد. ونحن نرجو أنه سيلتقي معنا ومع الكنيسة بشكل نهائي وبكامل قوته الإلهية، كإله مصلوب وقائم من بين الأموات, وسيدخلنا في مجده إلى ملكوت الله, أورشليم السماوية. فرجاؤنا هو العيش معه والاتحاد به لأنه حبُّنا, وهو معنا, وسنحبه كأبناء بالإبن, في مجد الآب وبملء عطية الروح القدس. هذه هي نهاية الرجاء المسيحي.
5. وهنا لا بدّ من التوضيح بأن مجئ الرب الثاني بالمجد، والذي هو موضوع رجائنا، هو في الوقت ذاته محاكمة (عدالة). فتجلي يسوع المسيح سيكون أيضاً على شكل عدالة وأزمة, بالمعنى الحصري للكلمة بأصلها اليوناني (محاكمة، حساب).
فعندما سيظهر المسيح في الساعة التي سوف يحددها الله الاب, سينفَّذ القرار النهائي المتعلق بحياة كل انسان؛ إنها اللحظة الحاسمة في حياة الأفراد والجماعات. لحظةٌ حَرِجة, إنها أزمةٌ بامتياز, إنها لحظةُ الحسابِ النِّهائي. ففي الحياة الشخصية لكل إنسان توجد أزمات صغيرة أو كبيرة ذات طابع اجتماعي, اقتصادي, سياسي, إلخ. ولكن كل هذه الأزمات وإن بَدتْ نهاية لكل شيء, فهي ليست كذلك، إذ يمكن حلّها وعلاجها. فلا وجود لأزمات تحت الشمس يتعذَّر حلّها أو تجاوزها. ولذلك، لا ندعْ الأزمات تُقلقنا وتُخيفنا. فالأزمة التي يمكنها أن تشغل بالنا بالفعل وتجعلنا نفكِّر بمصيرنا الأبديّ، تلك التي تتعلق بالحساب النهائي حيث لا رجعة ولا مفرّ. لذلك يحثنا القديس بولس على أن "لاتحكموا على أحد قبل الأوان حتى يجيء الربّ الذي ينير ما في الظلام ويكشف نيِّات القلوب, فينال كل واحد من الله ما يستحقه مع المسيح" (1 قور 4، 5).
ومع الحساب الأخير والأزمة النهائية سيظهر كل شيء وسينكشف ما في الضمائر. وكل ما تمَّ إخفاؤه عن الآخرين وعن ذواتنا سيُعلم ويظهر للملأ ويسلَّم إلى محكمة القرار الإلهي الذي لا عودة فيه ولا استئناف. وأمام الجميع، سيُتلى قرار الحكم النهائي: قرار حياديّ، وموضوعي، وحقيقي, وأكيد.
وهنا يطرح شؤال نفسه: إذا كنّا ننتظر محكمة الله الرهيبة، أين الرجاء؟
الإجابة بسيطة:
- إنه في يسوع، رجاؤنا الأوحد، وهو الذي سيقوم بمحاكمتنا كونه مخلص الذين وضعوا به رجاءهم.
- ولأنه ذاك الذي مات وبذل حياته من أجل خلاصنا.
- ويبقى هو الذي ينظر إلى من آمنوا به ووضعوا فيه رجائهم, بعين الرحمة, أولئك الذين ماتوا وقاموا معه بالعماد.
- وهم متّحدون معه في وليمة الإفخارستيا.
- ويتغذُّون من مائدة الكلمة ويتصالحون معه في سرّ المصالحة (الإعتراف).
- والذين رقدوا متّكلين عليه بواسطة سرّ مسحة المرضى.
فالرجاء إذن، هو منذ الآن، ثقة لا تتزعزع بأن الله لن يحرمنا في أي وقت كان من العون الذي نحتاجه في مسيرنا نحو لحظة العدل النهائي. لأنه هو رجاء خلاصنا من الخطيئة ومقيمنا من بين الأموات.
فيسوع هو رجاؤنا, وخلاصنا, وفدائنا, وضماننا الأكيد والوحيد الذي يسندنا في صعوبات مسيرة حياتنا ويتيح لنا فرصة تخطّي, يوماً بعد يوم، أزماتنا الصغيرة والكبيرة، في عالمنا الصغير وفي مجتمعاتنا. | |
|
** RAGAAAA** مشرف (ة)
الجنس : عدد المساهمات : 4001 التقييم : 5314 تاريخ التسجيل : 25/08/2011
| موضوع: رد: الرجاء المسيحي الأربعاء ديسمبر 28, 2011 2:09 pm | |
|
ميرسى على التأملات الرائعة كليمو ربنا يبارك حياتك
| |
|
the angel المميز(ة)
الجنس : عدد المساهمات : 12809 التقييم : 8973 تاريخ التسجيل : 09/08/2011 الموقع : I love jesus
| موضوع: رد: الرجاء المسيحي الأربعاء ديسمبر 28, 2011 2:16 pm | |
| جميل كتير
مشكور
الرب يبارك مجهودك
| |
|
KALIMOOO ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 17063 التقييم : 10891 تاريخ التسجيل : 09/08/2011
| موضوع: رد: الرجاء المسيحي الأربعاء ديسمبر 28, 2011 9:16 pm | |
| رجاء
شكرااا لمرورك الجميل
سلام الطفل يسوع معك | |
|
KALIMOOO ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 17063 التقييم : 10891 تاريخ التسجيل : 09/08/2011
| موضوع: رد: الرجاء المسيحي الأربعاء ديسمبر 28, 2011 9:16 pm | |
| سوسو
شكرااا لمرورك الجميل
سلام الطفل يسوع معك | |
|