كيف تعامل الشخصية الديكتاتورية؟
الإنسان كائن اجتماعي بطبعه فهو في حاله بحث دائمة عن علاقات ما بين توطيد
علاقات القرابة...التعرف علي أصدقاء العمل,البحث عن الصداقة بمفهومها الصحيح وهكذا فالإنسان بطبعة لا يستطيع الحياة وحيدا وحقا
لهذا حكمه فالبشر كطرفي المغناطيس لابد أن يختلفوا ما بين سالب وموجب حتي ينجذبوا لبعضهم البعض.
ونظر الهذا الاختلاف يجب أن نتعلم كيف نتحدث ونتعامل مع الأخر فلكل واحد نقابله في حياتنا طباعه الشخصية التي جبل عليها وهناك العادات التي تربي من خلالها وكذلك البيئة التي أفرزته.وربماأختلف مع شخصا ما أو فئة معينة لكني لابد أن احترمه واحترم رأيه مهما كان .
وهناك قواعد تساعد على فهم وجهات النظر الأخرى منها :
1- الإنصات بغرض الفهم وليس النقد وتصيد الأخطاء :
وهي قاعدة سبق شرحها في فن الاستماع وملخصها أن لا ننشغل عن حديث الأخر وان نتفاعل معه.
2- أن يكون همك الوصول إلي الحق:
فعندما يلجأ إليك الأخر طالبا رأيك لا تحاول أن تأخذ صفه ظالما أو مظلوما بل أجعل كل تركيزك علي الوصول للحقيقة حتي تعطيه الرأي الصحيح وكن متأكد أن صديقك هو من يصدقك القول وليس من يضللك لمجرد خوفه من أن يغضبك.
3- الرفق واللين في القول:
لا يعني اختلافك مع الأخر أو حتي تأكدك بأنه ليس علي صواب أن تهاجمه وأن تتحدث معه بحدة أو بعنف فسلوك كهذا كفيل بأن يغلق عقله عن أي كلمات أو نصيحة,لكن يجب أن تغلف كلامك دائما بنوع من الرقة وان تكون حريص تماما علي كرامة ومشاعرالمتلقي.
4- عدم تسفيه الرأي المخالف:
وهي أفه المجتمعات المتخلفة أو دول العالم الثالث فمجرد الاختلاف في وجهات النظر كفيل بقتل أي قضيه فالكل يتوقع أن الجميع لابد موافق علي كل ما يقول ولا كأنه ملهم ولا أوتي من العلم ما لم يسبقه إليه احد؟
المتحدث اللبق أو الإنسان المهذب يظهر فعلا في موقف كهذا فإن اختلفت في الرأي مع احد إياك وتقريعه بسيل من الكلمات الجارحة وألفاظ من عينه أنك لاتفهم....أو أنصت حتي تتعلم....أو مازلت صغيرا أو أني اعلم من جهات موثقه.
فكل هذه التعابير إنما هي دليل علي الضعف وقلة الحيلة وتؤكد للمتلقي انك لا تعلم وانك خائفأن يكتشف جهلك.
5- استعمال الكلمات الواضحة اللائقة التي لا تحتمل أكثر من معنى:
فلا تعتقد لأنك عالم أو صاحب شهادة كبري في تخصص ما أن هذا يعطيك كل الحق في فرض رأيك علي الآخرين وأنهم لابد أن يطيعوك وأن لا يكفوا طوال الوقت عن الإشادة برأيك ورجاحة عقلك.
بل كن أنت العالم الذي يقول "كلما ازددت علما كلما أدركت مديجه لي"
اجعل خطابك دائما واضح الكلمات خالي من التعبيرات العلمية قدر الإمكان إن كنت تتحدث مع شخص عادي وكن واضحا في وجه نظرك حتي لا يفهمك من حولك خطأ وتقضي الوقتفي توضيح وجهه نظرك.
6- عند سماعك لوجه نظر مخالفة لما تعتقد يجب أن تتذكر أنصاحبها أنما بني هذا الرأي بناء علي جهد منه وقناعات تعب عليها :
وهنا يجب أنتقر أنه صح من وجهه نظره هو ومن وجهه نظر بيئته وتربيته وأن الخلاف لا يجب أبدا أنيفسد للود أي قضيه.
فلا معني هنا للرغبة الشخصية التي قد تتملك الإنسان منا فيأن يغير العالم ويجعله يسير علي هواه فهذه أفه الشخصية الديكتاتورية فقط..
يجب أن تعلم أن العالم ليس ملكك وحدك وانك لا تعيش بمفردك ولا احد أعطاك أي سلطه للتحكم في خلق الله ولا تسييرهم علي هواك فمن يضمن انك صح وأن رأيك هو السليم؟
كل واحد يؤمن بما يري فقط وهنا لا بد من سماع الأخر لأنه قد يغير من وجهه نظرك وهو المطلوب أن نتعلم من الآخرين وأن نعلمهم أيضا.
ولا يسعني هنا سوي توجيه النظر إلي انه لاحقيقة ثابتة في هذه الحياة إلا ما خلق الله واخبرنا به هو ونبيه الكريم.
ماعدا ذلك قابل دائما للنقاش وللتغير لان التغيير هو سنه من سنن الحياة والمجتمعات تقاسبحجم وكم التغيير فيها .
فالمجتمعات التي يكون معدل التغيير فيها متباطئ وقليل هي مجتمعات متخلفة وحاضرها مظلم لأنها تخالف قانون الحياة.