KALIMOOO ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 17063 التقييم : 10891 تاريخ التسجيل : 09/08/2011
| موضوع: ها انا ابشركم بفرح عظيم الثلاثاء يناير 03, 2012 10:45 am | |
|
قبل ألفي عام ونيف في زمن القياصرة الرومان ،و في فصل الشتاء القارص كانت هناك قافلة تُقل تجاراٌ وفلاحين من الجليل متجهة الى الجنوب عبر وادي الاردن . كان الغضب بادٍ على وجوه المسافرين ، يكيلون الشتائم لقيصر روما الذي أمر باجراء احصاء عام يشمل جميع سكان امبراطوريته المترامية الاطراف ليضبط جباته الضرائب ويجمعوها ، فكان على كل مواطن أن يتواجد في بلده ومسقط رأسه .
كان الرومان بأمّس الحاجة للمال من أجل تجهيز الجيوش وشق الطرق وأعمال البناء و احتياجات أخرى . وكانت الشعوب الخاضعة لحكمهم مكرهة على دفع الاموال عن جميع مقتنياتها لسد احتياجات الامبراطورية ، الامر الذي ملء قلوب الكثيرين بالكراهية والحقد على الرومان . من بين المسافرين مع القافلة كان نجار من الناصرة اسمه يوسف وبرفقته خطيبته مريم الحامل في شهرها الاخير . لم يكن برغبتهما هذا السفر الشاق وفي ظل ظروف كهذه لولا أمر الاكتتاب لجميع السكان .
كانت عينا مريم ترنو الى السماء وقد استحوذت بشرى ملاك الرب جل تفكيرها حين أعلن لها بأن الروح القدس يحل عليها وقوة العلي تظللها فتحبل وتلد ابنا... وهي عذراء ، ولذلك سيكون المولود منها قدوسا وابن الله يدعى .وبالرغم من عدم ادراك مريم لأبعاد هذه البشرى الا أنها استسلمت بثقة لارادة الله وقالت : " ها أنا أمة الرب فليكن لي بحسب قولك ".
حطت القافلة رحالها في أريحا حيث أخذ ركابها قسطا من الراحة بين أشجار النخيل بالقرب من نبع مياه عذبه فشربوا وسقوا دوابهم وتناولوا القليل من الطعام ، ثم تابعوا المسير الى مقصدهم . وبعد اجتيازهم الصحراء وصعودهم التلال والاودية تلألأت القباب من بعيد فوق جبل الزيتون محط أنظار المسافرين . فارتسمت على وجوههم علامات الرضا والفرح الداخلي ونطقت قلوبهم وشفاههم بالدعاء والصلاة . وقبيل دخولهم الى الارض المقدسة استراحوا قليلا في بيت عنيا التي تبعد خمس عشرة غلوة** عن أورشليم ثم شدوا الرحال وانحدروا اليها عبر وادي قدرون فرأوا المعبد المذهب يلمع قائما وسط صحن الهيكل العظيم .
حينها ثارت شجونهم واعتصر الحزن والألم قلوبهم وعلت الشكوى ألسنتهم وتسألوا: هل تركنا الله وسلمنا للعذاب ؟ هل نسي الرب عهوده و وعوده لنا؟ متى سيأتي المسيا ويقيم قرن خلاص لنا (لوقا 1: 69) ؟
لم يمكث يوسف ومريم طويلا في أورشليم فقد عبرا شوارعها المكتظة بالحجاج واتجها الى بيت لحم بلدة يوسف ومسقط رأسه. ولكثرة الوافدين اليها آنذاك ، ازدحمت شوارعها بالمارة وامتلأت أزقتها بالوافدين وضاقت بيوتها ونزلها بالقادمين اليها، الامر الذي دفع ببعضهم أن يلجأ الى الكهوف والمغاور المجاورة ليناموا فيها ريثما ينتهي الاكتتاب أو يجدوا لهم مأوى آخر.
لم يظفر يوسف ومريم بمكان في بلدتهما ليبيتا فيه وبما أنه لم يبقى ليوسف في بيت لحم أي قريب يلجأ اليه هو وخطيبته مريم ،فقد التجآ الى مغارة في الحقول المجاورة كانت مأوى للمواشي .جلست مريم لتستريح من عناء السفر ، فجاءها المخاض منذرا بقرب الوضع ، فهب يوسف مضطربا جزعا على خطيبته وأخذ يدور حول نفسه فقد كانا يفتقران لكثير من الاحتياجات في مثل هذه الظروف .
أما مريم فكانت هادئة مطمئنة يغمر الايمان قلبها ، مستسلمة بثقة لارادة الله ، ولأجل ايمانها تحقق ما نطقت به سابقا " ها منذ الآن تطوبني جميع الاجيال ". تأثر يوسف مما رأى فزال اضطرابه ورفع قلبه الى الله مصليا . أشارت اليه مريم فناولها أقمطة ولفائف ، كانت قد جلبتها معها . ثم بدأ يُعد مذوداً وجده في المغارة قدمه لها فرتبته وغطته بقطعة قماش نظيفة . بعدها بقليل وضعت بكرها العجيب رجاء العالم .
سيد الكون لا تغيير عنده ولا دوران ، بعدما كلم الآباء بالانبياء ، ولما جاء ملء الزمان اعلن السر الذي كان طي الكتمان منذ الازل .الله ظهر في الجسد وحل بيننا ليفتدي الساكنين ظلال الموت واهبا اياهم الحياة الابدية .
أرخى الليل سدوله على بيت لحم وروابيها ، فآوى كل حي الى مهجعه ما خلا فرق من الرعاة يبيتون في البراري ، فهم وكعادتهم يتناوبون السهر على قطعانهم مجتمعين حول النار اتقاءاً للبرد.يتسامرون ويروون القصص عن عصا موسى، عن يوسف واخوته ، عن شمشون و دليلة ،عن داود الملك وجليات الجبار وغيرهم . فقادهم الحديث الى ذكر الرومان وما أنزلوا بهم من ذل وعذاب ، فشعروا بالحزن وشاب حديثهم الأسى .
وفجأة انفتح باب السماء ولمع نور أضاء عتمة الليل ، فأضحى نهاراً . بُهتوا جميعا وتملّك الرعب والخوف قلوبهم ، وازداد الخوف والرعب حين ظهر ملاك الرب منتصباً أمامهم ينظر اليهم ومجد الرب أضاء حولهم بما لم تختبره عين بشر. فسقطوا أرضا وعُقدت السنتهم ، وتسمرت عيونهم فقد ظنوا أن القيامة قد قامت وأتى يوم الحساب العظيم . واستيقظت ذنوبهم موبخة ضمائرهم وظهرت أعمالهم أمامهم فخافوا خوفا عظيما وارتجفوا فزعين .
لكن صوت ملاك الرب هدّأ من روعهم حين قال بلطف : "لا تخافوا فهأنذا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. انه قد ولد لكم اليوم مخلص و هو المسيح الرب في مدينة داود " لوقا2: 10- 11. نعم ولد المسيا الذي به أُعطي للناس كافة أن يخلصوا من الدينونة ، المسيا الموعود به على لسان الآباء والأنبياء وفيه تحققت النبؤات ومواعيد القدير .
امتزجت مشاعر الخوف و الفرح بالتساؤل في نفوس الرعاة بسبب ما رأوا وما حدث ، خاصة عندما ظهر جمهور من الجند السماويين يسبحون الله قائلين: " المجد لله في العلي ، وعلى الارض السلام ، للناس الذين بهم المسرة " لوقا 2 : 14 .
الله محبة يحب الجميع ومن يفتح قلبه وعقله لانجيله يدرك أن القدوس نزل الى أرض الخطاة ليخلص الخطاة ليس من سلطة الرومان بل من آثامهم الكثيرة وسلطان ابليس وموتهم الاكيد .
اخترقت كلمات الله قلوب الرعاة فخاطب بعضهم بعضا قائلين : علينا أن نسرع الى بيت لحم لنرى المولود العجيب . فهبوا مسرعين ممتلئين بالأمل و الرجاء وصدى كلمات ملاك الرب يتردد في آذانهم : " وهذه علامة لكم .انكم تجدون طفلا ملفوفا مضطجعا في مذود" لوقا 2: 12 .
وعند وصولهم ليلا الى بيت لحم شرعوا بقرع الابواب وطرق النوافذ صارخين : أين المولود في المذود ؟ ولكن أحدا لم يعلم شيئا ، فهز الناس رؤسهم مستنكرين كلام الرعاة . لكن الرعاة تابعوا البحث والتقصي حتى وجدوا المغارة و مريم ويوسف حول الطفل المضطجع في المذود . فانحنى الرعاة وسجدوا للطفل ، الا أنهم لم يروا عجيبة ، ولا انوارا ساطعة بل اشتنشقوا رائحة الحيوانات فأدركوا بساطة الطفل . ولعلهم قالوا : لم يحتقرنا الله نحن الرعاة بل نزل الى مستوانا ، لم يرفضنا نحن الخطاة بل لبس جسد تواضعنا وأصبح قريبا منا . وهكذا شعروا بالسر العظيم ، أن الهنا القدوس ليس الها بعيدا مخيفا بل قريب لطيف .
فاضت قلوب الرعاة فرحا وهنأوا الام ولمسوا المذود وانطلقوا مسبحين في عتم الليل ، عائدين الى بيت لحم مخبرين بما سمعوا وبما شاهدوا ، لكن الجميع ظنوا أن ما سمعوه من الرعاة ما هو الا خرافة ابتدعها هؤلاء . و لم يثق أحد بكلمة الله المتجسد ولم يعدوا مسرعين الى طفل المغارة ليسجدوا له . عندئذ أدرك الرعاة السر الثاني في ليلة الميلاد هذه أن الخلاص للجميع ، ولكن لا يقبل الجميع اعلان الله . فصمتوا وتركوا بلدة الموعد وعادوا الى قطعانهم وقد امتلأت قلوبهم تسبيحا وتمجيدا لله على ما سمعوه ورأوه .
وأما مريم فكانت تحفظ هذا الكلام كله وتفتكر به في قلبها بتأثر وايمان عميقين .
| |
|
the angel المميز(ة)
الجنس : عدد المساهمات : 12809 التقييم : 8973 تاريخ التسجيل : 09/08/2011 الموقع : I love jesus
| موضوع: رد: ها انا ابشركم بفرح عظيم الثلاثاء يناير 03, 2012 10:50 am | |
| رسم رائع للمشهد بالكلمات والتامل
مشكور كتير كليمو
الرب يبارك مجهودك | |
|
** RAGAAAA** مشرف (ة)
الجنس : عدد المساهمات : 4001 التقييم : 5314 تاريخ التسجيل : 25/08/2011
| موضوع: رد: ها انا ابشركم بفرح عظيم الثلاثاء يناير 03, 2012 2:32 pm | |
| روعه التأمل والقصه ميرسى كتير ادمن وكل سنه وانت طيب
| |
|
Reena مدير عام
الجنس : عدد المساهمات : 8160 التقييم : 10244 تاريخ التسجيل : 11/08/2011 البلد التي انتمي اليها : ملاكه قاعده شويه على الارض وراجعه تانى
| موضوع: رد: ها انا ابشركم بفرح عظيم الثلاثاء يناير 03, 2012 6:53 pm | |
| موضوع اكتر من راااائع وتأمل اروع
ميرسى كتير كليمووو مع تقييييم
وكل سنه وانت طيب
| |
|
LILIAN@NAGEB عضو مبارك(ة)
الجنس : عدد المساهمات : 1043 التقييم : 452 تاريخ التسجيل : 27/10/2011 الموقع : لبــنــان البلد التي انتمي اليها : طالبة
| موضوع: رد: ها انا ابشركم بفرح عظيم الأربعاء يناير 04, 2012 5:16 pm | |
| ممنونة يا حلو حلو كتير ربنا يكون معك
| |
|
KALIMOOO ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 17063 التقييم : 10891 تاريخ التسجيل : 09/08/2011
| موضوع: رد: ها انا ابشركم بفرح عظيم السبت يناير 07, 2012 5:22 pm | |
| سوسو
شكرااا لمرورك الجميل
سلام الطفل يسوع معك
| |
|
KALIMOOO ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 17063 التقييم : 10891 تاريخ التسجيل : 09/08/2011
| موضوع: رد: ها انا ابشركم بفرح عظيم السبت يناير 07, 2012 5:22 pm | |
| رجا
شكرااا لمرورك الجميل
سلام الطفل يسوع معك
| |
|
KALIMOOO ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 17063 التقييم : 10891 تاريخ التسجيل : 09/08/2011
| موضوع: رد: ها انا ابشركم بفرح عظيم السبت يناير 07, 2012 5:22 pm | |
| رينيه
شكرااا لمرورك الجميل
سلام الطفل يسوع معك
| |
|
KALIMOOO ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 17063 التقييم : 10891 تاريخ التسجيل : 09/08/2011
| موضوع: رد: ها انا ابشركم بفرح عظيم السبت يناير 07, 2012 5:23 pm | |
| ليليان
شكرااا لمرورك الجميل
سلام الطفل يسوع معك
| |
|