إن الكتاب مملوء بالمواعيد الرائعة عن عناية الرب بشعبه، ففي خلال رحلة الشعب في البرية أكلوا من المن النازل من السماء (خر 16: 4 ) "وجميعهم شربوا شراباً واحداً روحياً. لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم، والصخرة كانت المسيح" (خر 16: 4 ) "فقد سرت بكم أربعين سنة في البرية، لم تبل ثيابكم عليكم، ونعلك لم تبل على رجلك" (خر 16: 4 ).
ونحن الآن بالمثل نجتاز في رحلة بريتنا. وحينما أراد الله أن يعلن اهتمامه بنا فقد أعلن أن اهتمامه بنا يفوق كل الخلائق الأخرى. فهو تكلم عن العصافير، أنه يعطيها طعامها (متى6: 26)، وأن واحداً منها ليس منسياً أمامه (لو12: 6)، ولا يسقط أحدها إلى الأرض إلا بإذنه (متى10: 29) أو كما علَّق رجل الله أيرنسايد: إن الله يحضر جنازة كل عصفور. والمغزى الروحي الذي يريد أن يعلنه لنا الله أننا أفضل من عصافير كثيرة.
فإذا كان هو يكسو زنابق الحقل بأجمل من كل ما ارتداه سليمان، فمما لا شك فيه أنه سيعتني بلباسنا (متى6: 30) والذي يعتني بالثيران سيعتني بالحري أكثر باحتياجاتنا (1كو9: 9).
والمسيح كرئيس الكهنة يحمل أسماءنا على كتفيه (خر 28: 9 -12) وعلى صدره (خر 28: 9 ). المكان الذي يذكرنا بآلام المسامير التي احتملها لأجلنا في الجلجثة.
إنه يحصي حتى شعور رؤوسنا، ويحصي أناتنا في خلال الليل، بل ويحفظ دموعنا في زقه (مز 56: 8 ). إن من يمسنا يمس حدقة عينه (مز 56: 8 )، وكل آلة صُوِّرت ضدنا، لا تنجح (مز 56: 8 ). إن الوثنين يحملون آلهتهم على أكتافهم (مز 56: 8 )، ولكن الله يحمل شعبه (مز 56: 8 ). هو يحملنا من الرحم حتى إلى الشيخوخة (مز 56: 8 )، ومن أول السنة إلى آخرها عينه علينا (مز 56: 8 )، وعينه لا تنعس ولا تنام (مز 56: 8 ،4).
إنه حقا يعتني بنا كالراعي الصالح الذي بذل نفسه لأجلنا، وبالتالي فهو لا يمكن أن يضن بأي شيء علينا (يو 10: 11 ؛ مز84: 11؛ رو8: 32).