ومتى صلّيت فلا تكن كالمرائين. فانهم يحبون ان يصلّوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس. الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم.
واما انت فمتى صلّيت فادخل الى مخدعك واغلق بابك وصلّ الى ابيك الذي في الخفاء.فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية.
وحينما تصلّون لا تكرروا الكلام باطلا كالامم. فانهم يظنون انه بكثرة كلامهم يستجاب لهم.
فلا تتشبهوا بهم. لان اباكم يعلم ما تحتاجون اليه قبل ان تسألوه
فصلّوا انتم هكذا. ابانا الذي في السموات. ليتقدس اسمك.
ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.
خبزنا كفافنا اعطنا اليوم.
واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا.
ولا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير. لان لك الملك والقوة والمجد الى الابد. آمين.
فانه ان غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم ايضا ابوكم السماوي.
وان لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم ابوكم ايضا زلاتكم .
متى 6 :5-14
الصلاة هي من أهم الأمور في حياة كل انسان عاقل، يفتتح كل يوم من ايامه بالصلاة الى الله ليوفقه ويهديه رشده . والصلاة هي من حاجات الإنسان الأساسية كالتنفس والاكل والشرب فيمارسها كأنها جزء من اجزاء وجوده .
اللهم ارحمني انا الخاطي باسم يسوع . هذه الصلاة ان صدرت من كل القلب وقرنت بالتوبة الجادة الملزمة ، يصدر بحق مقدمها عفو كامل وشامل ، وينال بها بنوية الله ، بناء على اعترافه الشخصي بالمسيح .
كان الرب يسوع المسيح في موضع خلاء يصلي ، ولما فرغ ، سأله واحد من تلاميذه ان يعلمهم الصلاة . ولعل التلاميذ ادركوا ان هناك علاقة بين حياة سيدهم العجيبة وبين الصلاة . التمسوا منه ان يعلمهم الإبتهال الى الله . ولا ريب في انهم اصابوا كبد الحقيقة في اختيارهم المعلم . لأن يسوع معلم ناجح والمعلم الناجح هو من علم الناس من اختباراته . فلا يشير عليهم بماذا يفعلون لبلوغ الهدف فقط ، بل يريهم بالمثال كيف يمكنهم بلوغه .
فبهذا الاسلوب المشبع بروح الاختبار ، قدم لهم نموذجاً حياً للصلاة . ضمنه عبارات موجزة ، جعلها قاعدة لما يليق التفوه به أمام عرش النعمة عرش الله.
وهذا النموذج البسيط بكلماته ، العميق بمعانيه ، سمي بالصلاة الربانية ، نسبة للرب الذي وضعه . وهو يحتوي على : المقدمة "أبانا الذي في السموات". وهذا النداء يضعنا في نسبة البنوية لله ، جاء الرب يسوع يقررها بينه وبين الآب وبيننا نحن ايضاً. انها تتضمن الفداء . وهو ان المسيح منقذنا من اللعنة ، حتى انه صيرنا اولاداً لله بالتجديد . وهو ان الروح القدس في الولادة الجديدة , يمنحنا حياة جديدة . وكذلك فيها عمل الإيمان ومفعوله.
ونفهم من هذه المقدمة ان الصلاة فيها شركة المحبة الشخصية بين المصلي والرب الإله . وان اساس قوتها ونموها ، هي معرفة ابوة الله لنا المعلنة بالروح القدس .
فالطلبات الثلاثة الافتتاحية " ليتقدس اسمك . ليأتِ ملكوتك . لتكن مشيئتك" تختص بالله .
ثم ثلاث طلبات تختص بالانسان . الاولى تتناول حاجات الجسد "خبزنا كفافنا اعطنا اليوم" والثانية الغفران "واغفر لنا ذنوبنا" . والثالثة تعالج الخطية وتطلب النجاة منها "ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير".
وبعدئذ الخاتمة . وفيها سبب الصلاة كلها وسبب تقديمها لله . لأن لك الملك ، أي الحق في السلطة المطلقة على العالم ، والقوة على استجابة هذه الطلبات التي تؤول لخيرنا في مجد الله ، ونحن نطلب هذه الاشياء من اجل مجده ، لأن لك الملك والقوة والمجد الى الأبد آمين ".
وعقّب المسيح على عبارات الصلاة النموذجية هذه بالتحريض على الطلب فقال : اسألوا تعطوا ، اطلبوا تجدوا ، اقرعوا يفتح لكم . ثم اتبع التحريض بتأكيد جازم ، ان من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ، ومن يقرع يُفتح له .
وفي حديث الرب مع المرأة السامرية ، قال ان الآب السماوي طالب ساجدين حقيقيين ، ويسره ان نتعبد له . شرط ان يكون سجودنا حقيقي بالروح والحق . "الله روح. والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا".
العبادة في المسيحية هي عبادة روحية محضة . والمسيحيون الحقيقيون ، يعبدون الله لا في طقوس الناموس الموسوي ، بل في الروح القدس حياة الله وعمله فينا، لذا هي مفعمة بالقوة الإلهية لأنها من دافع وانتاج الروح القدس ومقدمة للآب السماوي باسم يسوع المسيح الجليل.
طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها (يعقوب 5 :16)