هذه
الدعوات التي أطلقها الربّ يسوع لاقت تلبية لها من الرهبان الذين عاشوها
بكامل متطلّباتها، فلم يتهاونوا يومًا، بل كان جلّ غايتهم أن يترجموها إلى
شرعة حياة. فإن كانت الإمبراطوريّة، وروح هذا العالم تاليًا، تقوم أساسًا
على تلبية نداءات الشيطان الثلاثة: السلطة والغنى والتمرّد، فالرهبانيّة
تأكيد على أجوبة المسيح الثلاثة عليها. من هنا، يعلن الرهبان، عبر حياتهم
النسكيّة المتقشّفة، عن التحرّر الذي أتى به الإنجيل في الميادين الآتية:
ميدان الملكيّة والمال، ميدان الحياة العاطفيّة، وميدان السلطة والسياسة.
والرهبان، إذ يتبنّون نذور الفقر والعفّة والطاعة لا ينكرون أهمّيّة هذه
الميادين في حياة الناس اليوميّة، بل يسعون إلى أن يتعاطوا معها على غرار
مقاربة المسيح لها، وأن يبشّروا بملكوت الله الآتي.
ميرسي كتييييييركليمو ربنا يباركك