نرى الكثير من الرجال في الشرق تُسيره عقلية سلبية:"أنا الرجل وأنتِ المرأة، الكلمة والسيطرة لي، أنا السُلطان، أنا ربّ العائلة، أنتِ تفكيركِ محدود، أنا على صواب وأنتِ مُخطئة". إنه إعتراف مباشر بأن الرجل هو سي السّيد والمرأة في مرتبة أدنى وكأنها مُلك من أملاكه. وما أن تزوجها ليبدأ بإخضاعها له، ومطالبتها بالسير حسب عقليته ومزاجه، سواء كان في الثياب أو السلوك والكلام أو في طريقة الطهي وأعداد الطعام، وكأنه يسعى لسلخها من تاريخها وبيئتها العائلية والثقافية، ماحيًا شخصيتها، وكأنها مُلك من أملاكه.
وهناك من النساء تستهويهنِّ شخصية الرجل (مُسترجلة) وتستغل طيبة الرجل فتسيطر عليه، وتقود المنزل وتكون هي الأمر والناهي،ويكون الرجل تابعًا لها، فيغدو عديم الشخصية والقرار ليكون في نهاية المطاف مُسيرًا بلا شخصية! وكم وجدتُ لعبة تبادل الادوار في بعض عوائلنا بحيث أصبحت المرأة هي رجل البيت، لتفقد انتوثتها ونعومتها.. لتصبح هي سي السّيد.
أحترم المرأة وأقدسها وكذلك الرجل.. لكن أملي أن يخضع كل منهما للحبّ بدلاً من أن يخضع أحدهما الآخر..
في الحقيقة يجب أن لا يُسيطر أحد الزوجين على الآخر، أنما أن يسمحان للحبّ أن يبسط نفوذه عليهما وعلى علاقتهما. ولكن..!
بعض الرجال وللأسف يجدون في المرأة إنها محدودة التفكير..خُلقت للجنس وإنجاب الأطفال وتربيتهم والإهتمام بوظائف المنزل..وسمعة العائلة مُرتبطة بها وأن وقوعها في الخطأ سيجلب العار والفضيحة، ويسيء لسمعة الرجل والعائلة، لذا يجب أن تبقى جليسة أو حبيسة المنزل! ناهيك عن أنهم ينظرون إليها نظرة في مرتبة أدنى من الرجل!! فُينظر إليها على أنها سلعة تُشترى وتُباع ساعة يشاء الرجل(العصمة بيده)! وهم بذلك بعيدون كلّ البُعد عن المسيح وما أتى به من تعاليم سامية عن المرأة والزواج! وهذا إن دل على شيء، فيدل على عمق جهلهم للإنجيل المُقدّس.
يومنا هذا، نرى إن الكثير من العادات والتقاليد الإجتماعية البالية لا تزال مُسيطرة على نظامنا وقيمنا العائلية وعلى مفاهيمنا المسيحية، ومن ضمنها الزواج أيضًا. العديد من عوائلنا وللأسف تُسيطر عليهم ذهنية النظرة الدونية للمرأة (نظرة غير متكافئة). ناهيك عن إن البعض له ذهنية أُحادية التفكير(إذا كان الطرف الثاني في الحياة الزوجية لا يفكر ويؤمن مثلي، إذاً فهو ضدي، ونحن مُختلفان وغير متفقان). إنها ذهنية لا ترى إلاّ لون واحد (يا أسود..يا أبيض) وترفض أن ترى بقية الألوان، لذا ترى أن التنافر والتناحر في الغالب قد بسطا قبضتهما على تلك العوائل.
لذلك إن بعض نسائنا ما أن وطأة أقدامهنَّ أوربا أو أمريكا، كندا، أستراليا..يتولد لديهنَّ شعورًا أن القانون بجانبهنّ وانهنَّ عشن سنوات من تقيد الحُرية والرضوخ..فتسعى المرأة(ليس الجميع -فأنا ضد التعميم) للخروج من شرنقة التسلط الذكوري، لتتنفس الصعداء، بعيدًا عن تقاليد المجتمع الشرقي غير المُنصفة.
أدعو كل المتزوجين والمقبلين على الزواج أن يكون الحبّ هو بوصلة حياتهم وألا يتعاملون من منطلق السيطرة والتملك واخضاع شريك الحياة وجعله تابعًا له.
هذا رجائي وعلى هذا الرجاء لنصلي.