جعل الليل للسكون والنهار للحركة والعمل،
ومخالفة ذلك يعتبر خلافا للفطرة الانسانية، قد تقودك الى حالة صحية سيئة ومضطربة، فالنوم ساعة من الليل قد يعادل نوم ضعفها في غيره، وقلة النوم تسبب خللا في جهاز المناعة، خط الدفاع الاول والاخير ضد الامراض، وهو المبرمج على ساعات اليقظة والنوم التي يحتاج اليها الانسان، وعند حدوث تغير في هذه الدورة اليومية يصاب جهاز المناعة بالتشويش والفوضى ويحدث تغير في هذه الدورة ايام الامتحانات حيث يكثر الطلاب من السهر، فما الذي يحدث وكيف يتصرفون؟
نحذر من تناول الطالب للمنشطات على مختلف انواعها خلال فترة الاختبار او غيرها من الفترات، سعيا الى مزيد من اليقظة والسهر، خصوصا بعد ان ثبت علميا ضرر هذه المواد على الصحة الجسمية والنفسية للطالب او لأي شخص يلجأ الى تعاطيها، وهذا بالطبع ينعكس اثره سلبا على اداء الطالب خلال فترة الامتحانات، فيجب ان ينام ليلة الامتحان مبكرا ليستيقظ مبكرا فيستطيع ان يسترجع معلوماته بسرعة من خلال الكتب، ثم الذهاب الى الامتحان وهو صافي الذهن. مع مراعاة عدم النقاش مع الزملاء في الاسئلة قبل دخول الامتحان حتى لا يتشتت ذهنه، وقد تساعد المنبهات مثل الشاي والقهوة الجسم على تحمل السهر، ولكنها لا تزيد من استيعاب المخ للمعلومات، ويجب ان يعلم الطالب كيف يستخرج المعلومة ويستنتجها بمفرده من دون حفظها. فإذا حدث ذلك فلن يحتاج الى السهر.
كما ان الطالب عندما يشعر ان عنده القدرة على السهر يستمر في المذاكرة، ولأنه يخاف دائما من النوم على الكتاب بسبب ملل المذاكرة يحاول ان يظل مستيقظا دائما على أمل امكان تحصيل العلم في المساء بشكل افضل. ولكن هذا غير صحيح علميا، حيث ان كثرة السهر ترهق خلايا المخ، فتقل القدرة على التحصيل والاستيعاب رغما عن الطالب، لذلك ننصحه بعدم السهر لفترة متأخرة ليلا وخصوصا ليلة الامتحان.
وقد ثبت ان النوم مفيد في ترتيب المعلومات، واضافة المعلومات الجديدة الى المعلومات السابقة، وكذلك في التخلص من المعلومات التي لا فائدة منها.
اما تعاطي العقاقير المنبهة والمنشطة بهدف زيادة القدرة على السهر والتركيز فهي تعمل على زيادة طاقة المخ، فيشعر الشاب انه ينجز اكثر، ولكنه وهم وسلوك خاطئ باعتبار ان هذه المواد وان كانت توحي في ظاهرها للشخص بالحيوية والنشاط، الا انها في الحقيقة سرعان ما تفقده في المقابل القدرة على الفهم والتركيز والاستيعاب وسرعان ما يزول اثرها ايضا، مما يجعل الطالب يجد نفسه فاقد القدرة على الاستيعاب وعدم اختزان اي معلومة من المعلومات التي يرغب في الاستفادة منها، ويعجز عن استعادة ما استذكره.
وحينما يتعاطى الطالب او الطالبة هذه المنشطات بغرض التنبيه وزيادة التركيز اثناء فترة الامتحانات، ومع وجود ضعف الوازع الديني وقلة الثقافة الصحية، فقد تؤدي الى نتيجة عكسية اذا ما انتهى مفعول المنشط وقد ينتهي المطاف بالطالب الى الادمان على مواد اخرى. بالاضافة الى حالة الاكتئاب التي تنتابه وفقدان المعلومات التي استذكرها، مما يدفعه الى تعاطي المزيد رغبة منه في زيادة التحصيل المستمر، ويؤدي بالتالي الى اضمحلال الصحة البدنية والعقلية والذهنية، لكن مع ذلك توجد بعض الحالات التي تكثر من تناول القهوة والشاي والتي عادة ما ينعكس ايضا اثرها سلبا على اداء الطالب من حيث الشعور بالقلق والتوتر، وعدم اخذ القسط الكافي من الراحة والنوم. وقد ينعكس اثره سلبا على اداء الطالب خلال مثل هذه الفترات.
كذلك فان السهر والارق (النوم المسهد) الذي يكون المرء فيه بين اغفاءة وانتباه، قد ينتاب الطالب كثيرا ايام الامتحانات، اما المؤرق فحركته دائبة لا يستقر، فهو يستدير نحو كل اتجاه ويحتال على النوم بمختلف الوسائل من دون فائدة، وان امتد الارق ليلة وليالي انحطت قوى الشخص وتوقف العقل عن الانتاج وسيطر التشاؤم والميل إلى الوحدة، وكره المجتمعات فيكره نفسه ثم يكره الحياة، فالجسم يحتاج الى نوم هادئ وطويل يكفي لطرد السموم العصبية التي تراكمت فيه نتيجة للاعمال الحيوية. كما ان السهر يشد العضلات المسؤولة عن تكيف العين (اي الرؤية في المسافات القريبة) ويسبب انقباضا شديدا لهذه العضلة، وينتج عن ذلك صداع شديد، وآلام شديدة تزيد من شدة الموقف، الى جانب احمرار العين، ومن الاعراض الثانوية التدميع، وباستعمال المنشطات بالاضافة الى السهر، يصاب الطالب بزوغان الابصار وعدم الروية الصحيحة وقلة التركيز.
المصدر:
http://www.arabnet5.com/news.asp?c=2&id=134718