فرح حقيقي وفرح زائف
الفرح الحقيقي هو ثمرة من ثمار الروح القدس في القلب، إذ يقول الكتاب: أما ثمر الروح فهو محبة، فرح، سلام (غل 5: 22).
وهى فرح في الرب كما قال الرسول.
على أنه توجد أمثلة كثيرة للفرح الزائف:
مثل فرح يونان النبي باليقطينة التي ظللت على رأسه، ومثل فرح سليمان بكل تعبه الذي تعبه تحت الشمس، بينما وجد أخيراً أنه باطل وقبض الريح، ومثل قوله في ذلك "قلب الجهال في بيت الفرح".
ومن أمثلة الفرح الزائف قول الابن الأكبر لأبيه " قط لم تعطني جدياً لأفرح مع أصدقائي".
على أن هناك فرحا آخر، هو خطيئة:
من أمثلة قول الحكيم " لا تفرح بسقوط عدوك" (ام 24: 17).
وعنه قال الرسول أيضاً في حديثه عن المحبة بأنها " لا تفرح بالإثم" (ا كو 13).
وقد وبخ السيد المسيح تلاميذه لما فرحوا بخضوع الشياطين لهم، وقال لهم " لا تفرحوا بهذا.. بل افرحوا بالحري أن أسمائكم قد كتبت في ملكوت الله"..
الفرح الحقيقي إذن هو الفرح المقدس بالرب..
وفرح الحياة الروحية وبكل الوسائط الروحية أيضاً..
يقول المرتل "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب"، ويقول أيضاً "فرحت بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة" ويقول "باسمك أرفع يدي فتشبع نفسي كما من شحم ودسم" وهكذا يرى فرحه في كل ما يقرب إلى الرب.
والإنسان أيضاً يفرح بالتوبة لأنها صلح مع الله..
وفى هذا الفرح بالخلاص، تشترك السماء أيضاً لأن "السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين لا يحتاجون إلى توبة"..
الرجاء أيضاً مصدر للفرح (فرحين في الرجاء) رو 12.
بل إن التجارب نفسها تفرح المؤمن "احسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة" (يع 1).
وأعظم فرح هو بلقاء الرب في الملكوت.
حينما يقول للمؤمن: "ادخل إلى فرح سيدك"