كم أحب تلك الابتسامة الصادقة التي تشعرني بالراحة والسرور، عندما أراها في وجوه الآخرين.
وكم هي إيجابية عندما تلقاهم بها فيشعرون بارتياحك وسرورك تجاههم. ومع أن الابتسامة لا تكلف شيئاً إلا أننا لا نراها بيننا هذه الأيام... وقد قيل: إن الابتسامة ولدت معنا منذ الطفولة للتودد والتقرب من الآخرين.
ولكي نعلم أن الابتسامة رائعة، علينا أن نعلم أن الله ميزنا بها على سائر المخلوقات، وأن لها تأثيرا إيجابيا على المبتسم نفسه وعلى من حوله من الناس.
فبالابتسامة نستطيع التعبير عن جُملة ٍمن المعاني دون أن نضطر إلى الكلام، فبها نعبر عن الرضا والحب، وعن الحرج وعن الخجل وعن عدم الراحة، وبها نرضي حتى الأعداء اتقاء شرهم.
أخي، عندما تبتسم في وجه الآخر فإنه يترجم تبسمك إلى كلمات: أنا أحبك، أنا أحترمك، أنا مهتم بأمرك، وأتمنى لك الخير، وتسرني رؤيتك... فتخيل أخي كم من الكلمات الجميلة تلك التي قلتها بحركة صغيرة من شفتيك، تخيل مسافة الطريق التي قطعتها إلى قلوب الناس من غير نقاش أو طول إقناع.
ولأننا نرى أنواعاً عدة من الابتسامات، فإن الشخص المتلقي للابتسامة يستطيع أن يعرف ما المقصود من هذه الابتسامة الموجهة إليه. ولأن الإنسان يمتلك إحساساً قوياً، فلا يمكن خداعة بابتسامة مزيفة.
إن الابتسامة الصادقة البريئة نجد لها رونقاً وجمالاً خاصاً، وتعبيرات تضفي على وجه المبتسم السعادة والفرح والسرور.
يقول ديل كرنيجي - أحد علماء النفس المشهورين - في كتابه كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الآخرين: "إن ما يقال من أن سر النجاح يكمن في العمل الجاد والكفاح، فلا أؤمن به متى تجرد من الإنسانية اللطيفة المتمثلة في البسمة اللطيفة" .
وحينما تكون غاضبا على أحد فتذكر هذا الحدث!!
كثير من الناس يعتقد أن الجدية في عدم التبسم وذلك للحفاظ على الشخصية والهيبة والمكانة في المجتمع، وما أبعد هذا الاعتقاد عن الصواب، فقلوب الناس تميلُ وتحب من يبتسم في وجوهها.
إذاً..
فلنحرص جميعاً على الابتسامة الصادقة الصافية التي تعكس ما في قلوبنا من محبة وتآلف، ولنحذر من الابتسامة المصطنعة التي تخفى وراءها الأحقاد.