القديس دومنيك سافيو
لا يزال الرب ينعم علينا بعطاياه الجزيلة رغم ضعفنا البشري، وفي كل قرن من قرون هذا العالم المظلم والمتمزق يُغدق علينا بقديسين زيَّنوا الكون بسيرتهم التي تفوح بعبير المسيح. ففي القرن التاسع عشر أنعم الله علينا بقديسٍ صغيرٍ جداً، هو القديس دومنيك سافيو. واسم دومنيك تعني "عطية الرب". وبالفعل فإنَّ الرب أعطى لنا عطيةً كبيرةً، ودرساً كبيراً من خلال حياة هذا القديس الشاب.
عائلته: تتمتع هذه العائلة بالبساطة والإيمان المسيحي القويم. كان والده يعمل بيطاراً، أمَّا أمه فكانت في المنزل تقوم بأعمال البيت. عانت هذه العائلة من مشاكل كبيرة ومنها وفاة طفلين قبل ولادة دومنيك. وعندما ولدَ دومنيك خاف عليه والديه بأن يموت قبل أن يحصل على سر العماد. مما جعلهم يسارعون إلى تعميده وهو طفلٌ صغير، وأصبح هذا الطفلُ هيكلاً للروح القدس وابن الله بفضل نِعمة العماد المقدس التي نالها.
حداثته: تميز هذا الفتى بالانبساط الدائم، وسرعته في التعلُّم وخاصةً تعلُّم الصلاة بشكلٍ أسرع من أي شيء آخر. وتألَّقى هذا الفتى بممارسته الصلاة الجماعية والفردية، مما أدى إلى تقدمه لتناول سر القربان الأقدس وهو في السادسة من عمره. وتميز أيضاً بمحبته لجميع الناس ولمحبة الناس لهُ. تعلَّم دومنيك أشياء كثيرة، وكان ذلك التعلم على يد القديس الكبير يوحنا بوسكو (محب الشباب). والشيء العجيب في هذا الفتى كان في قدرته على اكتساب الخبرة من معلمه، وأيضاً معرفته بالشخص المريض دون أن يعلمه أحدٌ بشيء. وكان يحثه المريض وينصحه باستدعاء المعلم أو الكاهن لكي يصلي عليه. نعرف أن لكل شخص طموح ولكن طموح هذا الفتى الصغير كانت غريبة، إذ كان يطمح بأن يكون كاهناً وقديساً من خلال تتميمه الواجبات اليومية وأيضاً بالعمل على خلاص النفوس.
أعماله: عمل دومنيك على مساعدة أصدقائه لكيلا يقعوا في الخطيئة. وكان يُشجعهم على الاعتراف المتواصل والسير في طريق الله المملوء محبة ورجاء. وقام بإنشاء أخوية لتكريم مريم العذراء الحبل الطاهر وأخوية تعبد للقربان الأقدس، وكانت هذه الأخوية من الشباب الموجودين مع القديس يوحنا بوسكو.
مرضه ووفاته: أصيب هذا الفتى بمرضٍ خطيرٍ جراء خدمته للمرضى، مما أدى إلى رجوعه للبيت. ولكن رجوعه إلى البيت لم يساعده بشيء بل تفاقم مرضه وسارع في موته الذي يصادف في 9/3/1857، تم ذلك بعد أن اقترب من سر الاعتراف، ونال المغفرة وتناول القربان المقدس.
إن الذي كتب حياتهُ هو معلمهُ يوحنا بوسكو، كتبها لكي يقول لجميع الناس أن هذا الفتى حقاً قديس في أعماله وتضحاياته. وبالفعل ففي سنة 1954 أُعلنت قداسة هذا الفتى الذي لم يتجاوز عمره ال 15 سنة.
أهم أقواله:-
1- في جوابه على الخوف قال: أنا لا أخاف لأني لستُ وحدي بل الملاك الحارس معي.
2- كان يساعد أصدقاءَه على عمل الخير بدل شر وكان يقول لهم: يسوع البريء مات وهو يغفر لصالبيه، وأنا الخاطىء أريد الانتقام.
3- كان يقول: آه! لو استطعتُ أن أقود إلى الله كل رفاقي لصرتُ أسعدَ البشر!
4- عليَّ أن أجِدَّ في طلب القداسة قبل أن يداهمني الموت.
5- آه! أود لو يعلم البشر أجمعين أنَّ مَن يملك يسوع صديقاً له، فلا شيء يخيفه حتى الموت!
6- لدي صديقان هما يسوع ومريم.
7- الموت ولا الخطيئة.
الوعود التي وعدها دومنيك للرب بعد حصوله على المناولة المقدسة:
1- الاعتراف الدائم، ومناولة القربان الأقدس في كل مرة يسمح لهُ مرشده الروحي.
2- أريد تقديس أيام الآحاد.
صلي لأجلنا أيها القديس الصغير، لكي نكونَ على مثالكَ في مساعدة الآخرين دون تميز، وأن نحب الله فوق كل شيء.