هناك العديد من الطرق التى يمكنك بها عقاب طفلك دون أن تقولى له لا
دائما، فقد أجمع عدد من الخبراء أن قولك لا لطفلك كثيرا قد ينمى عنده مشاعر
الكره ويجعله يتمرد فى المستقبل. كما أن بعض الأبحاث قد أثبتت أن الأم
عندما تقول لطفلها كلمة لا كثيرا فإن مهاراته اللغوية لن تكون بجودة مهارات
الطفل الذى يسمع من أمه نقد أو أسباب رفض طلبه بالإضافة إلى أن كلمة لا
إذا استخدمت كثيرا فإنها لن يكون لها فائدة حيث يبدأ بعض الأطفال فى تجاهل
الكلمة.
من الأفضل أن تحتفظى بكلمة لا للمواقف الخطرة وفى المواقف الأخرى عليك
أن تشرحى لطفلك سبب رفضك لطلبه مستخدمة جملا قصيرة ومحددة. ويجب أن توازنى
بين المرات التى تقولين لطفلك فيها لا والمرات التى تقولين نعم مع الوضع فى
الاعتبار أنك إذا كنت غير معتادة على قول لا للطفل فإنه لن يتقبل الكلمة
عندما تقولينها. كما أنك إذا كنت ترفضين طلبات طفلك دائما وتقولين له لا
فإنه سيشعر أن العالم من حوله سلبى.
إذا كنت تتسوقين مع طفلك وطلب منك شراء بعض الحلوى فرفضت ثم بدأ بعد ذلك
فى التعبير عن غضبه، فمن الأفضل أن تعيدى صياغة رفضك للطفل وتقولى له مثلا
إنه يمكنه أن يأكل الحلوى ولكن بعد تناول طعام العشاء والآن يمكنه أن يأكل
تفاحة.
أحيانا قد يبدأ الطفل فى اللعب بطعامه وهو جالس على المائدة وبدلا من أن
تقومى بالصراخ عليه ، يمكنك أن تأخذى منه الطبق ببساطة وتوضحي له سبب عدم
صحة رمى الطعام. أما إذا كان طفلك يقوم بالقفز على السرير وأنت لا يعجبك
هذا الأمر يمكنك أن تقولى له إن السرير للنوم والاسترخاء وليس للقفز.
ومن المواقف الأخرى التى قد تتعرضين لها مع طفلك أن يكون الطفل يلعب
بالكرة داخل المنزل وبدلا من أن تقولى له لا يمكنك اللعب بالكرة داخل
المنزل، فيمكنك أن تعطيه الخيار بين اللعب بالكرة داخل المنزل أو خارجه فى
الحديقة. ويجب أن تعلمى أن إعطاء طفلك الخيار سيجعله يشعر أنه متحكم فى
الأمر بعض الشئ مع الوضع فى الاعتبار أن مثل هذا التصرف يشجع الأطفال ما
بين عام وثلاثة أعوام على اتخاذ القرارات البسيطة. إذا كنت مثلا تصطحبين
طفلك لشراء هدية عيد ميلاد لصديقه، فعليك أن تستعدى لفكرة أن طفلك سيريد
شراء أكثر من لعبة، ولذلك فبدلا من أن تقولى لطفلك لا فعليك أن توضحى له
قبل الدخول للمتجر أنكما هنا لشراء هدية لصديقه وليس لعبة له. يجب أن
تتوقعى أن طفلك قد يبدأ فى قول كلمة لا لك وهذا لا يعنى أن هذا تمرد على
سلطتك ولكنه تصرف طبيعى من جانب الطفل الذى يبدأ فى الشعور باستقلاله.قد
يبدأ طفلك فى ضرب شقيقه أو شقيقته وفى تلك الحالة يجب أن تقومى بوقف الأمر
فورا وتقولى لطفلك إنه عندما يكون غاضبا يجب ألا يلجأ لضرب الآخرين.
يمكنك أن تستخدمى الضحك لتأديب طفلك عندما يكون عصبيا وعنيدا، فالطفل
يحب الضحك وهو أمر قد يجعله متعاونا معك أكثر. إذا كان طفلك قد بدأ فى
ارتداء الحذاء فإنه قد يكون يجرب خلعه كثيرا ، وفى تلك الحالة بدلا من أن
تطلبى منه التوقف عن خلع الحذاء قولى له ماذا تريدين منه فعله. أحيانا قد
لا تكون كلمة لا كافية لمنع طفلك من ارتكاب أمر خطير( مثل وضع يده على
البوتاجاز، وقد تحتاج الأم آنذاك لرفع صوتها وإبداء ملامح الخوف على وجهها.
أحيانا قد يصر الطفل وخاصة إذا كانت عزيمته قوية، ولذلك فهو قد يستمر فى
مضايقتك حتى تقولي نعم وتوافقي على طلبه مع الوضع فى الاعتبار أنه إذا كان
طلب طفلك معقولا فيجب أن يكون لديك استعداد للتفاوض. كونى مرنة ومستعدة
لتغيير قرارك فقط إذا كانت أسباب الطفل مقنعة مع التوضيح له أن عناده ليس
هو سبب تغيير القرار.