KALIMOOO ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 17063 التقييم : 10891 تاريخ التسجيل : 09/08/2011
| موضوع: القدّيس هيلاريون الأربعاء مايو 09, 2012 10:27 pm | |
| القدّيس هيلاريون أسقف بواتييه
وُلد القدّيس هيلاريون (+368)، الذي تعيّد الكنيسة ذكراه في الثالث عشر من شهر كانون الثاني، في بواتييه (Poitiers) في ولاية أكيتانية (غربيّ فرنسا الحاليّة)، بين عامَي 310 و320. ويُرجَّح أنّه كان من أُسرة شريفة وثنيّة، وأنّه اهتدى واعتمد في سنّ البلوغ، كما يوضح هو نفسه في كتابه "في الثالوث". وتشهد كتاباته على ثقافته الخطابيّة والأدبيّة والفلسفيّة العميقة. أمّا اهتداؤه إلى الإيمان المسيحيّ فكان نتيجة مسيرة روحيّة شخصيّة سعى فيها إلى البحث عن الحقيقة ومعنى الحياة والإله الحقيقيّ. فاكتشف كلّ ذلك في الكتاب المقدّس وفي الإيمان بيسوع المسيح، وهكذا انتقل من الوثنيّة ومن الفكر الفلسفيّ المحض إلى المسيحيّة. وبـحسب شهـادة كاتـب سيـرتـه، فيـنانسيوس فورتوناتُس، كان هيلاريون متزوّجًا ووالدًا لفتاة تدعى أبرا.
يقول هيلاريون إنّ اهتداءه حصل بعد أن قرأ فاتحة إنجيل يوحنّا: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان لدى الله، وإلهًا كان الكلمة"، التي وفْق قوله "قد جعلت فكره يتجاوز حدوده". فأَدرك هيلاريون أنّ "الكلمة صار جسدًا حتّى يستطيع الجسد بوساطته أن يرتفع إلى الله. فالجسد الذي لبسه هو جسدنا، وعندنا يسكن... هذه الحقيقة أنّ كلمة الله كان في البدء عند الله، وأنّ الكلمة صار جسدًا وسكن في ما بيننا، آمنتُ بها بكياني كلّه. وذلك ليس لأنّي فهمتُها، بل لأنّي اعتقدتُ أنّي سأفهمها حالما أُومن بها".
قاوم هيلاريون الهرطقة الآريوسيّة، وعندما بدأت سيطرة الهرطقة على كنيسة غاليّة (فرنسا الحاليّة) هبّ هيلاريون للدفاع عن الإيمان المستقيم في الغرب كما فعل القدّيس أثناسيوس الكبير (+373) في الشرق، فدُعي "أثناسيوس الغرب". وفي العام 356 أصدر الإمبراطور قسطنديوس، الراغب في نشر الآريوسيّة في كلّ بقاع المسيحيّة، أمرًا بنفي هيلاريون إلى منطقة فريجية في آسيا الصغرى (تركيا الحاليّة). وهناك وضع أهمّ مؤلّفاته "في الثالوث". وبعد عودته من النفي إلى غاليّة، سعى هيلاريون إلى ردّ الأساقفة الذين سقطوا في الآريوسيّة. ولم يكن قطّ متصلّبًا مع الناس. كان أمينًا لعقيدته، ولكنّه عمل على نشرها باللطف والموعظة الحسنة.
كان هيلاريون حريصًا على اكتساب المعرفة وممارسة التعليم، وبخاصّة حين يتصّل الأمر بمحاربة التعاليم الخاطئة. وكان في الوقت عينه حريصًا على تناغم أفعال معلّمي الكنيسة مع أقوالهم، فيقول: "نحن المكلَّفين بإطلاع الناس على كلام الله، يليق بنا أن نكون أهلاً لهذه المهمّة. نحن أداة الروح القدس الذي يدوّي كلامه في أقوال متنوّعة. فلنحذرْ أن نقول شيئًا دنيئًا. ولنتذكّرْ هذا القول: ملعون كلّ مَن يقوم بعمل الله بإهمال". ويعتبر القدّيس هيلاريون أنّ "الخطيئة ضدّ الروح القدس"، التي لا تُغفر لأنّها تقطعنا عن الخلاص، تقوم على عدم الاعتراف بإنسانيّة يسوع وألوهته معًا: "الرحمة تجفّ، إذا أُنكر الله في المسيح".
يـتـحدّث هيلاريون في كتابه "في الثالوث" عن استحالة أن يعرف الإنسان الله إلاّ عبر طريق الإيمان والعبادة: "إنّنا نعرف الله معرفةً كاملة عندما نعلم أنّه يستحيل علينا أن نعرفه بل حتّى أن نعبّر عنه. الإيمان يعرفه، والعبادة تعرفه، وهي وحدها تستطيع أن تعبّر عنه". ويعتبر هيلاريون أنّ هذا الإيمان بالثالوث، بالآب والابن والروح القدس، والإيمان بالكلمة المتجسّد، قد أخذه من الحقيقة الموحى بها في الكتاب المقدّس والتي يجب قبولها كما هي من الله. ففي هذا السياق يقول: "لديّ شاهد أكيد على إيماني وهو الذي يقول: يا أبتاه، كلّ ما هو لي هو لك؛ وما هو لك هو لي (يوحنّا17: 10)".
لا يتوانى هيلاريون عن التذكير بأهمّيّة الصلاة والعيش بمقتضياتها: "يجب أن نصلّي، يجب أن نبحث، يجب أن نقرع". وتزداد ضرورة الصلاة واللجوء إليها حين ينهمك المرء في نهل المعرفة اللاهوتيّة، لأنّ خطر الوقوع في الهرطقة يصبح أقوى وأشدّ. لذلك يتضرّع هيلاريون إلى الربّ قائلاً: "أعطني، أيّها الربّ الإله، معنى الألفاظ الحقيقيّ، ونور العقل والإيمان بالحقيقة، حتّى أعرف كيف أقول للناس ما أومن به". وآمن هيلاريون أيضًا بأنّ الكنيسة، مهما اشتدّت عليها الصعاب وازدادت فيها البدع، لا يستطيع أحد أن يغلبها: "ما هو عجيب في الكنيسة هو أنّ كثيرين لا ينفكّون يضطهدونها، ولكن لا أحد يستطيع أن يغلبها. وهذا حقًّا أمر رائع: فيها علاجات بقدر ما فيها من أمراض، وفيها حقائق بقدر ما فيها من أضاليل متنوّعة".
في كتابه الأخير "الردّ على أفكسَنديوس (أُسقف ميلانو الآريوسيّ)" يظهر موقف هيلاريون الصلب في ترسيخ الإيمان المستقيم ضدّ الآريوسيّة. فيقول: "لا يمكنني أن أتمنّى السلام إلاّ مع الذين يتمسّكون بإيمان آبائنا ومعموديّتهم، ويحرمون الآريوسيّين ويُعلنون أنّ المسيح إله حقيقيّ". وقد كان رجاؤه بالمؤمنين أعظم من خيبته ببعض الأساقفة الهرطوقيّين: "إنّ آذان المؤمنين الذين يحفظون صيَغَ إيمان معموديّتهم هي أقدس من قلوب أساقفتهم (المنحرفين)". وفي فقرة أخرى يقول: "لقد تجلّت قدرة الله: فذاع الإنجيل في اللحظة التي أُعيق فيها (بسبب الهرطقة) انتشارُه أكثر إعاقة".
لقد أدّى هيلاريون الشهادة حتّى آخر رمق من حياته، وهـو نـفسه يـُذكّر سامـعـيه بـثـقة عـالية: "قلتُ ما أُومن به. أَتممتُ واجبي كجنديّ للكنيسة، إذ أَسمعتُكم صوت أسقف، وهذا الصوت ما هو إلاّ صدًى لصوت الكنيسة ولتعليم الرسل". هذه الشهادة التي اقترنت بحسّ رعائيّ صميم مع معرفة لاهوتيّة صافية جعلت هيلاريون أُسقفًا عظيمًا وأبًا من آباء الكنيسة الذين بوساطتهم استمرّ عمل الروح القدس إلى أيّامنا الحاضرة. | |
|
* بنتك أنا * مشرف عام
الجنس : عدد المساهمات : 7714 التقييم : 8802 تاريخ التسجيل : 22/08/2011 الموقع : في حضن المخلص
| موضوع: رد: القدّيس هيلاريون الخميس مايو 10, 2012 12:25 am | |
| اول مره اعرف ميرسي كتيييييير كليمو ربنا يكون معاك | |
|
Reena مدير عام
الجنس : عدد المساهمات : 8160 التقييم : 10244 تاريخ التسجيل : 11/08/2011 البلد التي انتمي اليها : ملاكه قاعده شويه على الارض وراجعه تانى
| موضوع: رد: القدّيس هيلاريون الأحد مايو 13, 2012 9:06 pm | |
| "أعطني، أيّها الربّ الإله، معنى الألفاظ الحقيقيّ، ونور العقل والإيمان بالحقيقة، حتّى أعرف كيف أقول للناس ما أومن به".
جميله اوى المقوله دى شفاعته تكون معاك كليمووو | |
|