الانتخابات المصرية.. السعودية الأولى في عدد الناخبين المقيمين في 166 دولةأشاد المصريون بحكمة الملك عبدالله في احتواء الأزمة ، وهنا خادم الحرمين الشريفين خلال استقباله الوفد المصري أخيراً.
عايد الأسلمي من الرياض
لم يكن احتضان المملكة العربية السعودية لعدد كبير من أبناء جمهورية مصر
العربية الذين وصل تعدادهم إلى ما يزيد على 3.5 مليون مصري يعملون في
السعودية - حسب الكثير من المصريين المقيمين فيها - إلا دليلاً على مدى ما
تتمتع به أرض الحرمين الشريفين من حب لدى أبناء الجمهورية المصرية، الذين
وجدوا في السعودية وطناً ثانيا لهم، عاشوا على أرضه وتعايشوا مع أهله
واندمجوا بصورة "رائعة" يغلفها شعور الأخوة العربية ويجمع أفرادها رابط
اللغة الأم والدم العربي والدين الإسلامي الواحد.
ولم يقتصر الأمر على وجود ذلك العدد الكبير من المصريين في الخارج في
الأراضي السعودية، بل انفردت السعودية في احتضانها العدد الأكبر من بين 166
دولة على مستوى العالم، من حيث نسبة المصريين المقيمين في الخارج
والمسجلين في العملية الانتخابية لاختيار الرئيس الجديد لمصر من بين 13
مرشحا يخوضون السباق الرئاسي، والذي سيبدأ التصويت فيه اليوم في مقر
السفارة المصرية في العاصمة الرياض، وقنصليتها العامة في مدينة جدة، حيث
أكملت كل من السفارة والقنصلية كامل الاستعدادات للجولة الأولى من انتخابات
الرئاسة للمصريين في الخارج، وحسب بيان لها صدر أمس الأول، فإن استقبال
الناخبين سيستمر على مدى سبعة أيام ولمدة 12 ساعة يومياً، كما سيتم تلقي
المظاريف خلال الفترة من 11ـ17 أيار (مايو) الجاري من الثامنة صباحا وحتى
الثامنة مساء.
ويشكل المصريون في السعودية المركز الأول في عدد أصوات المصريين في
الخارج المسجلين في قاعدة بيانات الانتخابات الرئاسية، حيث أتم 261.024
مصرياً في السعودية التسجيل من مجموع 586.914 مصريا في الخارج يتوزعون على
دول العالم.
وستحتضن اليوم مدينتا الرياض وجدة أولى عمليات الإدلاء بأصوات المصريين،
وستستمر عملية الاقتراع للمصريين في الخارج حتى يوم الخميس المقبل لتجرى
في أعقابها عمليات فرز الأصوات بحضور ممثلي المرشحين وعدد من أعضاء الجالية
المصرية وممثلي منظمات المجتمع المدني ممن حصلوا على تصاريح لمتابعة
الانتخابات من لجنة الانتخابات الرئاسية، وذلك داخل البعثات الدبلوماسية
والقنصليات.
عدد من المصريين يرفعون صور الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأعلام السعودية.
ولم يخفِ كثير من المصريين المقيمين في السعودية، رغم انشغالهم
بالانتخابات ومتابعة الأحداث السياسية اليومية، مشاعرهم الطيبة حول
السعودية وقيادتها وحكومتها وشعبها، معربين عن فرحتهم بإنهاء الأزمة التي
مر بها الشعبان والبلدان أخيرا، منوهين بحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك
عبد الله بن عبد العزيز في احتوائها، ومشيدين بأعضاء الوفد المصري الذي زار
السعودية للغرض نفسه، مؤكدين في الوقت نفسه عمق الارتباط النفسي بين
المصريين وأرض الحرمين الشريفين، وعلى محبتهم لهذه الأرض المباركة.
مصري يحمل صورة خادم الحرمين الشريفين .
ومن المصريين المقيمين في السعودية إلى المصريين في بلدهم الأصلي، امتد
الشعور الحميد تجاه إنهاء الأزمة التي أزعجت الشعبين الشقيقين، حيث شهدت في
الأيام الأخيرة وما زالت، العديد من الصحف المصرية، ومواقع التواصل
الاجتماعي على الإنترنت والأخرى الالكترونية المختلفة، فرحة عارمة بإنهاء
الأزمة بين الأشقاء، وهو ما دعا كثيرا من المصريين فور إعلان عودة السفير
السعودي إلى القاهرة وقبلها للمطالبة بذلك، إلى النزول إلى الشوارع حاملين
صور خادم الحرمين الشريفين والأعلام السعودية في صورة معبرة عن عمق المحبة
والتلاحم بين الشعبين، حيث ردد كثير من المصريين الهتافات تعبيراً عن
الفرح، والإشارة إلى أن الشعبين المصري والسعودي شعب واحد.
وفي السياق ذاته، لم يبتعد الموضوع عن أجندة بعض المرشحين المصريين
للانتخابات الرئاسية، حيث أكد عمرو موسى، مرشح رئاسة الجمهورية، أن من ضمن
برنامجه الانتخابي التركيز على إقامة جسر بري يربط بين مصر والسعودية، في
إشارة منه إلى مشروع جسر الملك عبد الله، وهو مشروع جسر عملاق للمرور
والسكك الحديدية طرحته الحكومة السعودية على الحكومة المصرية لربط مصر من
منطقة منتجع شرم الشيخ مع رأس حميد في منطقة تبوك شمال السعودية، بطول 50
كيلومترا، وكان من المخطط أن يستغرق إنشاؤه ثلاث سنوات، وبتكلفة تراوح بين
ثلاثة وخمسة مليارات دولار، ويعتقد أنه في حالة إنشائه سيسهم في تأمين تنقل
أفضل للمسافرين الذين يسافرون عن طريق العبارات، إضافة إلى عشرات الآلاف
من الحجاج والمعتمرين في مواسم الحج كل عام.
وقال عمرو موسى: إن الأزمة التي مرت بها العلاقة بين مصر والسعودية في
الفترة الأخيرة، ما هي الإ ''سحابة صيف''، مشيرا إلى أنها مرت بسلام دون أي
تأثير على متانة العلاقة بين الجانبين، موضحا أنه بعودة سفير السعودية بات
الأمر أكثر وضوحا.
وفي الشأن ذاته، قال أحمد عبد العزيز قطان، سفير خادم الحرمين الشريفين
لدى جمهورية مصر العربية ومندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى جامعة
الدول العربية، في تصريح أمس، إنه في إطار الدعم المُقدم من حكومة خادم
الحرمين الشريفين لجمهورية مصر العربية الشقيقة، فقد تم التوقيع بين
الجانبين على مذكرة تفاهم قطاعية، بما يُعادل 500 مليون دولار أمريكي،
موزعة على مختلف القطاعات في الاقتصاد المصري.
وأضاف، كما تم التوقيع أيضاً على مذكرة تفاهم بشأن وديعة بمبلغ مليار
دولار أمريكي في البنك المركزي المصري، وكذلك تم استكمال طلب تمويل صادرات
"بوتاجاز" من السعودية إلى مصر بمبلغ 250 مليون دولار أمريكي واستكمال
ضوابط وإجراءات تمويل مشاريع صغيرة ومتوسطة بمبلغ 200 مليون دولار أمريكي.
وأكد أن هذه المساعدات تأتي حرصاً من خادم الحرمين الشريفين على دعم مصر
واستقرارها، وتنفيذاً للبرنامج الذي أمر به في شهر حزيران (يونيو) الماضي.
جريجة الاسماعيلية