أحبت فتاة شخصا ما لمدة طويلة
وكان يبادلها نفس الشعور .. ولكن لم يتصارحا
حاولت أن تشعره بحبها هذا عن طريق تصرفاتها تجاهه
وعلي الرغم من كونه يعرف مابداخلها إلا أنه كان يتظاهر بعدم الفهم
بدأت فعلا تشعر باليأس وقصت ماحدث علي صديقتها
فقالت : إبتعدي ... ولا تحادثيه مرة أخرى
إبتعدت فعلا وانزوت
لم يستمر الأمر أسبوعا علي هذا الوضع وجاءها إتصال علي هاتفها
فأسرعت لترى من المتصل .. فوجدته هو
شقت الفرحه طريقا إلي قلبها .. وكأنه شريان الأمل الذي سقى كل الورود الذابلة داخلها لتتفتح من جديد
تحدث إليها وتحدثت إليه
صارحها بكل مابداخله من مشاعر تجاهها وأنه كان في انتظار الوقت المناسب كي يخبرها بما يدور في قلبه
وهي أيضا صارحته بما يدور داخلها تجاهه
وتوالت الإتصالات ولكن هذه المرة كانت بشكل مختلف
فهي تتحدث الآن مع حبيبها وليس صديقها
مر أكثر من ثلاثة أشهر علي هذا الوضع وهذا الشاب لم يرسم معها الخطوات القادمه في حياتهما
فقالت له: آن الأوان أن نتحدث سويا عن مستقبلنا ...كيف ومتي سأكون خطيبتك ومن بعدها زوجتك
فبدا متوترا وقال لها : مازلت أنتظر موقفي من التجنيد
ومن الممكن أن ألتحق بالجيش لمده ثلاث سنوات
وبعدها سأبحث عن وظيفه كي أبني نفسي
فلازال الوقت مبكرا على هذه الخطوة
فقالت له سأنتظرك لأني أحببتك ولكن عدني ألا تتركني مهما حدث
فقال لها: أعدك
وبعد حوالي أسبوع إتصل بها قائلا
حبيبتي من اليوم أنتي في طريق وأنا في طريق
فلا أريد أن أضيع عمرك معي .. فمازلت لا أعلم ماذا يرسم لي القدر؟
فأنتي حرة وفي حل من حبي هذا
بكت الفتاة بشده وأكدت له أنها ستنتظره
إنطوت الفتاة بعيدا بمشاعرها وأوجاعها وأحزانها في عالم اليأس
وبعد مرور أشهر قليله على فراقهما تقدم لها عريس مناسب جدا
هي لم تحبه لأول وهلة ولكن كل من حولها أشادوا لها بطيبته ومواقفه النبيله مع أقاربه وجيرانه وأنه أكثر شخص يحافظ عليها
بدأت تتحدث إليه مرة ثم الثانية ثم الثالثة
وبعد ذلك وافقت عليه
وتمت الخطبة
وعندما علم حبيبها بدأ يحادثها من جديد ويرسل لها الرسائل
أعفيت من الجيش
والتحقت بوظيفه مناسبه سأبني منها نفسي .. وأريد العوده لكي من جديد
هنا احتدم صراعا هائلا بين عقلها وقلبها
فالعقل يريد الاستمرار مع خطيبها الذي ليس له أي ذنب فيما حدث
و القلب يبدو متمسكا بما مضى
طفر الصراع واضحا لدرجة أن خطيبها أدرك إرتباكها
فتحدث اليها قائلا: هل أغضبتك في شئ ؟؟ فقالت : لا
فقال: إذن ما سبب كل هذا التوتر والتردد
فقالت: سأكون صريحة ..لا أشعر تجاهك بأي عاطفة لا لعيب فيك ..
وبالطبع أنت تستحق فتاة أفضل مني
أطرق واجما وحاول أن يجادل
ولكنها اكتفت بأن تنزع دبلته من يدها
ثم تركته ورحلت
إذن انتصر القلب
وعندما عادت... بدأ الأتصال وتبادل المشاعر يعود مجددا
ولكن فرحتها لم تدم طويلا فحبيبها عاد هو الآخر ولكن في عكس الإتجاه
فكانت الصدمة القاسية ..لقد خسرت كل شئ
وندمت علي أنها تسرعت في أخذ تلك الخطوة المشئومة التي كلفتها الكثير وستكلفها أكثر وأكثر
عزيزي القارئ .. هناك نوع من الأشخاص لا يأبه إلا بما ليس له
وعندما يمتلكه .. يتركه ليبحث عن آخر ليس يملكه
فكر جيدا قبل أن تأخذ أي خطوة .. ولا تعتمد علي قلبك فقط بل علي عقلك
لأن القلب لا يفكر ولكنه يشعر فقط
والشعور وحده ليس كافيا وأحيانا كثيرة يكون خادعا
تعلم من اخطاء الغير .. حتي تستطيع ان تحيا سعيدا في هذه الحياة
================
مايكل سامي