القديس تيموثاوس
القديس تيموثاوس من ليسترا وهي مدينة رومانية في مقاطعة ليكاؤونيا في آسيا الصغرى (تركيا). كان أبوه وثنيا وأُمه يهودية وهي التي ربّته. لمّا وصل الرسول بولس الى المدينة في أثناء رحلته التبشيرية الأُولى سنة 45، تعرّف على العائلة، وآمنت بالمسيح أُمّ تيموثاوس وجدّتُه. لاحظ بولس حماسة الشاب الصغير تيموثاوس فعمّده واتّخذه رفيقًا له ومعاونًا في البشارة. نعرف أخبار تيموثاوس من رسائل بولس وبالأخص الرسالتين اللتين أَرسلهما اليه. يقول مثلا الى اهل فيليبي: “على أني أَرجو في الرب يسوع أن أُرسل اليكم سريعًا تيموثاوس...لأن ليس لي أحد آخر نظير نفسي يهتمّ بأحوالكم بإخلاص، إذ الجميع يطلبون ما هو لأنفسهم لا ما هو للمسيح. انه كولد مع أبٍ خدم معي لأجل الإنجيل” (2: 19-22).
رافق تيموثاوسُ بولس الرسول يبشّران في مقاطعتي فريجيا وغلاطيـة في آسيا الصغـرى، ثم انتقلا الى مقدونيا في شماليّ اليونان وبشرّا تساولونيكي. يقول بولس لأهل تسالونيكي: “أَرسلْنا تيمـوثاوس أخانا وخادم الله والعامل معنا في إنجيل المسيح حتى يُثبتكم ويعظكم لأجل إيمانكم”. ثم عملا معًا في أفسس التي عيّنه مسؤولا عن الكنيسة فيها كأُسقـف. رافق تيموثاوس بولس في آخر رحلة له إلى اورشليم ليُسلّم التبرّعات التي جمعها من كل الكنائس لمساعدة المسيحيين في اورشليم (انظر أعمال الرسل 20). كان تيموثاوس موجـودًا لما قـُبض على بولس، وتبعـه الى قيصريـة فلسطين ورومية. لكن بولس أَرسلـه الى البشارة مجدّدا ليخدم الكنـائس، وثبّتـه في أفسس، وأوصاه كيف يـُديـر شؤون الكنيسة فيهـا. اذا قرأنا صفحات قليلـة من الرسالـة الأولى الى تيموثـاوس نعرف الكثير عن حياة الكنيسة الأُولى ونجد أن توصيـات الرسول بولس لتلميذه صالحة لكل المسيحيين في كل الأيام. لما سُجن بولس مرة ثانية واقتيد الى رومية، استدعى تلميذه الذي بقي معه حتى استشهاده. ثم عاد الى أفسس ورعى الكنيسـة هناك الى أن رقد أيضًا شهيدًا.