طاقة الحب
انه لا يوجد أي إنسان غير معاق- لا تتعجب من العنوان، أنا لا أسخر أو أتفلسف وإنما بالحق أكتب إليك أهم همسة في سبيل التغيير والتطوير والارتقاء بأي إنسان، نعم أي إنسان وليس المعاق فقط، وبالتالي فعنوان المقال هنا عام وليس خاص بالمعاقين، فكلنا معاقين ولكن بنسب مختلفة وفي أماكن متباينة من أجسادنا ونفوسنا والأهم من ذلك أرواحنا...!
داخلنا طاقة يمكن أن تتحدى الكون، وتقهر كل حروب الدنيا والأحزان.. إنها الحب، حب الذات ليس جريمة، ولكن عليك أن تتحرر منه قليلًا لتوجهه لآخر يحتاج أن ينمو ويرتقي بجوانب من جسده وسلوكه وشخصيته.. إنه المعاق
سوف أقص عليك تجربة أسمح لي أن أصفها بأنها صبورة للغاية صحيح لم تصل لصبر أيوب ولكنها صعبة جدًا فعلًا"، قام بها واحد من أصحاب التيار الإنساني في علم النفس والعلاج النفسي ( كارل روجرز ) في علاج حالة فصام كتاتوني لقد أصر روجرز على علاج أو بمعنى آخر تغيير حالة إنسان إن استسلم لها أي معالج نفسي وفشل في علاجها ليس عليه لوم نهائيًا فالفصام الكتاتوني من الحالات التي يصعب جدًا إجراء تفاعل معها، فما بالنا بعلاجها نفسيًا..!
المهم روجرز أصر على النجاح، وبإنسانية فريدة رتب من حياته ساعة في يوم من كل أسبوع يذهب فيها إلى مستشفى الأمراض العقلية ويجلس فيها مع مريض بالفصام الكتاتوني يلمسه بهدوء ويبدأ في التحدث إليه ويخاطبه، وطبعًا الحالة لا تستجيب نهائيًا ( تخيل انك تتحدث إلى شجرة، هكذا كان روجرز مع هذا المريض)....!
وظل روجرز على هذا الحال لمدة سنتين كاملتين يذهب كل أسبوع بإصرار فريد للحالة غير الشاعرة به نهائيًا... إلا أن هذه الحالة بعد فترة نظرت له، وبعد فترة لاحقة ابتسمت.. وهذه التغيرات تكاد تكون مستحيلة لحالات الفصام الكتاتوني إلا أن طاقة الحب قد اشتعلت فلقد شعر مريض من المفترض أنه لا يشعر متبلد الإحساس بأن هناك من يشعر به ويحبه فتحرك الحجر وذاب جليد من الصعب ذوبانه.
هكذا بالحب يتغير كل شيء ويصير المستحيل ممكن، وعلى ذلك يمكن أن نسمي الحب فن الممكن، نعم بالحب كل شيء ممكن، ولا نكون مغالين إن قلنا أن كل مشكلات الحياة التي تحدث لنا أو منا سببها الأول هو عدم الحب أو نقصانه.
وأي حب أعظم من هذا أن يضع احد ذاته لأجل أحباؤه، وأود أن أضيف أيضًا أن من عظمة الحب أن يضع الإنسان ذاته لأجل أعدائه، نعم أحبوا أعدائكم
بدون حب لا شيء ممكنا فى هذا العالم