أكدت الدكتورة النفسية التشيكية الشهيرة لاورا ياناتشكوفا عن موضوع
التواصل الإنساني أن العديد من الحركات تكشف عن نوعية ومواصفات الشخص
النفسيةِ وطبيعتهِ، مشيرةً إلى أن الكلام يكشف عن شخصية الإنسان بنسبة 7%
فيما تكشف حركة الجسم أكثر من 50 % عن ذلك الشخص، حيث أن المختص يستطيع
وبسرعةٍ ملاحظة عدم وجود توافق بين الكلمات المحكية وبين إشارات الجسم،
مشيرةً إلى أنهُ يُمكن وبدقةٍ من خلال الإشارات والحركات والنظرة الشاملة
إلى الإنسان معرفة نوعيته ..
وأكدت لاورا أنه يُمكن خلال الثماني ثواني الأولى القول فيما إذا كان
الشخص الذي نُقابله هو ودودٌ ولطيف أم لا، حيث تعمل جميع الحواس عملها، و
يُمكن معرفة الكثير عن طبيعة الشخص من خلال طريقةِ جلوسهِ فعندما يضع رجلاً
على رجل أو يضع يداً على يد فإننا نكتشف بأن الشخص يتواجد في وضعيةٍ
دفاعية.
وتُضيف لاورا عندما يحضر إليكم شخصٌ وهو منحني قليلاً فإن ذلك يعني على
الأرجح بأن جميع الهموم يحملها على ظهره، أما عندما يكشف عن صدره ويجلس في
حالةِ إنفراجٍ وذراعيهِ مفتوحتان فإن ذلك يعني بأنه مستعدٌ للإنصاتِ و
النقاش.
وأكدت لاورا أن حركات اليد لوحدها وتفسيرها تحتاج إلى كتابٍ كامل ولذلك
أشارت إلى بعض حركاتِ الجسم وما تعكسه من أوضاعٍ نفسيةٍ للشخص .. وإليكم
التفاصيل ..
الكذب لا يُمكن إخفاءهُ .. تُنبِّه لاورا إلى أن الطفل
عندما يُمارس الكذب فإنه يضع يدهُ أمام فمهِ، أو يضع كلتا يديهِ كما لو أنه
أراد توقيف الكلماتِ المخادعةِ التي تَصدر عنهُ، مشيرةً إلى أن الحركات
التي تصدر عن الأطفال في الصغر أثناء الكذب تكون عادةً واضحةً ومباشرة، أما
بعد التقدم في العمر فتصبح أكثر تقييداً وتغيراً، وبالنسبةِ للكبار فإنهم
لا يُتقنون عدم القيام بأي حركات، ولذلك فإنهم عندما يكذبون لا يضعون يدهم
أمام فمهم كالأطفال، ولكنهم يُلامسون قليلاً الأنف، أو يَحكِّون المكان
الواقع بين الأنف والفم.
وتُنبه لاورا إلى أن وضع اليد على الوجه لا يعني بالضرورةِ أن الشخص
يُمارس الكذب وإنما قد يُلمِّح إلى أنه غير مباشرٍ وصريح، أي أنه يُجري
بلورة فكرة سلبية في ذهنهِ.
وتُضيف في الوقت الذي يقوم فيه الإنسان بإبلاغها فإن اليد على الأرجح تتجه
نحو الفم كي تمنع خروج الكلمات، غير أنه يتم في اللحظاتِ الأخيرةِ التمويه
على ذلك من خلال سحبها وملامسةِ الأنف فقط، أما الكذَّابون الكبار فيتقنون
ممارسة الكذب والتطلع إلى عيون من يتحدثون إليهم بدون إشكال.
وضع اليد خلف الظهر يعني الهيمنة .. تُشير لاورا إلى أن
أحد أكثر الإشارات أو الحركات مباشرةً وتسليماً هي إظهار راحة الكف، وهي
مشابهةٌ للوضع الذي يقوم به الكلب بالنوم على ظهرهِ والكشف عن بطنه للتعبير
عن الإخلاص، أما عدم إظهار راحتي اليدين فيشيران إلى شخصيةٍ معاكسةٍ
تماماً.
حيث أن وضع اليدين خلف الظهر أو في الجيب أو وضعها على الصدر تعني
الهيمنةَ والتحكم، أو تبنِّي موقف غير مباشر أو صريح، أما الناس الواثقين
من أنفسهم الذين يضعون أصابع الكف اليمني مع اليسرى بحيث تستند نهايات
الأصابع إلى بعضها فيقوم بها القانونيون، والتجار، ومدراء الأعمال، أما
عندما يميل الإنسان رأسه مع هذه الحركة فإن ذلك يعني بأن الشخص معجبٌ
بنفسهِ وبأنه مغرور.
ويُعتبر وضع اليدين خلف الظهر دليلٌ على الثقةِ بالنفس، ولذلك يُلاحظ أن
أغلب الأشخاص الذين يقومون بهذه الحركة هم من المعلمين أو الأرستقراطيين أو
قادة الفرق الموسيقية، أي الرجال الذين يحظون بمكانةٍ إجتماعيةٍ مرموقة،
أما الرجال الذين يكشفون بشكلٍ غير ملفتٍ عن صدرهم وبطنهم وقلبهم ورقبتهم
فيريدون إعطاء إنطباعٍ بأنهم غير مُهددين.
وتُعتبر أكثر الحركات إثارةً هي التي تقوم بها المرأة بتحريك شعرها إلى
الوراء بواسطةِ يدها أثناء المحادثة، لأنها أثناء ذلك تتواجد في وضعيةٍ
خاصة، حيث ترفع رأسها قليلاً وبذلك تُظهر رقبتها وأيضا معصمها، الأمر الذي
يعني قبولها بوضعيةِ الخضوع.