" تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقلى الاحمال ,وانا اريحكم"

أيها الاخوة :

فى ذهنى كلام كثير لآقوله
وفى قلبى كلام اكثر من هذا
ولكن افضل ان اصمت لكى يتكلم الله
وثقوا أن صمتنا قد يكون أكثر تعبيراً,
والله يسمع هذا الصمت ,
الله يسمع هذا الصمت
ويدرك كل معانيه
وكل ما نعانيه .

الايه التى تعازينا فى هذه الليلة هى قول الرب :
" تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقلى الاحمال ,وانا اريحكم" .
أى تعالوا إلى يا من اشتدت بكم الضيقة وأصبحت أحيانا فوق احتمالكم . العالم به متاعب كثيرة سواء كانت متاعب للافراد أو متاعب للجماعات أو متاعب للمدن أو للعالم كله ولكن يندر أن يلجا الناس إلى الله .

لقد علمنا الانجيل المقدس فى الصلاة الربانية أن نقول فى كل وقت وفى كل يوم "ولاتدخلنا فى تجربة لكن نجنا من الشرير" .
فالله هو الذى ينجى ولكن للاسف كثيرا ما تقال هذه الطلبة ليس من القلب ولا بالايمان الكافى وليس بالاقتناع الكافى الداخلى .
نحن فى كل ما يحيط بنا من متاعب إنما نطرح المشكلة أمام الله ونتركها فى يديه ونقول له لتكن مشيئتك إن اردت أن تحل المشكلة لتكن مشيئتك وإن اردت أن ناخذ بركة الصليب نحمله ...
إننا نطرح مشا كلنا أمام الله , ولكن السؤال لماذ أمام الله ؟
لان الله ضابط الكل يرى كل شئ , ويسمع ويعرف ويكتب أمامه سفر تذكرة .لآن الله يعرف الظاهرات والخفيات أيضا ,يعرف ما يحدث وما ربما يحدث بعد حين , وفى معرفته هو عادل ورحيم وهو راعى صالح حيث قال سفر حزقيال النبى :
" أنا ارع غنمى " وأيضا يقول السيد الرب واطلب الضال واسترد المطرود وأجبر الكسير وأعصب الجريح وأبيد السمين والقوى وأرعاها بعدل " (حز15:34).
هو أيضا يقول سفر اشعياء النبى :
" الرب مسحنى لابشر المساكين أرسلنى لآعصب منكسرى القلب . لانادى للمسبين بالعتق وللماسورين بالاطلاق " ( إش 1:61 ) .
خبراتنا السابقة معه ترينا كيف يتدخل الله وكيف يعمل وحينما تتعقد الامور يد الله تعمل وبقوة وبوضوح ولهذا يقول لنا الكتاب : "ملقين كل همكم عليه لآنه هو يعتنى بكم "
ويقول ايضا "إن الله لا يجربكم فوق ما تستطيعون وإنما يجعل مع التجربة المنفذ " .
الله دائما يريح وهذا عمله يريح من الخارج ومن الداخل .
يريح من الخارج من جهة الامور الخارجية التى تتعب الانسان .
ويريح من الداخل من جهة حزن الانسان ومتاعبه .
لقد امتدت يد الله القوية وأراحت يونان وانقذته وهو فى بطن الحوت ,كما امتدت يد الرحمة القوية وأراحت دانيال وأنقذته حتى وهو فى جب الاسود , وأيضا أمتدت يده الرحيمة القوية إلى يوسف الصديق وهو فى السجن ..!
الله يريد يقدر . يريد أن يفعل الخير لنا ويقدر على فعل هذا الخير .
إن أمثلة يد الله العاملة لاجلنا واضحة فى الكتاب المقدس وفى التاريخ .
يقول : " تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقلى الاحمال ,وانا اريحكم" .
ولكن كيف تاتـون ألـى ؟؟
تأتون على بالصلاة وبالمزامير بالصوم بالقداسات بالنذور بعمل الرحمة بتمسككم بقرون المذبح .
فى وقت من الاوقات إشتدت الضيقة وإذا باستير تأتى إلى الله بصوم للشعب كله وتكلم الرب فى قلب أحشويرش الملك وكان الخير كله . وفى وقت من الاوقات تقدم نحميا إلى الله بالصلاة والدموع عندما رأى أورشليم محطمة وأبوابها محروقة بالنار وتكلم الله فى قلب الملك الفارسى وعمل الرب عملاً .
تأتون إلى بشفاعة الملائكة والقديسين .
فى ايام الآباء الرسل ,كان الرسل فى ضيقة, وكانت الكنيسة ترفع صلاة من أجلهم .
داود كان يسمع هذه الاية "تعالوا إلى با جميع المتعبين .." قبل أن تقال فى الانجيل, ولذلك قال "يارب لماذا كثر الذين يحزينوننى كثيرون قاموا على كثيرون يقولون لنفسى ليس له خلاص بالهه" ولكنه كان يسمع فى اعماقه تعزية الرب فكان يقول بعد ذلك "الرب هو ناصرى مجدى ورافع رأسى ....." .

جميييييييييييل
ميرسي كتيييييييير حببتي
ربنا يبارك خدمتك

ميرسى يا رومه

ربنا يبارك حياتك