تعتبر الثقة واحدة من أهم عناصر الحياة، ولذلك يصبح من الضرورى على
الأهل وخاصة الأم تعليم طفلها كل ما يتعلق بالثقة، وكيفية تنميتها بين
الناس، وماذا يحدث عندما تفقد الثقة. إن الطفل بطبيعته يحب دائما خرق
القوانين والقواعد ولذلك فإنه سيحاول دائما اختبار العلاقة بينك وبينه وما
إذا كان يستطيع الوثوق بك وما إذا كنت أنت تثقين به. يجب أن تكون علاقتك مع
طفلك مبنية على الثقة وإلا فإن الطفل لن يكون ناجحا فى مختلف علاقاته.
ينمى الطفل خلال عامه الأول الشعور بالثقة بك كأمه لأنك تلبين حاجاته
ورغباته مع الوضع فى الاعتبار أن حاجة الطفل للثقة بوالدته تمتد لما بعد
مرحلة الطفولة. يجب أن تعلمى أن علاقتك بطفلك إذا كانت مبنية على الحب
والثقة فإنكما ستتمكنان من مواجهة كل المواقف الصعبة فى الحياة. إن الطفل
عندما يولد فإنه يثق بأهله ويحبهم بالفطرة ولكن قد تتغير الأمور بسبب
مجموعة من الظروف المختلفة، واعلمى أنه ليس كافيا أن تحبى طفلك ولكن على
طفلك أيضا أن يكون واثقا بك. فخلال مراحل الطفل العمرية المختلفة فإنه
سيلاحظ ما إذا كانت والدته تكذب عليه أو ما إذا كانت تخلف وعودها وبالرغم
من أن الطفل قد لا يتحدث بصراحة إلا أنه يكون يخبئ بداخله كل ما يشعر به
مما يؤدى لتغير العلاقة بين الأم وابنها أو طفلها. إن أى أم بالتأكيد لا
تريد خسارة ثقة طفلها ولكن أحيانا قد تحدث بعض الأمور وتتغير العلاقة
بينهما.
إن قدرتك على اكتشاف ما يحتاجه طفلك وسرعة تلبيتك لتلك الرغبات والحاجات
عامل مهم يجعل الطفل يضع ثقته بك. وبالنسبة لطفلك الصغير، يجب عليك أن
تحاولى اكتشاف رغباته من بعض العلامات مثل البكاء أو التذمر وهو ما يعنى
أنك يجب أن تحددى حاجات طفلك بناء على سلوكه وتصرفاته. فإذا كان طفلك مثلا
يتذمر بطريقة مبالغ فيها فهذا يعنى أنه قد يشعر بالجوع أو التعب.
سيتعلم طفلك الصغير أن يثق بك إذا كنت تعاملينه بحب وبطريقة بها عاطفة،
فعلى سبيل المثال إذا وقع يمكنك أن تحتضنيه وإذا كان يشعر بالخوف فعليك
طمأنته، وإذا طلب منك طفلك مثلا أن تقضى الوقت معه باللعب أو قراءة قصة له
فعليك أن تستجيبى. ويجب عليك دائما أن تخبرى طفلك وتجعليه يشعر أنك تحبيه
مع الوضع فى الاعتبار أنك يجب أن تكونى صبورة فى حالة ارتكب الطفل خطأ ما
بدلا من انتقاده والصراخ فى وجهه.
يعتبر الكذب هو السبب الرئيسى الذى قد يجعل الطفل لا يثق بأمه، وهذا لا
يتضمن فقط قيامك بالكذب على الطفل نفسه ولكن يشمل أيضا أن يسمعك الطفل
تكذبين على جارة لكم أو على صديقة. هناك شئ آخر أيضا قد يؤدى لأن لا يثق
طفلك بك وهو أن تخلفى وعدك له أو لشخص آخر، فالطفل يشعر أننا نعطى وعدا
لأحد بسبب أمر مهم وبالتالى فإن إخلافك للوعد يعنى له أن الأمر لم يكن مهما
بالنسبة لك. عليك ألا تخلفى أى وعود تعطيها لطفلك ولكن إذا حدث أمر غير
متوقع فيجب أن تجلسى لتتحدثى مع الطفل وتشرحي له الظروف. إذا كان من
المفترض أن تلتقى مع طفلك بمكان ما ولم تتمكني من هذا فيجب أن تشرحى لطفلك
الموقف. يجب أن تعلمى أيضا أنك إذا كذبت على طفلك لتحميه من معرفة معلومات
معينة فإن هذا سيجعله لا يثق بأنك ستخبريه بالحقيقة. وعلى سبيل المثال، إذا
كان طفلك سيجرى عملية جراحية فيجب أن تتحدثى معه قبل موعد العملية وإخباره
بما سيحدث وأنه قد يتألم قليلا.
أن يشعر طفلك أنك منافقة فهذا سيجعله يفقد ثقته بك، وإذا شعر طفلك أنك
تتظاهرين بأنك صديقة أحدهم وتتكلمين عن هذا الشخص من وراء ظهره أو أنك
تقومين بإحراجه أمام الناس أو تضحكين على ما يقول أمامهم فتلك كلها أمور
ستجعله لا يثق بك.
يجب على طفلك أن يعلم أنك تقدرين صراحته معك مما سيجعل علاقتكما قائمة
على الثقة بالإضافة إلى أنك ستجعلين طفلك شخصا ذا أخلاق جيدة. وأخيرا لا
تسخري من طفلك ولا تهينيه.