تغطية الإعلام الرياضي ليورو 2012 واعتذار حتمي للمشاهد

تغطية الإعلام الرياضي ليورو 2012 واعتذار حتمي للمشاهد
وجهة نظر
21‏/06‏/2012
كتب | زكريا البدوي

تغطية الإعلام الرياضي ليورو 2012 واعتذار حتمي للمشاهد 193266hp2

شغف الجمهور المصري بمتابعة مباريات كأس الأمم الأوروبية في ظل حالة الفراغ الناتجة عن تجميد النشاط الكروي أمر ملفت وفي حقيقة الأمر حتى لو كان النشاط الكروي قائما فمتابعة لقاءات ثاني أقوى البطولات العالمية أمر يحرص عليه عشاق الساحرة المستديرة في كافة أرجاء العالم وليس المصريين فحسب .

إلا أن ثمة ملاحظة ظهرت مع انطلاق البطولة وهو متابعة وتغطية الإعلام المصري لفعاليات البطولة الأمر الذي لا يمكن بطبيعة الحال أن نعتبرها شئ سلبي بل نقطة إيجابية أن تحرص القنوات الرياضية على تغطية هذا الحدث إلا أن المثير أن كافة البرامج على مختلف القنوات تقدم تحليلات اليورو بشكل شفهي دون أي ملخصات أو أهداف الأمر الذي يعكس عدم الاحترافية الإعلامية فما فائدة أن يجلس المشاهد ليتابع برنامج يقوم بتحليل لقاء دون أن يرى هذا الكلام فوق أرض الملعب .

وما الداعي أن تخرج هذه البرامج بهذا الشكل البدائي طالما أنها لم تدفع الأموال للشركة التي تملك حقوق البث وهل ظاهرة متابعة وتغطية البطولات العالمية الكبرى ستستمر بشكل أفضل أم أن الأمر سيتوقف عند هذا الحد.

وإذا ما كانت السياسة الإعلامية التي ينتهجها الإعلام الرياضي في مصر قد تغيرت بهذا الشكل الذي يدفع هذه القنوات أن تخصص برامج تحليلية للبطولة الأوروبية فأين كانت هذه البرامج وقت إقامة بطولة كأس الأمم الأفريقية 2012 والتي فاز بلقبها منتخب زامبيا كأول بطل بعد مصر ثلاث بطولات متتالية إلا أن المنتخب المصري فشل في التأهل للدفاع عن لقبه للمرة الرابعة من الأساس هذه المرة بعد الإخفاق المخزي في التصفيات وكان المبرر لعدم التغطية الإعلامية لأمم أفريقيا أن المنتخب المصري غير حاضر في البطولة وليس من المنطقي متابعة بطولة يغيب عنها المنتخب الأمر الذي أشرنا إليه واعتبرنا عدم تغطية كبرى البطولات الأفريقية سقطة إعلامية للإعلام الرياضي المنشغل بمتابعة مباريات الدوري الممتاز والتحليل والحديث المطول بما يشبه النميمة الإعلامية حول تصريحات اللاعبين والمدربين والحكام في استوديوهات تمتد حتى الساعات الأولى من الصباح حتى كانت حادثة مجزرة بورسعيد التي أودت بحياة 74 مشجع أهلاوي في لقاء المصري والأهلي أول فبراير الماضي ليتوقف كل شئ ويصاب السوق بالركود التام .

فما الجديد حتى تنطلق كل هذه البرامج لتحليل مباريات اليورو علما بأن الحريص على متابعتها لا يطيق الاستماع لتنظير وتحليل خالي من المنطقية ومنزوع الدسم فهل تواجد المنتخب المصري على سبيل الخطأ في اليورو بعد شهور قليلة من كأس أمم أفريقيا أم أنها العنصرية المقيتة ومواصلة الغطرسة الإعلامية في مصر التي تتبرأ دوما من الانتماء لقارة أفريقيا على كافة المستويات الأمر الذي انعكس بشكل كبير على العلاقات المصرية الأفريقية، أو ربما حالة الكساد التي يعاني منها الشارع الكروي في مصر دفع إعلام الريادة الوهمية للهرولة لنيل حظا من بطولة القارة العجوز ربما أحدث هذا شيئا من الرواج للسلع التي أوشكت على التلف.

إلا أن هذا القرار كشف مزيدا من عورات الإعلام الرياضي في مصر وأثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يقوم إلا على حواديت المقدمين ونظريات المحللين أو ما يعرف بالنميمة الإعلامية، فلم يكن مدهشا أن يؤكد البعض أن فرنسا تقاعست أمام السويد لتسقط بخسارة مدوية بنتيجة هدفين دون رد من أجل اللعب ضد منتخب إسبانيا بطل العالم وحامل لقب أمم أوروبا وتفادي مواجهة منتخب إيطاليا، في حديث خالي من الموضوعية والرؤيا الفنية المهم أن نتحدث دون النظر إلى ما نقول فالمتلقي ربما لا يشغله هذا الهراء بقدر ما سيجلب هذا الأستوديو عددا من الإعلانات بمعنى التمسك بالتواجد على الشاشة حتى لو كان هذا التواجد يضر بصاحبه .

في الأخير إذا ما كان الأمر خلاف ما ذهبنا إليه فنريد توضيحا لهذا الشكل المتدني في تحليل اليورو وإذا ما كان هناك تقدم في الرؤيا في قادم البطولات أم لا إلا أن الأمر الأكثر أهمية من كل هذا أن الإعلام الرياضي في مصر مدين بالاعتذار لقارة أفريقيا لعدم تغطية بطولة أمم أفريقيا 2012 حتى وإن كانت التغطية بهذا الشكل المؤسف.