من اين جاء الله ؟
في مكان ما , هناك في طريق الحق والباطل تختفي الحقيقة !
بقم / ادمون يوسف / عينكاوة كــوم :
اولا :
سواء انك تؤمن بوجود الله ام لا , في رحلتك في البحث عن الحقيقة يأتي هذا السؤال في ذهنك "
من اين جاء الله ! ؟ ليس من العيب البحث عن الحقيقة ابدا ,
فالرب يسوع المسيح شجع الناس ان يبحثوا عنها عندما قال في انجيل يوحنا اصحاح 5 اية 39
حينما قال للجموع " ( فتشوا في الكتب لأنكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية ) ، وهي تشهد لي " .
البحث عن الحقيقة رحلة , احيانا تكون رحلة طويلة او قصيرة تعتمد على ايمان المرء
وعلى توقيت الله وحكمته , ولكن في اغلب الاوقات تعتمد على حكمة اللهّ ،
هناك الكثير من المواقف التي نقرأها في الكتاب المقدس عن توقيت الله وكيف يتدخل في الوقت المناسب .
ومن هذه المواقف عندما رحل شاول الطرطوسي اي ( الرسول پولس ) ،
وهو في طريقة الى دمشق لكي يلقي القبض على كل شخص مسيحي ويلقيه في السجن !
في طريقه ظهر له يسوع وقال له : " شاول , شاول لماذا تضطهدني ؟
" ظهور يسوع لشاول يعطينا اشارة الى وجود يسوع المسيح ،
هنا يرينا الله بأنني موجود حتى في ما وراء الطبيعة ! Metaphysical الميتافيزيقيا ـ
هذه كلمة فلسفية استخدمها الفلاسفة القدماء كارسطو وغيره وكلمة (( الميتافيزقيا )) بالاصل
هي كلمة يونانية استخدما فلاسفة الاغريق كأرسطو وهي تتألف من لفظتين Meta
اي ( وراء ) او ( بعد ) وكلمة Physika تعني ( الطبيعة ) .
الفلاسفة والحكماء في ذلك الوقت كانوا بدون اي تكنولوجيا حديثة يبحثون بها
عن الاشياء والقوة المحركة لهذا الكون ، ولكن يسوع المسيح بنفسه جاوبنا
على كل هذه الاسئلة المتعلقة بالطبيعة وما وراء الطبيعة ،
نقرا في انجيل لوقا الاصحاح السادس عشر اية 22-25 ، وكيف يسوع يهدي العاصفة
عندما كان مع تلاميذه في القارب وقال التلاميذ لبعضهم البعض " من هو هذا حتى اذن
انه يأمر الرياح والماء فتطيعه ؟ " تخيل نفسك وانت في قارب مع اصدقائك ,
وهناك شخص معكم حكيم وصالح ويقول عن نفسه بأنه ابن الله ومن الله اتى ,
وهج البحر وانتم على وشك الغرق والموت , ويقوم هذا الرجل من النوم ويقول للعاصفحة
اهدأي فتهدأ وللبحر اخرس فيخرس ؟
ثانيا :
يسوع المسيح ايضا يعطينا درسا مهما في ما يخص ما وراء الطبيعة (( الميتافيزيقيا )) ،
يقول لنا انجيل يوحنا الاصحاح الخامس الاية 55 بأن اليهود كان يريدون قتل يسوع وأعتبروه كافرا !
هنا كان المسيح يعلمهم عن تعاليم العهد القديم وحدثهم عن النبي ابراهيم ايضا ,
ولكن تعجبوا في كلامه وحكمته وقالوا له :
" انت لا تبلغ من العمر خمسين عاما بعد , كيف لك ان تعرف ابراهيم ؟
" انا اعتقد بأن هنا المسيح لم يتأخر في الاجابة على سؤالهم ابدا , وقال لهم :
" قبل ابراهيم , انا كائن ! " اي اني موجود في الزمان والمكان والمادة ,
موجود في الطبيعة واني حتى امشي على الماء واكسر قوانين الطبيعة ,
وكنت في الحياة قبل حدوثها لأنني " انا الحياة " وان لم تعرفون الطريق لكي تصلون الي ,
لا تقلقوا , انا الطريق وكل ما عليكم فعله هو حمل صليبكم وتتبعونني !
ثالثا :
لكل شيء بداية , ولكل بداية شيئ يسبب هذه البداية , فالعلم الحديث يقول لنا بأن عمر الكون
هو عشرين بليون سنة , فالبعض يقول 14 بليون والبعض يقول بضعة ملايين ,
حتى العلماء مع بعضهم لا يتقفون على عمر الارض ،
هناك ما يعرف بـ ( الزمان ـ والمكان ـ والمادة ) .
الله ليس محدود في الوقت فهو ( ازلي ) اي لا بداية له, ولو كان له بداية ,
فهو في الحقيقة ليس الله ، وهو ايضا ( السرمدي ) اي لا بداية له ولا نهاية ،
والله ليس في المكان , لأنه لو كان في المكان لا يستطيع ان يخلق المكان ,
وايضا ليس في المادة , ولو كان في المادة لا يستطيع ان يخلق المادة .
سفر التكوين يجيبنا على هذه الاسئلة وكيف الله خلق الزمان والمكان والمادة .
نقرا في التكوين الاصحاح الاول واول ايه , لاحض ان اول اية من سفر التكوين هي
عن الخلق وكيف تستطيع من خلال هذه الاية ان تكتشف بأن الله خارج الاشياء
التي يخلقها , الانسان الذي يصنع كمبيوتر , هو خارج الكمبيوتر ,
والانسان الذي يصنع سيارة , هو خارج السيارة . لا تستطيع ان تصنع شيء وتجعله
ان يصبح واقع وانت داخل الشيء نفسه ! ستة كلمات تعطينا اشارة واضحة
كيف خلق الكون (( في البدء , خلق الله السماوات والارض )) في البدء ,
يعطينا اشارة (( للزمان )) السماوات هي (( المكان )) والارض هي (( المادة ))
لو في يدك انت مادة ولا يوجد هناك مكان , اين سوف تضع المادة ,
ولو في يدك المكان والمادة ولكن لا تملك الوقت متى سوف تضعهما ؟
ولهذا يجب عليك اولا ان تملك الوقت , ثم المكان وثم المادة لهذا الله
(( في البدء خلق السماوات والارض )) .