الباب الضيق :
" أدخلوا من الباب الضيق "
( متى 7 : 13 )
+ كلمة الرب لنا اليوم قوله : " أدخلوا من الباب الضيق ،
لأنه واسع الباب ، ورحب الطريق ، الذى يؤدى إلى الهلاك .
وكثيرون هم الذين يدخلون منه . ما أضيق الباب ، وأكرب الطريق
الذى يؤدى إلى الحياة ( الأبدية ) ، وقليلون هم الذين يجدونه "
( مت 7 : 13 – 14 ) .
+ والسؤال الآن لك ( يا أخى / يا أختى ) ، أيهما تُحب :
الدخول من الباب الواسع ؟ ! أم من الباب الضيق ؟ ! ،
وهل تحب السير فى الطريق الواسع ؟ ! أو الضيق ؟ ! .
+ يقول قداسة البابا شنودة :
الباب الواسع هو لعبة الشيطان ،
فى حروبه وحيله للإنسان ، يقول لك : لماذا تعيش
هكذا فى أصوام وأسهار وميطانيات ،
وقد أغلقت على نفسك ، فى دائرة ضيقة ؟
ولماذا يُضيقها الله عليك ؟ يمكنك السير ،
فى طريق رحب ( مريح ) وواسع . يمكن أن تصل بكذبة بيضاء ،
ولا تجرح نفسك بصراحة مؤذية ، ويمكنك أن تنجح فى
الإمتحان بدون تعب ببرشامة متقنة .
وأن الطريق الواسع سهل ، ويوصل للغرض ، فلماذا تُصر على
الدخول من الباب الضيق ؟ ويتفوق عليك من هو أقل منك ؟
ولماذا تُعقد الأمور أمامك ؟ خذ الأمر بسهولة ، فينفرج الكرب " !! .
+ وفى الكتاب المقدس أمثلة كثيرة لمن أختار والسير فى
الطريق الواسع ، ومن أختاروا السير فى الطريق الضيق ،
فعلى سبيل المثال اختار لوط أرض سدوم ( كجنة مصر ) ،
وأختار إبراهيم الصحراء مع الله ، وضاع لوط
( تك 19 ) .
فالطريق رحب فى أوله ، ونهايته ضياع ، أما الطريق الضيق ،
فهو كرب فى أوله ،
ونهايته طيبة ، ومريحة للنفس ، والعبرة دائماً
بالنهاية وليس بالبداية ، مهما كانت .
+ ويقول الوحى المقدس :
" إنه بضيقات كثيرة ينبغى أن ندخل ملكوت الله "
( أع 14 : 22 ) .
" إن خفة ضيقتنا الوقتية ، تُنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً "
( 2 كو 4 : 17 ) .
+ ومن مظاهر الباب الضيق ما يلى :
( 1 ) إنكار الذات : " إن أراد أحد أن يأتى ورائى ،
فلينكر نفسه ، ويحمل صليبه ويتبعنى "
( مت 16 : 34 ) .
( 2 ) التجرد من المادة والماديات :
إن لم يستطع المرء أن يتجرد من كل ماله
( مثل الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا ) ، فعلى الأقل
يدفع العشور والبكور ، والنذور ،
وأكثر منها بالطبع ، وخاصة للمحتاجين وللكنيسة .
( 3 ) ضبط الجسد ، وقهر الشهوات الكثيرة : ( 1 يو 2 : 16 ) ،
كما قال القديس بولس الرسول :
" أقمع جسدى واستعبده ، حتى بعدما كرزت
للآخرين ، لا أصير أنا نفسى مرفوضاً "
( 1 كو 9 : 27 ) .
+ وتأمل تجربة سليمان الفاسدة ( جا 1 ) وأعرف
نتيجتها الخطيرة . ولتكن درساً لك .
( 4 ) ضبط اللسان : " ضع يارب حافظاً لفمى ، وباباً حصيناً لشفتى "
( مز 141 : 3 ) .
+ وقد شاهد أحد الأباء الشيوخ ( فى ديره )
راهباً شاباً يتكلم بغير ضابط للسانه ،
فقال له مشيراً إلى فمه : " هذه البوابة ألا يوجد لها بواب " ؟ !
+ وسافر قديس مع مجموعة من الرهبان ، فشاهدهم
يتكلمون ويثرثرون كثيراً ، فقال لهم :
" لماذا تتركون باب بيتكم ( الفم ) مفتوحاً للصوص ( الشياطين ) " .
فتعود أن تحفظ وتصون بابك .
+ وقد يبدو لك أن الدخول من الباب الضيق ،
هو شئ صعب على النفس ،
لكن صدقونى صعوبته تتلاشى تماماً حينما نضع
أرجلنا على أول الطريق بأصرار وعزيمة ( الجهاد الروحى ) ،
وإذا كان نظرنا موجه إلى
نهاية الطريق وما فيه من راحة وسعادة أبدية .
وألا يستحق منا خلاص النفس وسعادتها الأبدية ،
أن نسلك فى الطريق الضيق ؟ ! .
المصدر / منتديات الكنيســــة .