الباب الضيق :
من علامات الطريق الروحي أنْ تدخله من الباب الضيق .
وهذا هو تعليم الرب نفسه :
" ادخلوا من الباب الضيق ... ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة
وقليلون هم الذين يجدونه "
( متى7: 13، 14 ) .
إذن من علامات الطريق أنْ تتعب من أجل الرب ، وأن تبذل .
وأنْ تحتمل ، ولا تبحث عن راحتك هنا ... وأنْ تسلك في طقس لعازر المسكين .
وليس زميله الغني ... والضيقات التي تحتملها هي علامة على أنك جاد في محبة الله .
وأنك مستعد لبذل كل شيء لأجله ، حياتك كلها على الأرض هي مجرد اختبار لك :
هل أنتَ تفضل روحياتك وأبديتك وعلاقتك بالله على كل شيء آخر؟
وهل أنتَ مستعد أنْ تدفع الثمن ؟
هنا تبدو الضيقة كاختبار لك في مدى تمسكك بالرب .
وهنا تبدو الضيقة كضرورة آختباريه وكعلامة أساسية في الطريق الروحي .
لأنه بأيّ حق تكأفأ في السماء وتنال الأكاليل ؟ .
إنْ كنت قد عشت في نعيم على الأرض .
وتريد أنْ تنال الحياتين معًا على الأرض ومتعة السماء !! أليست تتعرض
بذلك لقول أبينا إبراهيم " أنك آستوفيت خيراتك في حياتك "
( لو16: 25 ) .
لذلك إنْ سلكت في طريق الله ، ووجدت كل شيء سهلًا أمامك ،
وأنت في راحة دائمة ، بلا ضيقات ولا تعب ، اسأل نفسك :
هل أنا قد ضللت الطريق ؟ !
قطعًا أكون قد ضللت لأنّ طريق الرب ليس هكذا سهلًا وبلا تعب .
ألا يوجد شيطان يحارب ؟ ألا توجد عوائق من العالم ومن المادة والجسد ؟
ألا توجد مقاومة من أعداء الخير؟ !
من غير شك لو كانت تصرفاتي لا تعجب الشيطان ، ما كان يتركني مطلقًا في راحة !
إذن لماذا هو ساكت عنى ؟ !
إنها مسألة تدعو إلى شك .. !
ثم منْ مِن القديسين عاش حياته كلها في راحة وبلا تعب ؟
لا أحد على الإطلاق ، كل القديسين قد دخلوا من الباب الضيق من أجل محبتهم لله
" ووهب لهم لا أنْ يؤمنوا به فقط ، بل أنْ يتألموا أيضًا من أجله "
( في1: 29 ) .
لذلك فإن هذه الضيقات والآلام إنما تهمس في أذنك قائلة : آطمئن ..
أنتَ سائر في الطريق السليم وهكذا تفرح وتسر وتطمئن كلما رأيت ضيقة في طريق الرب .
لأنه هكذا هي علاماته .
المصدر / Sant. Takla. org