2011-08-31 04:21
صورة تاريخية من داخل مقر الجامعة العربية وعلم الثوار الليبيين، يجد له مكانا عوضا عن الرقعة الخضراء للعقيد المملوء بالهواء والمسمى قيد حياته معمر القذافي، بكل بسيط القول هو حدث تاريخي أن يحمل الربيع العربي إلى الواجهة من جديد المنطقة العربية لتتصدر عناوين الأخبار في صناعة إرادات الشارع الراغب في التغيير وإسقاط الأنظمة الفاسدة.
رحل العقيد الليبي السابق معمر القذافي عن شاشات الإخباريات، وهو يلوح بيمينه من على شرفة داخل منطقته التي اعتزل فيها بلاده، خلال حكمه أرضا تسمى في شمالي إفريقيا بليبيا، ولقبها بجنونه الذي أضحك العالم بالجماهيرية، وارتاح المشاهد العربي من تسريحة شعره القريبة من وصف الأشعث الذي لا يمتلك في درجه مشطا للتسريح أو لعله لا يعلم بوجود جيل للشعر يظهره بشكل أنيق، والأسرار كثيرات ستخرج من منطقة باب العزيزية عن تفاصيل حياة العقيد وعائلته بعد أن حكم لـ 42 عاما بلادا حباها الله بالنفط إلا أنها تعاني من ضعف في البنيات التحتية، وهو الرجل الذي كن الكراهية للملكيات العربية وخاصة للمغرب قبل أن يعلن نفسه ملكا على كل ملوك القارة السمراء.
وترك القذافي المتواجد حاليا في مكان مجهول داخل ليبيا أو خارجها قاموس من وحي ثورة فبراير الليبية بعبارات تتردد اليوم في كل العالم العربي: "زنقة زنقة ودار دار وبيت بيت"، فشكرا للعقيد على هذه الأبيات من الشعر الثري في زمن الحراك العربي، وهو مؤلف كتاب غلافه أخضر واسمه الأخضر وفيه قواعد نظريات في تدبير أمور البلاد لا تصلح لأي بلاد على الأرض إلا أنه حاول تطبيقها بطريقته الخاصة قبل أن تظهر لقطات لا تحتاج إلى تعليق لحمام سباحة من داخل فيلا ابنته عائشة، ومشاهد للثراء الباذخ لشاليهات أبناءه على الساحل الليبي في طرابلس.
سقطت أسطورة فارغة كفقاعة الصابون اسمها القذافي في أيام مباركة من شهر رمضان، وتنفس الثوار الصعداء عقب شهور طويلة من البذل في القتال مع حاكم عربي اختار أن يخرج أسلحته من خزانته لكي يقوم بإفراغه في صدور شعبه لأنه أراد الحرية لأول مرة منذ أن قام شاب اسمه معمر القذافي بانقلاب على الملكية في التراب الليبي واعتنق فكر الناصرية والقومية ولم يمل طيلة 4 عقود من الثرثرة أمام الكاميرات، إلا أن لكل أجل كتاب، فبعد أن امتلك ليبيا لسنوات وسجن داخلها شعبا مغاربيا، يتحول هذا العقيد إلى سجين مطارد من قبل دعاة التغيير والحرية ولو بالبنادق ضد حاكم عربي لا يردي إلا أن يكون ديكتاتورا ولو على جثث شعبه. فوداعا القذافي.