ايليا اسم عبري ومعناه الهي يهوه والصيغة اليونانية لهذا الإسم هي ايلياس
وتستعمل غالبا ً في اللغة العربية وهو نبي عظيم علش في المملكة الشمالية
وبما أنه يدعى التشبي يرجح أنه ولد في تشبة ولكنه عاش في جلعاء وكان
عادة يلبس ثوبا ً من الشعر وكان يقضي الكثير من وقته في البرية وبما
أن ايزابل ساقت زوجها الملك وشعب اسرائيل إلى عبادة البعل فقد تنبأ ايليا
بأن الله يمنع المطر عن بني اسرائيل واعتزل إلى نهر كريت وكان الغربان
تعوله وتأتي إليه بالطعام وبعد أن جف النهر ذهب إلى صرفة وبقي في
بيت امرأة أرملة ووفقا ً لوعد ايليا لها لم يفرغ بيتها من الدقيق
والزيت طوال مدة الجفاف ولما مات ابن الأرملة
صلى ايليا فأعاد الله الحياة إلى الصبي .
+ وفي السنة الثالثة من الجفاف قابل النبي ايليا عوبديا وكيل أخاب ملك
اسرائيل وكان عوبديا مؤمنا ً بالله واتفق معه على مقابلة الملك وطلب
ايليا من الملك أن يجمع الشعب إلى جبل الكرمل وأن يحضر معه أنبياء
البعل وعشتروت ليرى أيهما يرسل نار تلتهم المحرقة الرب أم البعل فصلى
أنبياء البعل ولكن لم يكن من مجيب لصلاتهم ولكن لما دعا ايليا الرب
استجاب له ونزلت نار من السماء التهمت المحرقة ويشير التقليد إلى
أن هذه المعجزة تمت على جبل الكرمل في مكان يدعى حاليا ً المحرقة
فأقر الشعب بأن الرب هو الإله الحقيقي وبناء على أمر ايليا قتل أنبياء
البعل وعندئذ أعلن ايليا بأن المطر سوف ينزل .
+ ولما توعدت ايزابل بقتل ايليا لأنه قتل أنبياء البعل هرب إلى الجنوب
وطلب إلى الله أن يأخذ حياته لكن الله أرسل إليه
ملاكا ً ليشجعه وليعطيه طعاما ً وماء ً وبقوة هذه الأكلة أمكنه
أن يسافر أربعين يوما ً إلى جبل حوريب الذي يدعى أيضا ً جبل
سيناء ثم هناك أتى الرب بالريح والزلزلة والنار ولكنه في النهاية تكلم
إلى ايليا في صوت منخفض خفيف ثم بعث الله ايليا ليمسح ياهو
ملكا ً على اسرائيل ليمحو شر بيت أخاب وعباد البعل وليمسح
حزائيل ملكا ً على آرام وليمسح أليشع نبيا ً ليخلفه.
+ وقد دبرت الملكة ايزابل زوجة الملك أخاب قتل نابوت ليرث زوجها
كرم نابوت ولما دخل أخاب ليأخذ الكرم بعد مقتل نابوت ظلما ً وعدوانا ً قابله
ايليا وتنبأ بالموت الشنيع الذي سيموته أخاب وزوجته ايزابل وكذلك بالقضاء التام
على ذرية أخاب.
+ وسقط أخزيا ابن أخاب وخليفته عن العرش من النافذة فمرض
وأرسل رسلا ً ليسألوا بعل زبوب إله عقرون عن شفائه فقابل ايليا الرسل
وأرجعهم إلى الملك بدون أن يدعهم يذهبون إلى هيكل البعل غضب الملك
من ايليا فأرسل ضابطا ً مع خمسين رجلا ً ليقبضوا على ايليا ولكن النبي
صلى فأتت نار من السماء والتهمت الضابط والخمسين رجلا ً معه وحدث
الآمر ذاته مع ضابط ثاني وخمسين رجلا ً آخرين أما الضابط الثالث
الذي أرسل إليه لأخذه فإنه تضرع إلى النبي لأجل حياته وحياة رجاله الخمسين
عندئذ ذهب ايليا إلى الملك أخزيا وأنبأه بأنه ما دام قد حاول أن
يستشير إلها ً وثنيا ً فإنه سيموت حالا ً وهكذا حدث وتمت هذه النبوة.
+ وفي نهاية أيام ايليا النبي ذهب إلى الأردن مع أليشع وضرب ايليا الأردن
بردائه فانشق الماء وسار النبيان على اليابسة ثم جاءت مركبة وفرسان نارية
وحملت ايليا إلى السماء وترك ردائه لأليشع وقد وردت آخر إشارة إلى النبي ايليا
في العهد القديم في سفر ملاخي النبي والتي فحواها أن الرب
سيرسل ايليا النبي قبل يوم الرب العظيم .
+ أما في العهد الجديد فقد وعد الملاك جبرائيل أن يوحنا المعمدان
سيقدم المسيح بروح ايليا وقوته في إنجيل لوقا وفي هذا المعنى قال الرب
أن ايليا قد جاء في شخص يوحنا المعمدان في إنجيل متى وفي عظة
يسوع التي ألقاها في الناصرة أشار يسوع إلى إقامة ايليا في بيت أرملة
صرفة في إنجيل لوقا وقد ظهر ايليا وموسى مع يسوع عند التجلي
في إنجيل لوقا كذلك ويذكر يعقوب الرسول في رسالته الجامعة
صلاة ايليا لأجل امتناع المطر وصلاته من أجل
نزول المطر كمثال لقوة صلاة البار .
+ هذا ما أوردناه بإختصار شديد عن حياة ايليا النبي العظيم
لتكون هذه القصة تعين الأخوة المؤمنين وتشدهم إلى الدخول
في رحاب كلمة الله المعلنة والمدونة في الكتاب المقدس .
المـــــجد للثــــالوث الأقـــــدس
أميــــــــــــــــن
* منقول *