في أحيان كثيرة ومناسبات عديدة تؤثر فينا الدموع التي تسيل على الخدين, وجميعها لها أسبابها وتأثيراتها، إلاّ أنّ دموع طفل صغير لا يستطيع التعبير, تؤثر في القلب كثيراً.
هناك صورة مميزة لطفل وحيد لا يجد مَن يسدد حاجته، فترى عينيه تلمعان ببريق الطفولة وحبات اللؤلؤ تتدحرج على خدّيه المحمرّتين ولا يستطيع التعبير عن سبب بكائه, ولا ينطق بسؤال قلبه. إنه يثير الشفقة ويحرّك قلوب الرحمة.
فكم من أطفال هذه الأيام الصعبة والظروف الموحشة يعيشون حياة الحرمان وأيضاً يعيشون حقيقة الدموع؟ منهم مَن فقد أباه أو أمّه، ومنهم من أصيب برصاصة أو حرق في عضو من أعضائه. وكم وكم من الأطفال الجائعين إمّا للقوت والكسوة, وإمّا للرحمة والمحبة؟ ألا يُثير هذا الوضع قلوب الرحماء؟ ألا يستحقّ هؤلاء الأطفال العيش بهناء؟ إلى متى يفرض المجتمع القاسي عليهم الحسرة والآلام النفسية والجسدية؟ إن كان قد فُرض عليهم الشقاء فصلاتنا أن توضَعِ الرحمة في قلوب العظماء فيُخلَّص الأبرياء ويُشبع البسطاء، ونكون من الأغنياء بالمحبة والرحمة ودعماً في جميع الاحتياجات ومختلف الحالات. مكتوب: كونوا رحماء شفوقين محبين للجميع، لأنّ الله كثير الرحمة ومحبّته إلى جيل فجيل.