معرض "إيفا" في برلين: نمو اقتصادي في قطاع الإلكترونيات

ترزح
الدول الصناعية تحت عبء ديون ثقيلة، وبوادر الضعف تبدو واضحة على اليورو
والدولار. والبورصات العالمية تعاني من تقلبات تشير إلى احتمال حدوث أزمة
اقتصادية عالمية جديدة. ولكن المشاركين في معرض برلين للإلكترونيات ينأون
بأنفسهم بعيدا عن كل هذه المشاكل الاقتصادية.

أكثر
من 1300 جهة عارضة تشارك في المعرض، الذي يعتبر الأكبر في العالم في مجال
إلكترونيات التسلية. إذ تبلغ مساحة المعرض حوالي 140.000 متر مربع. مما
يدفع هانز يواخيم كامب، المستشار الرقابي في شركة الاتصالات والإلكترونيات
(جي، إف، يو) للتفاؤل في رؤية الكثير من الأمور الجديدة هذا العام. ويبين
كامب بأن الالكترونيات التي تساعد في الأعمال المنزلية، والالكترونيات
المستخدمة للتسلية تحظى بإقبال كبير من قبل الزبائن. ويضيف كامب قائلا: "في
استطلاع للرأي أجري مؤخرا حول سؤال: ماذا سيفعل الألمان فيما إذا ساءت
الأحوال الاقتصادية. كانت الإجابة بأنهم سيوفرون أولا من الأموال المخصصة
للرحلات، ثم من حساب التوفير، أما إلكترونيات التسلية فلن يتم الاقتصاد
فيها."

ورغم
هذا التفاؤل، إلا أن الأرقام تشير إلى أن قطاع الالكترونيات يعاني هو
الآخر من الظروف الاقتصادية العالمية. ومع أن هذا العام يسجل ارتفاعا في
أرقام المبيعات مقداره 27 مليار يورو، إلا أن هذا الارتفاع ينحصر بالدرجة
الأولى في مجالي الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية. أما شاشات التلفاز
المسطحة فلم تعد تحقق أرباحا كبيرة، كما كان عليه الحال في العامين
الأخيرين. ويعلل كامب ذلك، بأن عام 2011 لم يحفل بفعاليات رياضية كبيرة،
كما كان عام 2010.

وحتى
الشاشات عالية النقاء (إتش. دي) أو ثلاثية الأبعاد، لم تحقق الأرباح
المتوقعة منها، مما أدى إلى انخفاض أسعارها بشكل متزايد، مقارنة بالعام
الماضي. فأمسى معدل سعر التلفاز، ذي الشاشة المسطحة، حوالي 610 يورو، أي 8
بالمائة أقل عن أسعار العام الماضي.

ورغم
ذلك، فإن الخبير التقني كامب يرى بأن الفرصة لا زالت قائمة لهذه الصناعة،
"فما زال هناك أكثر من عشرين مليون جهاز تلفاز قديم في المنازل الألمانية،
سيتم استبدالها حتما بأجهزة متطورة، كما سيتم استبدال أجهزة الجيل الأول من
التلفزيونات ذات الشاشات المسطحة." ويتطلع المنتجون أيضا في هذا العام
إلى بيع أكثر من خمسة ملايين تلفاز مزود بإمكانية استخدام الانترنت، "والتي
سيزداد الإقبال عليها، مما سيؤدي إلى إنعاش السوق." كما يرى كامب.

ولكن هذا العام لم ينته بعد، والآمال مازالت معقودة على فترة أعياد الميلاد ورأس السنة، من أجل تحسين أرقام المبيعات.

والاتجاه
السائد في معرض هذا العام يركز على تقديم أجهزة الكترونية توفر الراحة
والانسيابية في استخدامها، وتتميز بالتصاميم الجميلة.

ويؤكد
هانز يواخيم كامب على أن هناك أمرا آخر مهما يركز عليه العارضون في معرض
برلين، وهو مسألة توفير الطاقة، "فما زال هناك أكثر من عشرة ملايين ثلاجة
في المنازل الألمانية يزيد عمرها على عشر سنوات." وإذا ما تم استبدالها
بثلاجات حديثة موفرة للطاقة، "فسيؤدي ذلك إلى توفير طاقة كهربائية تغطي
حاجة دولة كاملة، مثل البرتغال."

ويجري
التخطيط لإنتاج أجهزة الكترونية وكهربائية تتمتع بالذكاء في استهلاك
الكهرباء، بحيث تتعرف على الفترات التي يزداد فيها الضغط على الشبكة، فتخفف
استهلاكها من الطاقة الكهربائية.