صبية رقيقة في ريعان شبابها, يصحبها شاب وسيم, لكنه مختلف بالعقائد والأفكار. التقيت بهما بينما كنت جالسة أتمتع بجمال المغيب خلف البحر. وقفا يتحادثان على مقربة مني دقائق معدودات، ثم جلسا على مقعد خشبيّ صغير تقابلهما امرأة ملتفة بوشاح أسود يتوسّطهم منضدة صغيرة. وإذابتلك المرأة تقرأ لهما الحظّ بالكف، وكنت بدوري أرى ذلك لأوّل مرة في حياتي. وفجأة بدأت الصبية تجهش بالبكاء بحرقة ووقفت وانحت مستندة على حاجز الجسر, بينما أحاط الشاب وسطها بذراعيه ليهدّئ نفسها فاشتعل قلبي حسرة وارتجّت روحي في داخلي.
اقتربت منها بلطف وحزن على وضعها، ووضّحت لها أنّ هذا عمل شيطانيّ وكلّ الكلام الذي قالته لها تلك المرأة عن المستقبل كاذب, لأنّ المستقبل بيد الله، وشرحت لها محبة الله للانسان, وأنّ الانسان يعرف الماضي ويعيش الحاضر, لكنه يجهل المستقبل لأنّ الله وحده هو مَن وضع خطّة لحياة كلّ شخص منذ قبل ولادته وحتى مماته. وبعد أخذ وعطاء في الحديث والشاب يقاطع بأفكاره, مشيا بعيداً عني لكنهما عادا ومعهما أسئلة وحديثاً. إني أشكر الله الذي أرشدني أن أجيبهما من كلمته المباركة وأرشدتهما للتوجه الى قراءة الإنجيل لأنه الحقّ الالهيّ، وشجّعتهما للذهاب إلى الكنيسة. ففرحت وشكرتني وتركت وراءها ذلك الشابّ يجادل بالكلام، تبعتها وعانقتها بحنان وودّعتها بسلام .
ما أكثر أعمال إبليس وشروره التي ينشرها في أنحاء العالم ويبثها في قلوب البشر إذ يتسلّط على حياة كثيرين ويحبسهم في قبضته! إنهم بحاجة إلى مساعدة تقودهم إلى الحقّ الإلهيّ ومعرفة طريق الخلاص لنوال الحياة الأبدية. من واجبنا أن نصلّي من أجل تحريرهم من قبضة الشرير.