حياتي في المستقبل
ربما يكون هذا السؤال هو الذي تسأله كل فتاة في ظروف كثيرة وبالذات في أوقات المشقة والاضطرابات وعدم اليقين من المستقبل. وقد تكون هناك معرفة ولكن السبب الأساسي للسؤال هو جاذبية هذا السر في السؤال "كيف ستكون حياتي"؟
قال أحدهم بينما كنت أتمشى في الحديقة "راقبت قوقعة رائعة تزحف ببطء على أرض الحديقة ووقتها تذكرت بعض كلمات من الكتاب المقدس من سفر (حبقوق 3 :19) والتي تقول "يجعل قدمي كالأيائل ويمشيني على مرتفعاتي". يا له من تباين.. أحدنا يزحف في بؤس على الأرض وبينما آخر تطأ قدماه بفرح واطمئنان في المرتفعات والأماكن العالية. من هنا قد تكون الإجابة على السؤال ماذا ستكون حياتي؟ لا شك أنه ستوجد أيام مشمسة وأيام مظلمة وأيام فرح وأيام تجارب، ولكن مهما كانت ظروف الحياة وبالرغم من صعوبتها يوجد سر للحياة بكل ما تعنيه الكلمة. ولا بد أن نعرف أنه لا توجد فتاة لا تتطلع إلى الحياة بكل عمقها ولا ترغب في ذلك بكل شدة ومن كل قلبها.
أيتها الشابة عليك تقع مسئولية الاختيار فماذا تختارين؟ ولكن تذكري أن الحياة أمامك تتفتح بالرغم من المجهول. وهذه الحياة التي تريدينها سهلة وسعيدة ونافعة ومثمرة لن تكون لها قيمة حقيقة إلا إذا عشتها في حضور الله لأنها هي الحياة الحقيقة التي تمتد إلى ما وراء الموت حتى الأبدية. فهل تعرفين من أين تبدأ؟ إن من يضع عصابة على عينيه في نهار مشمس ويقول إن الشمس غير موجودة هو بلا شك شخص جاهل. وهكذا تكونين لان هذا الإله الذي تنكرينه يعلن لك. جاء في (مزمور 14 : 10) "قال الجاهل في قلبه ليس إله".
إنك بإرادتك تغلقين عينيك كي لا تري الله، ولكن إنكارك لن يؤثر على حقيقة وجود الله ولن يمنعه من أن يراك. ويوما ما سيجدك إن لم يكن في هذا العالم كالله مخلصك فسيكون ذلك مستقبلا كديانك لأن الله "لا يشمخ عليه" (غلاطية 6 : 7). إذاً، انزعي العصابة عن عينك وانحني أمام الله القدير الذي يريد أن يخلصك لأنه يحبك فهو يقول "قد جعلت قدامك الحياة والموت. البركة واللعنه فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك" (تثنية 30 : 9). فهل عرفت إجابة السؤال الذي يحيرك أيتها الشابة؟