KALIMOOO ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 17063 التقييم : 10891 تاريخ التسجيل : 09/08/2011
| موضوع: سر التجسد وملىء الزمان الخميس ديسمبر 13, 2012 8:49 pm | |
| التجسد معناه ان الله نزل واتحد بنا واتخذ جسد انسان من مريم العذراء التي اصبحت تابوت العهد الجديد له، وحبل به بقوة الروح القدس، وولد طبيعيا بشخص يسوع المسيح الاقنوم الثاني. ان محبة الله العظيمة للبشر، هي التي جعلته يعمل هذا الذي كان من ضمن تدبيره الالهي، اذ ان هذا التدبير هو من صنع الله، وضعه وقرره منذ انشاء العالم، لكي يخلّصه ويعيده اليه. وكان لابد من أن يؤسس أرضية صالحة حتى تحتضن هذا التدبير الخلاصي. و كان اختيار امنا العذراء القديسة، فهي البيت الاول للقربان. فيسوع المسيح المولود, هو منذ البدء موجود, وولادته كانت ملىء الزمان المتجدد فينا يوميا وباستمرار. اي ان كلمة نعم لأمنا العذراء هي التي فتحت ملىء الزمان بقبولها ان تصبح أما للمخلص . اذن كل دعوة تقبل وتستجاب من قبلنا امام طلب الله، كأن ملىء الزمان يتجدد بنا، وكأن المسيح يتجسد فينا مرة اخرى. ان الله يحترم حريتنا وان عظمته تقف امام الانسان تنتظر قبول كلمته الفعاله فيه، وهو عادل لايفرض شيئاعلى اي واحد منا. فمحبة الله العظيمة للانسان, جعلته يصبح مثلنا انسانا ليرفع من قيمتنا ويجعل منا ان نتأله فيه، ولكي يقدسنا ويملئنا من بركاته. اشعياء النبي يقول: " كل بشر يرى خلاص الله "،اي كل انسان يعيش ويحقق انسانيته عن طريق التجسد, اي أن الله تجسد ونزل عموديا ودخل في حياة الانسان حتى يدخل الانسان في جوهر الله. كل الاديان بتعاليمها وتشريعاتها تؤكد على البحث عن الله للوصول اليه اما عندنا فألله جاء هو ليبحث عنا بتجسده لاننا عزيزين في عينه ومهمّين عنده, وان كل شيء في العالم هو لاجلنا. ولابد ان نؤكد ان تجسد المسيح هو ليس نتيجة للخطيئة، فقط لكي يخلصنا, ولكن الاصح هو كان من ضمن التدبير الالهي منذ انشاء العالم. فهو قرر هذا وحتى انه كان يعرف ان الانسان سوف يكون متردد،ا ولكن محبة الله غير محدودة، فليس الزمان والمكان يوقفاه اي ليست هناك مسافة تفصل بينه وبيننا. فالمسيح هو هو الامس واليوم والى ابد الابدين امين. اي هو الماضي والحاضروالمستقبل ، وهو الحجر الاساس لبناء الملكوت . فالخليقة الاولى خلقها الله حسنة، غير مشوهة، ولكن الانسان شوهها بالخطيئة. لكن تجسد يسوع الذي هو الخليقة الجديدة، النقية، الغير مشوهة بالخطيئة, يعلمنا انه عاش معنا، وتألم، وصلب، ومات، وقام. ان هذا كله الطريق الصحيح لكي نعيش معه بالابدية, وان قبول كلمة الله الفعالة لا بدّ ان تغيرنا نحو الاحسن، وهذا يتطلب تضحية وآلام، ونكران ذات، وغيرها، لكي نبني على هذا الحجر ملكوت الله منذ الان على الارض.
اذن الميلاد هو ملىء الزمان، وهو عطية الله للانسان، الذي سوف يكتمل بمجيء المسيح ثانية. كل انسان مهم وشريك بالألوهية. وعندما يقبل الانسان التسجد ويؤمن به يشارك بعمل ملىء الزمان. الله بعمله هذا انتشلنا من الخطايا، اي ان هذا الملىء لم يعد سرا بعد، بل اصبح تحقيقه من ضمن مسوؤلية كل واحد منا. فكل واحد يتكاسل ويرفض هذا العمل كأنه يعيق مسيرة عمل وتطور ملىء الزمان. والأصح ان نحافظ عليه ونعيشه ونختبره بحياتنا، بالعمل والاستمرارية، فنجعل المسيح موجودا وملكا على حياتنا، وان نجسد هذا بأقوالنا وافعالنا.
إنّ امنا العذراء القديسة لديها علاقة قوية بتحقيق ملىء الزمان، بأنها بيت القربان الاول وهي التي فتحت باب ملىء الزمان بكلمة نعم، وانها أجمل هدية للبشرية. وهي تعلمنا كيف نكون احرار بحبنا لله، وهذه الحرية تعطينا القوة لكي نختار الصحيح، بقبول كلمة الله وبنعمته المجانية، التي تلهمنا وترشدنا لقول الحق. لذا انها قالت نَعم لدعوة الملاك وهي مقتنعة ومؤمنهة بكل كيانها. لكي نكون ضمن عمل ملىء الزمان علينا ان نكون محبين للاخرين، وعا كسين وجه الله لهم، ولنقل دائما لتكن مشيئتك. والأهم كيف نعطي المسيح للاخرين، اي عندما نمتلىء بالروح القدس، ويفيض بنا بنعمته، هل نبقي ام نعطيه للاخرين؟
يسوع ولد في مدينة بيت لحم اي في بيت الخبز(بيثة لخما) وجاء لأجلنا ليتحول الى خبز(خبز الحياة) مكسور نتناوله. هكذا علينا ان نتحول نحن الى خبز مكسور للاخرين. ان حياة يسوع وتعاليمه الخلاصية كلها، تبحث وتعالج الآخر الذي هو اهم شيء في العالم عند الله. كذلك المسيح يعلمنا (الاقتداء والفداء) ان نحب ونهتم بالاخر، لأنه به نلتقي بالمسيح ونكتشفه. ان دخول الله في تاريخ البشرية، جعل من الانسان ان يكون ابن الله روحيا. والمخلوق ليس من طبيعة الخالق، لكن المولود هو جزء من طبيعة الخالق. وهنا المسيح يحمل طبيعتين الانسانية والالهية، وانه قدوس ويدعونا المقدّسين عند الله وأخوة له. فالخطيئه لاتقف عائقا امام قدرةالله. فبدل من ان يحاسبنا هو على أثامنا دفع الحساب عنا. هذه نقطة مهمة: انه لانستطيع ان نخطوا خطوة روحية، الا بمقدار ما نتجاوب مع نعمة الله. ونحن كأبناء، فالمطلوب منا ان نظهر وجه المسيح للعالم ضمن وجهنا الروحي الاجتماعي .وهكذا من الأصح ان نستقبل الميلاد كل ايام حياتنا، اي حياتنا كلها ميلاد وتجدّد بالمسيح الحيّ فينا، عندما نتحوّل اليه بأعمالنا واقوالنا ونتحد به بتناولنا جسده المقدس، وان يكون استقبالنا له داخليا وخارجيا مع تقديسنا طبيعة سرّ التجسد، ونفهمه ونؤمن به، و نحترم ونقدّس المكان الذين نحن فيه، لأن الأرض كلّها أصبحت مقدّسة, وان كل طفل في لعالم هو أخي، لاننا كلنا أخوة بالمسيح، ونمثّل جسده.
هناك بعض التساؤلات التي قد تراود أذهاننا منها:
ماهي الغاية من التجسد؟
غاية الله ان يرفعنا ويجعلنا آلهة، وبه اعطانا الثالوث، الابن المرتبط بالاقنوم الآب بقوة محبة اقنوم الروح القدس. الابن جاء محملا بمحبة الآب، وتعاليمه الخلاصية تدفعنا الى عيش المحبة بكل ابعادها، و هذا التجسد، مشروعه الخلاصي منذ الازل، جاء يعرضه علينا ليجدّد علاقتنا به ويعيدنا الى حضنه الابوي.
هل نحن بحاجة الى مخلّص ليحمل خطايانا ؟ هل يرفع سرّ التجسد عنا اثقالنا؟
ان آخر مفاعيل التجسد هي التي ترفع عنا اثقالنا، ولكن أهم شيء فيه، ان حضور الله اكتمل هنا. وايضا أنه جاء باحثا عنا ليعطينا دعوة جديدة، لنرتبط بعلاقة صميمية معه، و نبتعد عن الظلمة، ونعيد التفكير باعادة علاقتنا به بروح جديدة. انه جاء زائرا الينا، فهل سيجد مكانا في قلوبنا، وهل نحن مستعدين لذلك؟ لأنه بالاستعداد والايمان والثقه التامة به، وبأنه الوحيد في العالم غافر خطايانا، نتخلص من كل قيودنا وننطلق الى حياة جديدة تجعلنا ضمن خطة الله الخلاصية، ونكون جزءا منه مقدّسين، لانه بصليب وآلام ابنه الانسان والإله، رفع عنا عار الخطيئة ودفع ثمنها.
ماهو الخلاص الذي جلبه سر التجسد؟
ان من ضمن نعم هذا السر هو خلاصنا من خطايانا لكي نصبح اولاده بالتبني. ان هذا الخلاص يكبر في كل واحد منا، لأن كلمة الرب فعالة فينا، وهي هداية لجميع الذين ليس لديهم هدف وضائعين في ملذات وهموم هذا العالم، لكي يرجعوا اليه ويرفعوا قلوبهم ناكرين ذواتهم ليغيّرهم ويباركهم، لانه يحب الجميع. ان كلمة الرب دعوة ومبادرة منه، عبر الزمان والمكان، لكل البشر الخطأة والصالحين، وان الخلاص مفتوح لكل البشرية، لانه به سوف تكتمل الخلقة ويستعاد توازن الانسان ليعيش انسانيته بصورة حقيقية.
هل غيّر الرب طبيعتنا بتجسده؟
الرب لم يغيّر طبيعتنا, بل علّمنا ان نتفاعل مع طبيعتنا، واعطاها قوة وعمق واتحد بنا بطبيعته الالهية، وأخذ بشريتنا ليرفعها الى مقامه؛ انه تبنى طبيعتنا وأخذ انسانيتنا المحدودة. الله غيّر حالتنا وخلصنا من الخطيئة، وعلّمنا ان نتحول الى حالة النعمة مع الله. كلنا بنعمته مخلّصين، وليس علينا الاّ ان نتوب ونتجاوب مع كلمته ودعوته. اصبح لطبيعتنا عمقا روحيا اكثر لانها اصبحت مرتبطة بالله, وايضا لأن يسوع الآتي فتح لنا الخلق الى الملىء، واصبحت طبيعتنا المحدودة ولادة جديدة ذات عمق في جميع مجالات الحياة. فتح لنا باب الالوهية لكي نستمد منها القوة لنستمرفي العمل والصلاة والتأمل بنِعم الرب، ونعيش حضور المسيح بيننا، ونعمل على انشاء ملكوته منذ الان ،و نكمل جوعنا وعطشنا بتناول جسده ودمه الاقدسين بسرّ قربانه الأقدس، لكي نملأ الكون بحب المسيح ونعكسه للاخرين باحثين عنهم لكي ندلهم اليه.
| |
|
خادم المسيح مشرف (ة)
الجنس : عدد المساهمات : 24257 التقييم : 4957 تاريخ التسجيل : 11/08/2012 البلد التي انتمي اليها : العراق
| موضوع: رد: سر التجسد وملىء الزمان الأحد ديسمبر 16, 2012 7:07 pm | |
| ♱ موضوع روحاني يستحق كلّ تقدير وآحتـرام ! شكراُ عزيزنا كاليمو لرفدنا بهذا الاموضوع ! ربنا يسوع يبارك خدمتكــم لآميـــن .
| |
|
KALIMOOO ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 17063 التقييم : 10891 تاريخ التسجيل : 09/08/2011
| موضوع: رد: سر التجسد وملىء الزمان الأحد ديسمبر 16, 2012 9:16 pm | |
| خادم الرب
شكرااا لمرورك الجميل
سلام الطفل يسوع معك
| |
|