جيمس غالاغر ..
مراسل شؤون الصحة والعلوم :
الاثنين : 18 فبراير/ شباط / 2013
الغذاء غير الصحي سبب رئيس للسمنة :
وجه أطباء مختصون بمكافحة السمنة نداء لفرض ضرائب كبيرة على المشروبات الغازية ،
وكذلك فرض عقوبات على الوجبات السريعة ، حيث أكدت الأكاديمية الملكية لكليات الطب
التي تمثل تقريبا كل أطباء المملكة المتحدة ، أن تضخم الخصر يمثل بالفعل أزمة صحية كبيرة .
روابط ذات صلة :
دراسة علمية : البدانة يمكن أن تؤدي لنقص فيتامين (د)
بريطانيا : جراحات البدانة .. عمليات عابرة أم خطر داهم ؟
شكوك حول ارتباط أمراض القلب والسكري بزيادة الوزن
وأشارت في تقريرها إلى أن التدابير الحالية للحد من السمنة فشلت في الحد منها ،
ـ وطالبت بأن يخضع تناول الطعام غير الصحي لنفس الإجراءات وطريقة التعامل
التي يتم بها التعامل مع مشكلة الإدمان على التدخين ، في حين أكدت بعض الشركات الصناعية
المتخصصة في هذا المجال أن التقرير لم يضف جديدا إلى الجدل الدائر حول السمنة .
وتعد المملكة المتحدة واحدة من أكثر الأمم في العالم من حيث انتشار البدانة ،
حيث يصنف ربع البالغين
بها كبدناء ، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2050
خاصة وأن ثلث خريجي المدارس الأساسية يعانون من الوزن الزائد فعليا ،
ويخشى الأطباء من أن زيادة عدد البدناء يمكن أن يؤدي لعواقبوخيمة على صحة العامة المجتمع .
ـ وتمثل الأكاديمية الملكية الطبية هي جبهة واحدة تجمع الأطباء والجراحين والأطباء النفسيين
والأطباء المتخصصين في طب الأطفال . تؤكد هذه الأكاديمية أن أطباءها يرون الممارسات
غير الصحية كل يوم، ولم يسبق لهم أن أجمعوا على قضية من قبل مثل اجماعهم
حول قضية السمنة هذه المرة .
لا أحد يرغب في السمنة :
وتضمنت توصيات الأكاديمية حظر الإعلان عن الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية
من الدهون المشبعة أو السكريات أو الأملاح، قبل التاسعة مساء ، وفرض ضريبة إضافية
على المشروبات السكرية الغازية بما يرفع سعرها بنسبة 20 بالمئة على الأقل ،
وكذلك تقليل محلات بيع الأطعمة السريعة بالقرب من المدارس ومراكز الترفيه.
وطالبت برصد ميزانية تقدر بمئة مليون جنيه استرليني لإجراء جراحات خفض الوزن ،
وحظر وجود الأطعمة غير المغذية أو أجهزة توزيعها وبيعها في المستشفيات،
حيث يفترض أن تكون الأطعمة بها طبيعية مثل المدارس ، وضرورة أن تحمل المغلفات
التي تغطي الأطعمة بيانات حول مايمكن أن تقدمه من سعرات حرارية للأطفال .
ـ ويشير تيرينس ستيفنسون عضو الأكاديمية إلى التشابه الواضح بين هذه الحملة لمكافحة
السمنة وتلك الخاصة بمكافحة التدخين . وقال في حديثه مع بي بي سي : " يأتي التشابه
من أشياء مثل حظر الإعلان وتقليل عدد المحال المخصصة لبيع السجائر في أماكن
الأنشطة الرياضية وكلها إجراءات تساعد الناس على الإقلاع عن التدخين . "
ـ وأكد على ضرورة تثقيف الناس بمخاطر البدانة حتى يحولوا اهتمامهم إلى الأطعمة الصحية ،
وهاجم المشروبات السكرية والمشروبات الغازية مطالبا بمنع بيعها في دور السينما ،
مؤكدا أنهم في حاجة لأن تقوم الضريبة بتحويل الناس إلى المشروبات الصحية . وقال :
" لم نسمع من شخص واحد قوله بأنه يرغب أن يكون وزنه زائدا ، وكل شخص قابلناه
كان في حاجة لدعم المجتمع . "
ـ في الوقت نفسه وصف تيري جونز من الاتحاد البريطاني للغذاء الطعام والشراب
على التقرير بأنه فرقعة فارغة ولم يضف جديدا للجدل حول الموضوع رغم أهميته ، وقال :
" من الواضح أن التوصيات التي قدمتها الأكاديمية هي مجموعة من الأفكار غير المتوازنة ،
ويحتمل أنها قد تأثرت بإحدى جماعات الضغط في القضية " .
ـ في حين رفضت المؤسسة البريطانية للمشروبات فكرة زيادة الضريبة على المشروبات الغازية ،
مؤكدة أن المشروبات الغازية لاتتدخل في السعرات الحرارية بالنسبة للنظام الغذائي المتوسط
إلا بنسبة 2 بالمئة فحسب ، ومعالجة مسألة البدانة يكون بأنظمة الحمية ومستويات النشاط .
" السبب هو البيئة الغذائية "
ـ فيما أكد الدكتور أسيم مالهوترا أستاذ امراض القلب الذي شارك في إعداد التقرير أنه
لاحظ بشكل متزايد أن مرضاه من أصحاب الوزن الزائد يعانون من السمنة المرتبطة
بأمراض أخرى ، وقال لبي بي سي : " إن السبب الأساسي هو البيئة الغذائية ،
فهي تشبه مطالبة الأطفال بالذهاب إلى محل الحلويات وليس تناول الحلوى .
هناك إغراء متزايد بالأطعمة السكرية الرخيصة، والتنظيم الواضح ضروري . "
ـ فيما رحب الوزير في وزارة الصحة الولورد هاو بالتقرير مؤكدا أنه يأمل في
أن يرى الشركات تكثف جهودها من أجل هذا ، وقال : " للتعامل مع التيار المتزايد للسمنة ،
فإن الصناعة وخبراء الرعاية الصحية ، والحكومة ، والأفراد عليهم
أن يعملوا سويا للوصول إلى نتائج ، مما يمنح هذه الدعوة أهميتها ، كما أن الحكومة
تساعد الناس في الاختيارات الصحية ، من خلال التعاون مع المصنعين لتقليل الدهون ،
والملح والسكر في الأطعمة ، وتقديم النصيحة للأطفال والعائلات . "
* منقـــول للفائــــدة *